Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 02/Nov 22:48

أنور قرقاش: لا سلام دون دولة فلسطينية تعيش بسلام وكرامة

أكد المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، أنور قرقاش، أنه بالنظر إلى ديسمبر الماضي حين شهد سقوط نظام الأسد في سوريا، فإن ذلك يوضح حجم التغيرات التي تشهدها المنطقة، مشيرًا إلى حضور الدكتور أسعد الشيباني للحديث بعد 11 شهرًا فقط كدلالة على هذه التحولات. وأشار إلى أن النقاشات حول إدارة التحولات السياسية في بلاد الشام والمنطقة تأتي في لحظة تمثل فرصة حقيقية، وأن الخيارات التي يتم اتخاذها الآن ستحدد شكل الشرق الأوسط الذي سيخرج من هذه المرحلة المضطربة. وأوضح أن وقف إطلاق النار الأخير في غزة قد جلب الإغاثة المطلوبة بشدة، لكنه يمثل أيضًا نقطة تحول بعد عامين من الحرب والمعاناة، مؤكدًا ضرورة الاستعداد لارتدادات ما بعد الصراعات سياسيًا واجتماعيًا. وشدد على أن أي تقدم يتطلب عملًا جادًا وصعبًا، وأن غياب المصالحة وبناء الثقة والمساءلة سيجعل أي اتفاق هشًا، مؤكدًا أن الحل يكمن في أفق سياسي حقيقي، وأن حل الدولتين يبقى أساس الاستقرار، ولا يمكن تصور سلام دائم دون دولة فلسطينية بجوار إسرائيل بسلام وأمن وكرامة. وأضاف أن من أهم التحديات مواجهة الخطابات المتطرفة التي تتغذى على تراكمات الحروب، محذرًا من الأصوات التي تعتبر المعاناة "أضرارًا جانبية" وتقوّض فرص السلام، وأن ذلك يشكل خطرًا في كل الأطراف، حيث تستبدل هذه الخطابات الحوار بالتشدد والمواجهة. ودعا إلى تعزيز الخطاب المعتدل القائم على التعايش واحترام الكرامة الإنسانية، مشددًا على ضرورة تمكين المجتمعات في مرحلة ما بعد النزاعات من خلال الحوكمة الشاملة والسرديات البناءة التي تتجاوز الانقسامات. وأكد أهمية دعم من يعملون من أجل الاستقرار والتعايش داخل دولهم، وعدم ترك الساحة للفاعلين المتطرفين، إضافة إلى ضرورة وجود شركاء خارجيين يدعمون التغيير الإيجابي. وقال إن العودة للماضي ليست خيارًا، وأن الطريق المستدام يمر عبر الشراكات والتعاون الإقليمي والتكامل الاقتصادي والحوار السياسي الذي يتجاوز الخصومات القديمة. وبيّن أن السياسة الخارجية الإماراتية تستند إلى بناء الجسور وخلق مساحات للتعاون رغم الخلافات، والتركيز على التنمية الاقتصادية والاستثمار والجهود الإنسانية التي تحسن حياة الشعوب، معتبرًا أن استقرار أي دولة في الشرق الأوسط ينعكس على الجميع. وأشار إلى عدة ثوابت برزت من أزمات المنطقة: ضرورة تقوية دور الدولة الوطنية، ورفض تمكين الميليشيات والجهات غير الحكومية من تقرير مصير الدول، إضافة إلى استحالة تجاوز القضية الفلسطينية أو إدارتها بمعزل عن المسار العام للسلام. وأكد أن البعد الإنساني للنزاعات يجب أن يبقى في الواجهة، وأن المنطقة لا يجب أن تُختزل في حسابات القوى الكبرى الردعية أو الاستراتيجية، بل يجب منح الأولوية للاعتبارات الجيو-اقتصادية التي تعد أساس الاستقرار السياسي والتنمية. وختم قرقاش بالتأكيد على أن الإمارات ستبقى شريكًا ملتزمًا بدعم الاستقرار والسلام، وأن المرحلة المقبلة ستكون صعبة، لكنّ مستقبل بلاد الشام والشرق الأوسط يعتمد على تحويل هذه اللحظة الحساسة إلى بداية جديدة للمنطقة.