Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - Hier 05:45

اليوم العالمي للتوعية بأمواج تسونامي 2025: حماية الأرواح والمعرفة

في الخامس من نوفمبر من كل عام، يحتفي العالم بـ اليوم العالمي للتوعية بأمواج تسونامي (World Tsunami Awareness Day)، وهو مناسبة تهدف إلى رفع الوعي العالمي بمخاطر هذه الظاهرة الطبيعية المدمّرة وتعزيز الاستعداد للتعامل معها. يمثل هذا اليوم فرصة للتذكير بقوة الطبيعة الهائلة وأهمية المعرفة والتخطيط في تقليل الخسائر البشرية والمادية. فالتسونامي، رغم ندرته مقارنة بالكوارث الأخرى، قد يكون من أكثرها فتكًا حين يضرب السواحل دون إنذار كافٍ، لذلك تعمل الأمم المتحدة وشركاؤها على جعل هذا اليوم منصة لتبادل الخبرات ونشر ثقافة الوقاية والاستجابة السريعة. أصل اليوم وأهميته العالمية أُقرّ اليوم العالمي للتوعية بأمواج تسونامي رسميًا من قبل الأمم المتحدة في ديسمبر 2015، ليُحتفل به سنويًا في الخامس من نوفمبر. تعود الفكرة إلى اليابان، الدولة التي تمتلك تاريخًا طويلًا في مواجهة التسونامي وتطوير استراتيجيات الوقاية منه. وقد اختير هذا التاريخ تخليدًا لقصة "قرية إنامورا نوهي" اليابانية عام 1854، حين أنقذ مزارع محلي يُدعى "هاماغوتشي غوهي" سكان قريته من كارثة محققة بإشعال أكوام القش لتحذيرهم من الموجة القادمة. أصبحت هذه القصة رمزًا للحكمة والاستجابة المجتمعية السريعة، وجسّدت أهمية الوعي في إنقاذ الأرواح. ومنذ ذلك الحين، يهدف اليوم العالمي إلى تذكير العالم بأن المعرفة المبكرة تعني النجاة، وأن كل دولة ساحلية يجب أن تمتلك أنظمة إنذار فعالة وخطط إخلاء واضحة لحماية السكان. الكوارث التاريخية ودروس البشرية على مدار العقود الماضية، شهد العالم موجات تسونامي مدمّرة تركت بصمتها على الذاكرة الجماعية. من أبرزها تسونامي المحيط الهندي عام 2004، الذي تسبب في مقتل أكثر من 230 ألف شخص في 14 دولة، وكان من أكثر الكوارث الطبيعية فتكًا في التاريخ الحديث. كما شهدت اليابان عام 2011 موجة تسونامي ضخمة تسببت في كارثة محطة فوكوشيما النووية، وأعادت إلى الأذهان الحاجة إلى أنظمة استجابة سريعة وتنسيق دولي فعال. هذه الكوارث المؤلمة دفعت العلماء والحكومات إلى تعزيز التعاون في مجال المراقبة البحرية والتنبؤ المبكر، وتطوير نظم اتصالات متقدمة لتحذير السكان قبل وصول الأمواج. واليوم، بات لدى معظم المناطق الساحلية في آسيا والمحيط الهادئ مراكز إنذار تعمل على مدار الساعة، ما أسهم في إنقاذ آلاف الأرواح خلال السنوات الأخيرة. جهود التوعية والاستعداد المجتمعي لا يقتصر هذا اليوم العالمي على الفعاليات الرسمية، بل يشمل برامج تعليمية في المدارس وحملات إعلامية ومبادرات مجتمعية تهدف إلى غرس ثقافة السلامة البحرية. تشارك منظمات دولية مثل اليونسكو ومكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث (UNDRR) في دعم مشاريع تدريبية لبناء القدرات المحلية، خصوصًا في الدول النامية والمناطق الساحلية المعرضة للخطر. كما يجري تنظيم محاكاة للإخلاء في المدن الساحلية لتدريب السكان على كيفية التصرف عند وقوع تسونامي. ويُعد الاستثمار في البنية التحتية الآمنة — مثل الجدران البحرية والملاجئ المرتفعة — جزءًا أساسيًا من استراتيجيات الحماية الحديثة. شعار هذا اليوم لعام 2025 يركّز على “الإنذار المبكر والجاهزية المجتمعية”، وهو تذكير بأن المعرفة المسبقة والتخطيط المنظم هما خط الدفاع الأول ضد الكوارث. في الختام، يمثل اليوم العالمي للتوعية بأمواج تسونامي مناسبة لتوحيد الجهود الدولية في مواجهة خطر لا يمكن منعه، لكنه قابل للتقليل من آثاره عبر العلم والوعي. فالتجارب أثبتت أن كل دقيقة من التحذير يمكن أن تنقذ مئات الأرواح. إن تعزيز ثقافة الاستعداد والتعاون بين الدول هو الطريق نحو مستقبل أكثر أمانًا في مواجهة قوى الطبيعة، ليبقى الخامس من نوفمبر يومًا للتذكير بأن المعرفة والوعي هما أقوى أدوات البقاء. تم نشر هذا المقال على موقع سائح