Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - Hier 01:00

دراما توعوية وبرامج إرشادية قبل وبعد الزواج

اختتمت أعمال النسخة الأولى من مؤتمر “مودة ورحمة” الذي نظمته مؤسسة مركز بتلكو للاستقرار الأسري “مستقرة” بالتعاون مع المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، تحت شعار “الهوية الأسرية في ظل التحديات المعاصرة”، بحضور 350 مشاركًا يمثلون نخبة من المختصين والخبراء من مملكة البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي، وبحضور رسمي وإعلامي واسع. وفي افتتاح المؤتمر، قال الشيخ علي بن خليفة بن محمد آل خليفة، الأمين العام للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية: “في وطن آمن ومستقر تحت راية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، الرئيس الفخري للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، نشعر يوميًا بصدق العطاء الإنساني، فقد آمن جلالته أن الإنسان البحريني لا يكتمل إلا عندما تُصان أسرته، ويشعر بالانتماء، ويجد في وطنه حضنًا دافئًا يمنحه القوة والطمأنينة معًا”. وأوضح أن شراكة المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية مع مركز بتلكو للاستقرار الأسري في مؤتمر “مودة ورحمة”، جاءت لتركز على جوهر الحياة الأسرية: الرحمة التي تُلين القلوب، والمودة التي توحدنا رغم التحديات، والقيم التي تحافظ على تماسك الأسرة وقوتها، مبينًا أن هذا المؤتمر ليس مجرد لقاء فكري، بل هو رسالة وطنية وإنسانية تسعى لتوحيد الجهود المؤسسية والمجتمعية من أجل أسرة بحرينية أكثر وعيًا، وحبًا، واستقرارًا. من جانبه، أكد محسن علي الغريري، رئيس مجلس أمناء مؤسسة مركز بتلكو للاستقرار الأسري، في كلمته في افتتاح المؤتمر، أنه يشكل ضرورةً وطنيةً لمواجهة التحديات الثقافية والقيمية التي تعصف بالأسرة، مشددًا على أهمية الحفاظ على الهوية الأسرية الأصيلة في ظل التحولات المتسارعة، وتعزيز الوعي بأهمية التماسك الأسري والحفاظ على الأصالة دون الانعزال عن المعاصرة، معلنًا أن المؤتمر سيكون باكورةً لمسيرة سنوية متجددة تُعنى بالقضايا الأسرية وتعزيز القيم المجتمعية. وفي ختام حفل افتتاح المؤتمر، قام الشيخ علي بن خليفة آل خليفة بتكريم المتحدثين والرعاة والمتعاونين تقديرًا لمساهماتهم في إنجاح فعاليات المؤتمر ودعمهم للبرامج والمبادرات الهادفة إلى تعزيز استقرار الأسرة البحرينية والخليجية.  وشهد المؤتمر ثلاث جلسات رئيسة ناقشت موضوعات التحديات المعاصرة وأثرها على الهوية الأسرية، وبناء الهوية القيمية للأسرة، والتجارب المؤسسية في دعم استقرار الأسرة، إذ أكد المشاركون من خلالها أن الأسرة تظل نواة المجتمع ومصدر توازنه، وأن الحفاظ على تماسكها في ظل التغيرات الاجتماعية والثقافية والرقمية يمثل مسؤولية وطنية ومجتمعية مشتركة تتطلب تنسيق الجهود الرسمية والأهلية والإعلامية، مشددين على أهمية تحصين الأجيال من التأثيرات السلبية التي تهدد استقرار الأسرة ووحدتها. وأشار المشاركون إلى أن بناء الأسرة المستقرة يبدأ من الداخل، عبر وعي الوالدين بدورهما التربوي والنفسي، وحرصهما على غرس روح التفاهم والحوار، مؤكدين أن الانسجام الأسري لا يتحقق إلا بوجود القدوة الحسنة، وتربية الأبناء على القيم الوطنية، مع التأكيد على ضرورة التوازن بين متطلبات العصر والتمسك بالثوابت الأصيلة التي تحمي الأسرة من التفكك والانحراف القيمي. كما شدد المشاركون على أن المؤسسات التعليمية والإعلامية والاجتماعية تتحمل مسؤولية مشتركة في ترسيخ الهوية القيمية للأسرة، من خلال نشر الوعي، وإطلاق البرامج التوعوية والمبادرات الداعمة لبناء أسرة متماسكة ومجتمع متوازن، داعين إلى تبني الابتكار في العمل المؤسسي لضمان استدامة الجهود الوطنية الهادفة إلى تمكين الأسرة البحرينية وتعزيز دورها في التنمية المجتمعية. واختُتمت أعمال المؤتمر بالإعلان عن مجموعة من التوصيات العملية التي تهدف إلى تمكين الأسرة من مواجهة التحديات الحديثة، إذ دعا المؤتمر إلى إطلاق برامج إرشادية قبل الزواج وبعده لتمكين الأزواج الجدد من مهارات التواصل والتفاهم وإدارة الحياة الزوجية المستقرة، إضافة إلى تبني مبادرة “الأسرة الواعية” لتعزيز الثقافة الأسرية وترسيخ القيم الإيجابية في المجتمع. كما أوصى المؤتمر بضرورة تفعيل دور الجامعات ومراكز البحوث في إعداد دراسات متخصصة تعالج تأثير المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية على السلوك الأسري، كما شدد البيان الختامي على أهمية تعزيز الإنتاج الإعلامي الموجّه للأسرة، عبر الدراما والمنصات الرقمية والبرامج التوعوية التي تبرز النماذج الإيجابية في العلاقات الأسرية، إلى جانب تأهيل كوادر إعلامية متخصصة في الاتصال الأسري وإطلاق مبادرات تحفيزية تسهم في نشر الوعي الأسري. كما دعا المؤتمر إلى إنشاء مراكز “الأسرة الذكية” لتقديم خدمات رقمية متكاملة في مجالات الإرشاد والتوجيه والمتابعة، وتعزيز الشراكات الخليجية المشتركة لتوحيد الجهود وتبادل الخبرات في صياغة السياسات الأسرية المستدامة بما يضمن استقرار الأسرة وتنمية المجتمع.