Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 01/Nov 12:36

مؤتمر "مودة ورحمة" يوصي بتعزيز الهوية الأسرية وتكريس الاستقرار والانتماء

بحضور جمع غفير من الخبراء والمتخصصين من مملكة البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي وصل عددهم إلى 350 شخصًا، نظم مركز بتلكو للاستقرار الأسري صباح يوم أمس بفندق الخليج، بالتعاون مع المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، مؤتمر “مودة ورحمة” تحت شعار “الهوية الأسرية في ظل التحديات المعاصرة”. ويهدف المؤتمر إلى تعزيز استقرار الأسرة البحرينية والخليجية، وتسليط الضوء على سبل الحفاظ على الهوية الأسرية في مواجهة التحولات الاجتماعية والثقافية والرقمية المتسارعة. وقال الأمين العام للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية الشيخ علي بن خليفة بن محمد آل خليفة لجمع الحضور: “في وطن آمن ومستقر تحت رعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، نشعر يوميًا بسقف العطاء الإنساني، مع إيمان جلالته بأن الإنسان البحريني لا يكتمل إلا عندما تُصان أسرته، ويشعر بالانتماء، ويجد في وطنه حضنًا دافئًا يمنحه القوة والطمأنينة معًا”. وتابع: “من هذا الإيمان انطلقت المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية لتكون دائمًا إلى جانب كل من يحتاج إلى دعمها، وتعمل على بناء استقرار الأسرة والسلام النفسي كأساس للتنمية المستدامة، ويمضي على هذا النهج الإنساني سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشئون الشباب، الذي يوجهنا دائمًا إلى زرع الأمل في قلوب الناس، وجعل المبادرات الإنسانية جسورًا تعيد التوازن للأسرة، وتغرس روح الانتماء والهوية البحرينية في كل بيت”. وقال الشيخ علي: “ومن هذا المنطلق جاءت شراكتنا اليوم مع مركز بتلكو للاستقرار الأسري في مؤتمر (مودة ورحمة) لنركز معًا على جوهر الحياة الأسرية؛ الرحمة التي تلين القلوب، والمودة التي توحدنا، والقيم التي تحافظ على تماسك الأسرة وقوتها، إن هذا المؤتمر ليس مجرد لقاء فكري، بل هو رسالة وطنية وإنسانية، تسعى لتوحيد الجهود المؤسسية والمجتمعية من أجل أسرة بحرينية أكثر وعيًا، أكثر حبًا، وأكثر استقرارًا، وهو امتداد لرؤية وطن يؤمن بأن تمكين الأسرة هو تمكين للوطن ذاته، كم هو جميل أن نلتقي اليوم لنتذكر بأن الرحمة ليست ضعفًا، والمودة ليست رفاهية، والاستقرار ليس صدفة، بل ثمرة وعي وتربية وتكاتف ورؤية قيادة حكيمة”. بدوره، أكد رئيس مجلس أمناء مركز بتلكو للاستقرار الأسري، محسن الغريري، أن ترسيخ فكر التعايش والتسامح الديني في الاستراتيجية الإعلامية الوطنية يعكس الرؤية الملكية السامية لملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في بناء الإنسان البحريني وتعزيز استقرار الأسرة والمجتمع على أسس من المحبة والوئام. وقال الغريري في كلمته إن الحديث عن الأسرة هو حديث عن نواة المجتمع وجذر الهوية وضمير الوطن، مشددًا على أن قيم المودة والرحمة تشكّل ركيزة الاستقرار الاجتماعي الذي يحفظ للأمم قوتها وللأوطان استقرارها.  وأضاف أن التحولات الثقافية والتقنية الراهنة تتطلب وعيًا متجددًا للحفاظ على الهوية الأسرية الخليجية والعربية والإسلامية، دون أن نفقد أصالتنا أو خصوصيتنا التي تميز مجتمعنا البحريني. وأوضح الغريري أن مركز بتلكو للاستقرار الأسري أخذ على عاتقه أن يكون منارة للفكر الأسري الرشيد وجسرًا يربط بين الأصالة والمعاصرة، سعيًا لتمكين الأسرة من مواجهة التحديات الحديثة بثقة وتوازن، مؤكدًا أن قيم التعايش والتسامح تُعد امتدادًا طبيعيًا لجوهر الشريعة الإسلامية السمحة التي تحفظ للإنسان كرامته وتعزز الفطرة الإنسانية السليمة. وتوجه الغريري بخالص الشكر والعرفان إلى المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، ممثلة في الشيخ علي بن خليفة آل خليفة الأمين العام، على دعمهم لمؤتمر “مودة ورحمة” ورعايتهم الكريمة لمسيرة تعزيز القيم الأسرية، كما ثمّن جهود الإعلاميين والمتطوعين وكل الجهات المشاركة في إنجاح هذا الحدث الوطني الذي يسهم في ترسيخ قيم المحبة والوحدة المجتمعية. وختم الغريري تصريحه بالتأكيد على أن مؤتمر “مودة ورحمة” لن يكون محطة عابرة، بل بداية لمسيرة ممتدة من المبادرات واللقاءات التي تناقش القضايا الأسرية المعاصرة، بما يعزز الوعي الأسري ويعمق مفهوم الاستقرار المجتمعي في ظل القيادة الحكيمة لجلالة الملك المعظم. بعدها تم استعراض فيلم وثائقي جميل عن هذه المبادرة المتميزة، ثم تم تكريم الرعاة والمتحدثين، كما تم تكريم صحيفة البلاد. عقب ذلك، بدأت جلسات المؤتمر التي انقسمت إلى ثلاث حلقات نقاشية وحوارية؛ الأولى عن التحديات المعاصرة وأثرها على الهوية الأسرية، والثانية عن بناء الهوية القيمية للأسرة في ظل تعدد مصادر التأثير، والثالثة عن التجارب والابتكار المؤسسي في مجال الأسرة.