Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 11/Oct 05:30

جولة سياحية في لوكا: المدينة المسوّرة الأكثر حيوية في توسكانا

زيارة مدينة لوكا في يوم واحد كفيلة بأن تمنحك مزيجًا رائعًا من التاريخ والطبيعة والثقافة المحلية. هذه المدينة الواقعة في قلب إقليم توسكانا الإيطالي تجمع بين أصالة العصور الوسطى والحيوية الحاضرة في أسواقها وشوارعها وفعالياتها الموسيقية. أسوارها المحفوظة بشكل استثنائي، وكنائسها الصغيرة، وساحاتها الحيوية تجعلها وجهة يمكن استكشافها سيرًا على الأقدام دون استعجال، مع متعة الاكتشاف في كل منعطف. سواء كنت هاويًا للتاريخ، أو محبًا للهدوء والعمارة، أو عاشقًا للأجواء المحلية النابضة، فإن لوكا تمنحك يومًا لا يُنسى داخل أسوارها العتيقة. جولة فوق الأسوار: بداية مثالية ليومك ابدأ نهارك بالتوجه إلى الأسوار الشهيرة التي تطوق المدينة بطول نحو أربعة كيلومترات. هذه الأسوار التي تعود إلى القرنين السادس عشر والسابع عشر تم تحويلها إلى متنزّه أخضر يُستخدم اليوم للمشي وركوب الدراجات. يمكنك استئجار دراجة من إحدى النقاط القريبة والانطلاق في جولة بانورامية تطل على الكنائس والساحات القديمة من الأعلى، أو اختيار المشي براحة بين الأشجار والمسارات الترابية الهادئة. خلال الجولة، ستجد أبراجًا صغيرة وأبوابًا تاريخية مثل "بورتا إليسا" و"بورتا سان بياترو"، حيث يمكنك التوقف لالتقاط الصور أو الاستراحة قبل النزول إلى قلب المدينة. هذه التجربة لا تمنحك فقط منظورًا مميزًا للمدينة، بل تتيح لك تصور شكلها الدفاعي القديم وكيف حافظت على كيانها بمرور القرون. اكتشاف الكنائس والساحات التاريخية بعد النزول من الأسوار، اتجه لاستكشاف الكنائس الصغيرة التي تشتهر بها لوكا. يمكنك البدء بكاتدرائية سان مارتينو ذات الواجهة الرخامية والزخارف المتقنة، ثم متابعة السير إلى كنيسة سان ميكيلي إن فورّو الواقعة في ساحة تحمل الاسم نفسه. هذه الكنيسة تعتبر إحدى أجمل الأمثلة على العمارة الرومانسكية في توسكانا، بواجهتها متعددة الأقواس وتماثيلها البارزة. كما يستحق مبنى سان فريديانو الزيارة، بفضل فسيفسائه الذهبية الشهيرة التي تزين الواجهة العليا. من هناك، سر باتجاه ساحة ديل أنفيتياترو، وهي واحدة من أكثر المواقع تميزًا في المدينة. بُنيت هذه الساحة بيضوية الشكل على بقايا مدرج روماني، وتحولت اليوم إلى فضاء يعج بالمقاهي والمطاعم والمتاجر الصغيرة. يمكنك الجلوس لتناول قهوة إيطالية أو طبق من المعجنات التقليدية، والاستمتاع بمراقبة المارة والأجواء المحلية. كما تمنحك الشوارع المتفرعة من الساحة فرصة لاستكشاف المتاجر الحرفية ومحلات التحف والهدايا. أجواء محلية نابضة وثقافة حاضرة لوكا ليست فقط مدينة تاريخية صامتة، بل مكان نابض بالحياة وموطن لمناسبات فنية وثقافية على مدار العام. إذا صادف يومك عطلة أو مهرجانًا، فقد تسمع الموسيقى الحية في إحدى الساحات أو ترى عروضًا فنية تقليدية. يمكنك القيام بزيارة سريعة لبرج جينيجي الذي يعلوه سطح مزروع بالأشجار، ويوفر إطلالة بانورامية خلابة على المدينة وأسقفها الحمراء. كما يمكنك التجول في شارع فيا فيلّيونغو التجاري الذي يضم متاجر أزياء ومقاهي وأماكن تذوق الجيلاتو المحلي. وفي حال كنت من هواة التاريخ العسكري، قد ترغب في زيارة قصر دوكاله القريب من ساحة نابوليوني الذي يحتوي على غرف تاريخية وقاعات معمارية مميزة. في المساء أو قبل مغادرة المدينة، جرّب تناول وجبة توسكانية تقليدية في أحد المطاعم العائلية، حيث تتنوع الأطباق بين الباستا الطازجة والحساء الريفي والأجبان المحلية. هذه التجربة تضيف بعدًا حسيًا لا يمكن تجاهله في زيارة قصيرة. في الختام، اليوم الذي تقضيه في لوكا يكفي لترك أثر طويل في ذاكرتك، فهي مدينة تجمع بين عبق التاريخ ونبض الحاضر داخل إطار معماري محاط بالأسوار القديمة. ستجد أن تنقلك بين الكنائس والساحات والأسطح المرتفعة يمنحك صورة شاملة عن روح توسكانا الهادئة والمتألقة في آن واحد. ومع أن يومًا واحدًا قد لا يكشف كل تفاصيلها، إلا أنه يسمح لك بملامسة جوهرها الحقيقي واكتشاف ملامحها الفريدة بأسلوب ممتع ومريح. لوكا مدينة يمكن استكشافها بخطى هادئة، وهي خير مثال على أن الجمال لا يحتاج إلى مساحة كبيرة كي يسطع. تم نشر هذا المقال على موقع سائح