Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 25/Oct 23:01

ميدان البدايات وبوابة الأحداث والوقائع والتجارة

من بين ركام الوثائق والصور والحكايات، وما تناقله الأجداد والآباء ونقلوه للأبناء، تتعدد القصص في رحاب باب البحرين منذ سنوات غابرة، فعراقة المكان والزمان هي شاهد تاريخي حيث لا غرابة من أن يكون “باب البحرين” ملتقى التجار الرواد في بداياتهم، وفيه تأسست الانطلاقة الأولى مرتبطًا بفرضة المنامة ومراكبها وبضائعها، والمكاتب البسيطة و “العمارات” ومخازنها. بين المنامة وبومبي تلك القصص هي “ميدان البدايات” لكنه ميدان حافل بالأحداث والوقائع، وسنعرج على بداية تجارة عائلة بوحجي كمثال على يد المرحوم جد الأسرة الحاج عيسى بن عيد بوحجي (1827 – 1902)، ثم قادها نجله المرحوم الحاج يوسف يوسف بن عيسى بوحجي الذي بدأ تجارة اللؤلؤ في ثلاثينات القرن الماضي، واللافت هي تلك الشراكة التي أسس فيها مع التاجر الهندي الشهير تيكاه اسرداس شركة لتجارة اللؤلؤ، ثم لتعدد سفراته إلى الهند تعرف على تاجر عربي اسمه عبدالشكور هاشم الذي كان يعمل في مجال النظارات الطبية في بومبي. النظارات في باب البحرين  وفي العام 1952 اقترح عبد الشكور على الحاج يوسف بوحجي أن يفتح محلًا تجاريًا في البحرين، ولأن القانون آنذاك يمنع دخول الأجنبي للتجارة في البحرين إلا إذا كان تحت كفالة أحد المواطنين، افتتح الحاج يوسف بالعام  1958 محلًا  في شارع باب البحرين، وخصص فيه قسمًا للنظارات، واستمرت الشراكة بين الحاج يوسف بوحجي وعبد الشكور هاشم إلى وفاة الحاج يوسف في العام 1979 ثم انتقلت الشركة إلى نجله الحاج محمد بن يوسف بوحجي الذي عمل في تجارة اللؤلؤ والنظارات إلى وفاته في العام 1982، ثم انتقلت إدارة شركة النظارات بعد ذلك إلى نجله خليل محمد بن يوسف بوحجي وأحمد محمد بن يوسف بوحجي، ويشارك في إدارتها اليوم الأحفاد يعقوب بن عبدالله عيسى بوحجي، ويوسف بن عيسى محمد بوحجي، وقد تمت تسميت هذه الشركة بالشركة العربية للنظارات”. الرمزية ودلالاتها “باب البحرين” له رمزيته الوطنية والاجتماعية والثقافية والتاريخية والتجارية، ولهذا فهو موضع اهتمام الدولة، والدليل على ذلك هو مشروع وزارة الثقافة لتطويره باعتباره يعكس الهوية الفريدة للسوق البحريني التقليدي، كما أن المشروع يعتبر امتداد لمراحل متعددة خضع فيها باب البحرين للتطوير، فقد تمت إعادة ترميم باب البحرين ليعود إلى سابق عهده كما كان عام بنائه بالعام 1954، وتضمنت أعمال الترميم إعادة الواجهة الأصلية للمبنى وإزالة بعض أعمال التعديل التي وضعت على المبنى في منتصف ثمانينات القرن الماضي.