Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 13/Oct 00:20

مراجعة Little Nightmares III

منذ الكشف الأول عن لعبة Little Nightmares III كانت هناك تخوفات كثيرة من ألا تكون بمستوى الجزأين السابقين، خصوصًا وأن فريقًا جديدًا هو من يعمل على اللعبة حاليًا، وهو فريق Supermassive Games المعروف بألعابه القصصية في الرعب مثل Until Dawn وThe Dark Pictures Anthology، لكن بعد أن أنهينا اللعبة تأكدنا من أن الاستوديو كان على قدرٍ كافٍ من الثقة والمسؤولية ليقود عملية التطوير، رغم وجود بعض المشكلات التي يجب أن يتعلم منها في حال قرر العمل على الجزء الرابع في المستقبل. إليكم مراجعة Little Nightmares III الكاملة. قصة غامضة في عالم سوداوي كما هو الحال في الأجزاء السابقة من سلسلة Little Nightmares، يقدم الجزء الثالث قصةً غامضة ويُلقي بك داخلها مباشرةً دون أي شرح أو تفاصيل. تبدأ اللعبة باختيارك أنت أو الشخص الذي تلعب معه لشخصية Low أو Alone، وتنطلقان في رحلة لاستكشاف هذا العالم المظلم عبر أماكن عديدة مليئة بالوحوش والعمالقة مثل المدينة الميتة، مصنع الحلوى، والملاهي. الشيء المميز في هذا النوع من القصص دائمًا هو غياب المشاهد السينمائية والاعتماد على السرد البيئي (Environmental Storytelling) في نقل القصة وتفاصيلها، وهذا ما نراه هنا بأفضل صورة ممكنة. القصة مليئة بالمعاني والرموز القوية عند التركيز في تفاصيلها، خاصةً وأنها مرتبطة بعالم Little Nightmares الأكبر، ولن تتمكن من فهم الكثير من تلميحات الاستوديو أو خيوط القصة الدقيقة ما لم تكن قد لعبت الأجزاء السابقة. لكن للأسف، كانت مدة اللعبة قصيرة جدًا؛ إذ تبلغ حوالي 6 ساعات فقط، مقسمة إلى أربعة فصول. كنت أتمنى أن يقوم استوديو Supermassive Games ببناء مناطق وعوالم أكثر نستكشفها لفترة أطول ضمن عالم اللعبة. ومع ذلك، من الجيد أن هناك إضافة قادمة في عام 2026 ستقدم فصلين جديدين، لذا إن كنت تريد المزيد من Little Nightmares فستحصل عليه العام المقبل. أسلوب لعب Little Nightmares المُعتاد مع بعض التحسينات اللعبة لا تقدم شيئًا ثوريًا في أسلوب لعب سلسلة Little Nightmares، بل تأخذ ما قُدّم في الأجزاء السابقة وتُطوّر منه. بشكل عام، تتحرك أنت وصديقك من اليسار إلى اليمين لحل الألغاز والهروب من مجموعة من الوحوش العملاقة التي تحاول اصطيادكما في كل مرحلة من مراحل اللعبة. الشيء الأبرز في هذا الجزء هو أنه ولأول مرة تدعم اللعبة اللعب التعاوني، أي يمكنك أنت وصديقك خوض المغامرة سويًا. الجميل أيضًا أن اللعبة تدعم خاصية Friend Pass، أي أنك لن تحتاجا إلى شراء نسختين من اللعبة؛ الشخص الذي يمتلك النسخة يمكنه دعوة الآخر ليلعب مجانًا بالكامل. كما أن اللعبة تدعم اللعب الفردي كما في الجزء السابق، بحيث تختار شخصية واحدة ويتحكم الذكاء الاصطناعي بالشخصية الثانية. تحاول اللعبة أيضًا تقديم بعض الميكانيكيات الجديدة، مثل أن Low يمتلك قوسًا وسهمًا بينما تمتلك Alone مفتاح براغي، ويجب على كلاكما التعاون لمواجهة المخلوقات التي تقف في طريقكما أو لحل الألغاز. وبالفعل، تدفعك اللعبة للاعتماد الكامل على الطرف الآخر للتقدم في المراحل. لكن المشكلة الرئيسية في أسلوب اللعب هي أن الميكانيكيات