Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 08/Oct 20:01

وليد حسن يثبت أن الإرادة أقوى من الإعاقة

بعد فوز فريق “البيرق” المسرحي البحريني لذوي الإعاقة التابع للمؤسسة الوطنية لخدمات المعاقين، في ملتقى “أولادنا الدولي لفنون ذوي القدرات الخاصة” بدورته التاسعة في جمهورية مصر، أثبت وليد حسن بشير، من ذوي الإعاقة البصرية وعضو الفريق، أن الإرادة قادرة على تجاوز كل العقبات، وأن الفن حين يخرج من القلب يصل إلى العالم.  فقد كتب وليد نص المسرحية التي شارك بها الفريق في الملتقى، ليبرهن أن فقدان البصر لم يكن نهاية الطريق، بل بداية لمسيرة من الإبداع والتميّز في الكتابة المسرحية. إذ حوّل التحديات التي واجهها منذ مرحلة الثانوية إلى قوة دافعة نحو التفرد والعطاء الفني، ومن خلال القراءة المستمرة وتطوير ذاته، وصل وليد إلى مستوى مكّنه من صياغة نصوص مسرحية تحمل رؤية ورسالة عميقة.  وفي تصريح خاص للبلاد، أشار وليد حسن إلى التحديات التي واجهته قائلاً: “نحن في فريق البيرق المسرحي نضم أعضاء من مختلف الإعاقات، من البصرية إلى الحركية وصولًا إلى التوحّد. في البداية، كان العمل المسرحي مخصصًا للعرض داخل البحرين، لكن تلقّينا عرضًا لتقديمه في مهرجان دولي، وهو ما دفعني إلى إعادة كتابة النص ليتناسب مع مستوى هذا الحدث الكبير. كتبت النص من جديد بطريقة مختلفة، تضمّنت رقصات وأغاني من تأليفي، قمنا بتسجيلها في البحرين بالتعاون مع الفنان محمد الذوادي".  وأضاف: "أما أبرز التحديات التي واجهتني فكانت رغبتي في تقديم عمل غير تقليدي، قصة تحمل فكرة خارج المألوف وتليق بالمحافل الدولية. ومن هنا وُلدت فكرة “سندريلا بعد خمسين سنة”، فالجميع يعرف قصة سندريلا، لكن الفضول يدفعنا دائمًا للتساؤل: ماذا حدث لها بعد مرور كل تلك السنوات؟ من هذا التساؤل انطلقت الفكرة، والحمد لله استطعت أن أقدّمها بالصورة التي تمنّيتها".  كان طموح المؤسسة الوطنية لخدمات المعاقين وفريق البيرق المسرحي منذ سنوات، أن يكون الكاتب والمخرج من داخل الفريق نفسه، وأن يكون الكاتب تحديدًا من ذوي الإعاقة، حتى تخرج التجربة متكاملة من داخل الدائرة لا من خارجها. وقد تحقق هذا الحلم من خلال وليد حسن الذي كتب نص المسرحية، فيما تولّى الإخراج أحد أعضاء الفريق، من دون الاستعانة بجهات خارجية.  وفي هذا السياق، أشار وليد حسن إلى الدور الكبير الذي لعبته التقنيات الناطقة الحديثة في تسهيل عملية الكتابة لذوي الإعاقة البصرية، قائلاً: "لو جاءت الفرصة قبل 15 سنة، ربما كنت سأواجه صعوبة أكبر في الكتابة لأني كفيف، وسأضطر لاستخدام الورقة والقلم. لكن بفضل التقنيات الحديثة الناطقة المتاحة اليوم، أصبحت الكتابة والبحث أكثر سهولة، وأصبحت في صالحنا كمكفوفين، ما سهّل عليّ أيضًا أثناء كتابتي لنص المسرحية".  حقق فريق “البيرق” الفوز بالجائزة الأولى، ليكون خير دليل على نجاح الرؤية التي تبنّتها المؤسسة الوطنية لخدمات المعاقين، وعلى قدرة وليد حسن بشير في صياغة نص مسرحي يمس وجدان لجنة التحكيم والجمهور على حد سواء. ولم يقتصر هذا الفوز على كونه تكريمًا للفريق، بل شكّل اعترافًا عالميًا بمواهب الشباب من ذوي الإعاقة البصرية الذين يتحدّون الصعاب ويفتحون آفاقًا جديدة أمام المسرح البحريني والعربي. وعن هذا الفوز، قال وليد حسن: “كانت المنافسة كبيرة، والحكام أجانب، وشارك في المهرجان 52 دولة، بعض الدول كان لديها أكثر من فريق، ليصبح العدد الإجمالي أكثر من 200 فريق. وكان الفريق الذي ينافسنا فريقًا مصريًا قادمًا من أوروبا وحاصلًا على جائزة سابقة. توقعنا أن نفوز بجائزة أفضل ممثل، لكن تفاجأنا بفوزنا بأفضل عرض مسرحي. لم أكن أتوقع ذلك، ولكن بفضل الله استطعنا تحقيقه".  لم تكن مسرحية “الجدة سندريلا” مجرد عرض مسرحي، بل رسالة قوية تؤكد أن الإبداع لا تحدّه الإعاقة، وأن الكلمة قادرة على اختراق أي حاجز. وقد تجلّت النتيجة المشرفة عندما شارك الفريق بالمسرحية في المهرجان الدولي “أولادنا” بالقاهرة، وهو المهرجان الذي شاركت فيه 52 دولة بعدد فرق تجاوز المئة فريق. وقد مثّل فريق البيرق المسرحي مملكة البحرين بأفضل صورة أمام لجنة التحكيم والجمهور.