Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 05/Nov 21:19

مهرجان البحرين المسرحي يحتفي بتحليل "إسماعيل عبدالله"

في إطار الفعاليات المصاحبة للدورة الرابعة من مهرجان البحرين المسرحي، الذي انطلق مساء أمس برعاية من سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، رئيس الهيئة العامة للرياضة، رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، وبرعاية إعلامية من صحيفة البلاد، شهد متحف البحرين الوطني مساء الأربعاء أمسية ثقافية حملت عنوان القراءة النقدية وتدشين وتوقيع كتاب “نبضات الإنسان في مسرحيات إسماعيل عبد الله”. وقدّمت القراءة النقدية الدكتورة زهراء المنصور، وسط حضور من المهتمين بالشأن المسرحي والثقافي. وفي هذه الأمسية، أطلق الدكتور عباس القصّاب كتابه "نبضات الإنسان في مسرحيات إسماعيل عبد الله"، ليشكّل إضافة نوعية للمكتبة المسرحية العربية. حيث يقدم فيه قراءة معمّقة في نصوص الكاتب المسرحي الإماراتي، مستعرضًا تجربة عبد الله الفنية وقدرته على الغوص في دهاليز الموجّهات للحياة ومواجهة الحقيقة، مع تسليط الضوء على أبعاد إنسانية عميقة تتناول قضايا الحرية والعبودية والعنف والحب والرفض، ما يمنح النصوص بعدًا فلسفيًا وإنسانيًا متمايزًا. وفي تصريح خاص لـ البلاد، قالت الدكتورة زهراء المنصور إن الباحث والناقد الدكتور عباس القصّاب يقدّم في هذا العمل رحلة تحليلية تتجاوز حدود النقد التقليدي، لتصل إلى عمق التجربة الإنسانية في المسرح الإماراتي. فالقصّاب لا يكتفي برصد السمات الفنية لمسرح إسماعيل عبدالله، بل يغوص في البنية الفكرية والجمالية التي تحرّك نصوصه عبر فحصه للحدث الدرامي وما يخص الإنسان والمجتمع، كاشفًا عن التقاء الهمّ الفردي بالوعي الجمعي في مواجهة أسئلة المصير والهوية والوجود. كما أوضحت أن الكتاب يتتبع تجليات الإنسان في عالم عبدالله المسرحي، وقالت: "تتحول الشخصيات إلى كائنات تبحث عن خلاصها في واقع مثقل بالأسئلة. وبين اللغة الشعرية والبنية الرمزية، يجد القصّاب نبضًا متوهجًا للحياة، يربط بين المسرح كفنّ وبين الإنسان كقيمة ووعي".  وأِشارت المنصور أن كتاب "نبضات الإنسان" يمتاز بلغته الرصينة التي تمزج الحس الأكاديمي بالشفافية النقدية، ليضيف لبنة مهمة في مسار الدراسات المسرحية الخليجية. فهو لا يُعيد قراءة نصوص إسماعيل عبدالله فحسب، بل يعيد من خلالها التفكير في وظيفة المسرح ذاته: كيف يكون مرآة للإنسان العربي، ومجالًا لإعادة اكتشاف الذات في زمن تتنازعه الأسئلة الكبرى. يتناول الكتاب تسعة فصول تفصيلية، تتناول موضوعات شتى تعكس نبض المسرح الخليجي وتنوع تجاربه، وهي كما يلي:     •    الفصل الأول: المسرح نبض الحياة والمسرح الواقعي     •    الفصل الثاني: نبض المرأة بين التحرك والسكون     •    الفصل الثالث: نبض الخطاب الطبقي     •    الفصل الرابع: نبض الشأن العام… صرخة الاستنجاد     •    الفصل الخامس: نبض الفكاهة والرومانسية     •    الفصل السادس: نبض التحدي والتطهر     •    الفصل السابع: نبض الإرهاب والتطرف والتدين المنقوض     •    الفصل الثامن: نبض الموروث الشعبي والتشبث بالهوية     •    الفصل التاسع: نبض الرمزية والإسقاطات السيميولوجية تجاوزت الدراسة الجانب الدرامي للنصوص إلى التحليل "النبضي" لها، مركّزة على هموم الإنسان والأقليات والهويات، وكيف يمثل المسرح صراعًا بين قوى الشر والإنسان وقيم الحياة. كما ركّز القصّاب على مفاهيم محورية مثل "الإنسان المتصدع" و"الإنسان الشفاهي"، مع تتبّع نبض الرموز في أعمال عبد الله، ليكشف عن أبعاد إنسانية وفكرية عميقة تضيء جوانب التجربة المسرحية الإماراتية.  يركز الكتاب على مفاهيم محورية تتجاوز السرد الدرامي، مثل نفي الوحدة والزمن، وكشف أبعاد العنف والتطرف، مع تحليل لنبض الإرهاب والتطرف والتدين المنقوص، وتسليط الضوء على آثار الدمار التي تخلفها القوى المدمرة. وتختتم الدراسة بتأمل متعمّق في نبض الرموز والإسقاطات السيميولوجية داخل المسرحيات، كاشفة عن المعاني الخفية التي تحملها النصوص وتؤسس لبصيرة نقدية ثرية.  ويشكّل كتاب "نبضات الإنسان في مسرحيات إسماعيل عبد الله" مرجعًا مهمًا لكل المهتمين بالمسرح وعلومه، حيث يعكس عمق البحث المسرحي للدكتور عباس القصّاب، مسؤول الأرشيف الإلكتروني في اللجنة الدائمة للمسرح الخليجي، ليصبح وثيقة قيّمة للمطّلعين على التجربة المسرحية العربية وعلومها. الجدير ذكره أن الدكتور عباس حسن القصّاب استطاع الإبحار بقلمه في عوالم 16 نصًا مسرحيًا للكاتب الإماراتي إسماعيل عبد الله، بعد أن لفت انتباهه تكرار اسم هذا الكاتب الذي حقق رقمًا قياسيًا بفوز أربع نصوص في عشر دورات من المهرجان المسرحي للفرق الأهلية في دول مجلس التعاون. كما حصدت العديد من نصوصه جوائز في نخبة من المهرجانات المسرحية المحلية والخليجية والعربية، مما يعكس مكانته المرموقة في المشهد المسرحي العربي.