الجديدة لم يتم استغلالها بالشكل الكافي. فعلى سبيل المثال، في الفصل الأول تقدم لك اللعبة مظلة يمكنك استخدامها في الهواء للتنقل بين المناطق، لكنها للأسف تختفي في الفصل الثاني، وكان من الأفضل تطويرها وتحسينها لتتطور الميكانيكيات مع تقدم الفصول. من الجانب الإيجابي، يظل عنصر الرعب قويًا جدًا وحاضرًا بشكل ممتاز. المطاردات من الوحوش العملاقة أو لحظات التخفي والتسلل لا تزال تحمل نفس التوتر والإثارة التي عُرفت بها السلسلة، خصوصًا مع وجود صديقك هذه المرة. ما يجعل التجربة أكثر تميزًا هو الموسيقى التصويرية الرائعة من الملحن Tobias Lilja، التي تقدم تجربة سمعية تقشعر لها الأبدان بالمعنى الحرفي. لكن أحد اختيارات التصميم الغريبة في رأيي هو أن اللعبة تدعم اللعب التعاوني عبر الإنترنت فقط (Online Co-op)، ورغم أن ذلك أمر جيد، إلا أنه من المنطقي أن تدعم أيضًا اللعب التعاوني المحلي لتتمكن من لعبها مع شخص على نفس الجهاز. لكن هذا الخيار لم يكن متاحًا عند الإطلاق، ونتمنى أن تتم إضافته في المستقبل. —– —– استغلال ممتاز لمحرك Unreal Engine 5 اللعبة مبنية على محرك Unreal Engine 5، وقد نجح استوديو Supermassive Games في استغلاله بشكلٍ مذهل. اللعبة تستفيد من تقنيات الإضاءة والانعكاسات بشكل ملحوظ، ومن المدهش أن ترى كيف يقدم كل فصل تجربة بصرية مختلفة كليًا عن الآخر. كل فصل من الفصول الأربعة تدور أحداثه في مكانٍ مميز مثل المدينة الصحراوية الميتة، مصنع الحلوى، والملاهي. وفي كل مرة تنتقل فيها إلى مكان جديد، ستجد نفسك مبهورًا بالمستوى الرسومي، وغالبًا ستتوقف أكثر من مرة لالتقاط الصور من جمال المشاهد. التوجه الفني والإخراج أيضًا رائعان للغاية، خصوصًا في المشاهد الصامتة التي تُقدَّم أثناء التعريف بمكان جديد أو ظهور عدو جديد، حيث جاءت إخراجها سينمائيًا بشكل خرافي يجعلك مندمجًا تمامًا مع كل لحظة. من الناحية التقنية، الأداء ممتاز. خلال تجربتنا على PlayStation 5، كانت اللعبة تعمل بدقة 4K و60 إطارًا في الثانية دون أي انخفاض ملحوظ في الأداء. أما على الحاسب الشخصي، فالتجربة أفضل حتى عند أعلى الإعدادات الرسومية. واجهتنا بعض المشكلات الطفيفة أثناء اللعب مثل بعض الأخطاء البسيطة (Glitches) التي أجبرتنا على إعادة لقطات معينة، أو أن الشخصية كانت تعلق أحيانًا في البيئة. لكن هذه المشاكل كانت بسيطة جدًا ولم تؤثر على التجربة بشكل كبير. دعم اللغة العربية اللعبة تدعم الترجمة العربية للقوائم بالكامل، خصوصًا وأنها لا تحتوي على حوارات صوتية أو مشاهد سينمائية ناطقة. الترجمة عمومًا كانت بمستوى ممتاز، لذا إن كانت لديك أي مشكلة مع اللغة الإنجليزية فلا تقلق؛ ستتمكن من فهم كل شيء في القوائم وأسلوب اللعب بسهولة تامة. خلاصة مراجعة Little Nightmares III رغم قصر عمرها وبعض الملاحظات على تصميم الميكانيكيات، فإن لعبة الكوابيس الصغيرة Little Nightmares III تُثبت أن استوديو Supermassive Games استطاع أن يحافظ على روح السلسلة، بل وأضاف إليها تجربة تعاونية جديدة وأجواء بصرية مبهرة بفضل محرك Unreal Engine 5. إنها تجربة رعب فريدة ومخيفة تحمل كل ما أحبّه اللاعبون في الأجزاء السابقة، وتُكمل إرث السلسلة بطريقة أنيقة ومليئة بالتفاصيل. Arab Gamers