Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 04/Dec 22:35

الشيدي لـ “البلاد”: “إعلان الصخير” يعيد تثبيت أسس الأمن الخليجي

التأكيد على وحدة الموقف الخليجي غزة وحّدَت الرؤية الخليجية من جديد قمة استثنائية في زمن الاضطراب الإقليمي أمن الممرات البحرية أولوية خليجية مشتركة حضور عُماني فاعل في قمة البحرين موقف خليجي ثابت ضد الاعتداءات على قطر إعلان موحّد لمواجهة التهديدات الخارجية قال رئيس تحرير جريدة عُمان عاصم الشيدي إن قمة البحرين انعقدت في لحظة توتر غير مسبوقة تشهدها المنطقة؛ من حرب غزة المفتوحة وما تخلّلها من إبادة جماعية مروّعة، إلى الاشتباك المباشر بين إيران وإسرائيل، مرورًا بالاعتداءات التي تعرّضت لها قطر، وصولًا إلى الضغوط الناجمة عن الاقتصاد العالمي والتحولات التكنولوجية المتسارعة. وأكد الشيدي أن مخرجات القمة جاءت محافظة على الأساسيات عبر التشديد على تماسك مجلس التعاون وعلى أن أمن دوله وحدة لا تتجزأ، وربط ذلك بضرورة وقف إطلاق النار في غزة والالتزام بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، مع إعادة التأكيد على مرجعية حل الدولتين. وأضاف في لقاء مع صحيفة “البلاد”، أن الصياغة التي تضمنها «إعلان الصخير» تعكس درجة عالية من التوافق في قراءة المخاطر واستشراف الفرص معًا؛ إذ برز إجماع واضح على اعتبار أي مساس بسيادة دولة عضو تهديدًا جماعيًّا، وعلى دعم قطر إزاء الاعتداءات التي طالتها، فضلًا عن التأكيد على ضرورة وقف العدوان على غزة. وأشار الشيدي إلى أن سلطنة عُمان دأبت على المشاركة الفاعلة في كل محفل خليجي يسهم في تعزيز العمل المشترك وتقريب وجهات النظر وتعميقها، فهي تحضر مثل هذه الاجتماعات برصيد طويل في الوساطة الهادئة وفتح قنوات الحوار حين تُغلق الأبواب، وقد ثمّن البيان الختامي دور السلطنة في جهود التهدئة، خصوصًا في ما يتعلق بملف البحر الأحمر والتواصل مع الأطراف الدولية والإقليمية المعنية بوقف التصعيد وحماية الممرات البحرية. وفيما يلي نص اللقاء كاملًا:  كيف تقيّمون مخرجات قمة البحرين الخليجية في ظل المستجدات الإقليمية والدولية؟ جاءت قمة البحرين في لحظة توتر غير مسبوق في المنطقة: حرب غزة المفتوحة وما شهدته من إبادة جماعية فظيعة، والاشتباك المباشر بين إيران وإسرائيل، والاعتداءات على قطر، إلى جانب ضغوط الاقتصاد العالمي والتحولات التكنولوجية المتسارعة، لذلك فإن مخرجات القمة حافظت على الأساسيات مثل التأكيد على تماسك مجلس التعاون، وعلى أن أمن دوله وحدة واحدة لا تتجزأ، مع ربط ذلك بوقف إطلاق النار في غزة، واحترام قرارات مجلس الأمن المتعلقة بها، وتثبيت مرجعية حل الدولتين. في الجانب العملي، نقل البيان الختامي العمل الخليجي المشترك خطوة إلى الأمام في ملفات الاقتصاد، والربط اللوجستي، والطاقة، وتغير المناخ، مع إبراز مشاريع مثل سكة الحديد الخليجية، وهيئة الطيران المدني الموحدة، ومنتدى «صُنع في الخليج»، لكن كل هذه التفاصيل ما زالت أقرب إلى خريطة طريق عامة تحتاج إلى جداول زمنية وآليات تنفيذ واضحة حتى تتحول من تعهدات سياسية إلى سياسات ملموسة يشعر بها المواطن والمستثمر في آن واحد. إعلان الصخير إلى أي مدى يعكس البيان الختامي توافق الرؤى بين دول المجلس تجاه الملفات السياسية والاقتصادية المشتركة؟ الصياغة التي خرج بها «إعلان الصخير» تعكس درجة عالية من التوافق على مستوى تشخيص المخاطر والفرص معًا، هناك إجماع واضح على اعتبار أي مساس بسيادة دولة عضو تهديدًا جماعيًّا، وعلى دعم قطر في مواجهة الاعتداءات التي تعرضت لها، وعلى ضرورة وقف العدوان على غزة، وتثبيت مبدأ عدم التدخل واحترام سيادة الدول، ويمثل ذلك إعادة تثبيت لأسس الأمن الجماعي بعد مرحلة من التباينات الداخلية في السنوات الماضية. وعلى المستوى الاقتصادي فإن اللغة الموحدة تجاه التنويع الاقتصادي، وتطوير البنية التحتية المشتركة، وتعميق التكامل في مجالات الطاقة والربط الكهربائي والسكك الحديدية، تشير إلى إدراك مشترك بأن كل دولة بمفردها أضعف بكثير من كتلة خليجية منسقة في مواجهة تقلبات الأسواق العالمية والتحول في أنماط الطاقة والتجارة، مع ذلك، فإن التنفيذ هو المعيار الذي يمكن أن يقيم حقيقة كل هذه البنود المعلنة؛ فالتوافق في النصوص لا يلغي اختلاف السرعات الوطنية في الإصلاح الاقتصادي والانفتاح الاجتماعي. أمن الخليج   كيف تنظرون إلى تركيز القمة على الأمن الإقليمي وتضامن الدول الأعضاء في مواجهة التحديات؟ كان متوقعًا أن تركز القمة على الموضوع الأمني خاصة وأن هذه القمة هي الأولى بعد الاعتداءات الإسرائيلية على دولة قطر، وهناك أيضًا التهديدات على الملاحة في بحر العرب والبحر الأحمر، وامتداد حرب غزة إلى جبهات متعددة، والتأكيد على أن أي اعتداء على دولة خليجية هو اعتداء على الجميع فيه رسالة ردع سياسية وقانونية، ليس فقط لإيران وإسرائيل، بل لكل الأطراف التي تحاول أن تختبر تماسك المنظومة الخليجية.  وفي الوقت نفسه، لم يحصر البيان الأمن في بعده العسكري؛ هناك تركيز على أمن الممرات البحرية، ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وحماية الاقتصادات من صدمات الطاقة والمناخ. وهذا توسيع لمفهوم الأمن الخليجي من «حماية الحدود» إلى «حماية الاستقرار البنيوي للدول والمجتمعات»، لكنه يظل بحاجة إلى مؤسسات دفاعية وأمنية مشتركة تستطيع تجاوز تبادل المواقف إلى بناء قدرات مشتركة حقيقية. الأمن السيبراني  هل تعتقدون أن القمة وضعت أسسًا عملية لتعزيز العمل الخليجي المشترك في مجالات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي؟ من ضمن نجاحات قمة البحرين أنها استطاعت وضع الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي باعتبارهما جزءًا من أجندة القادة أنفسهم والبيان أشار إلى تطوير سياسات وتشريعات موحدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، وإزالة العوائق أمام تكامل الخدمات الإلكترونية، إلى جانب إبراز التحول الرقمي بوصفه أولوية استراتيجية في الرؤى الوطنية لدول المجلس.   لكن ينبغي الاعتراف أننا ما زلنا في مرحلة «توحيد الرؤية» أكثر من مرحلة «إطلاق البرامج المشتركة»، إذا لم تتحول هذه التوجهات إلى منصات بحث وتطوير خليجية، وصناديق استثمار في الشركات الناشئة، وتنسيق فعلي في البنى التحتية السحابية والأمن السيبراني، سنبقى أمام فجوة بين خطاب طموح وواقع غير متكامل. القمة وضعت الأسس السياسية، أما الأسس العملية فستُبنى في السنوات المقبلة من خلال قرارات تفصيلية على مستوى الحكومات والهيئات التنظيمية.   الدور العُماني   ما تقييمكم لحضور سلطنة عُمان في القمة ودورها في دعم مسارات الحوار والتكامل داخل المجلس؟ سلطنة عُمان حريصة دائمًا على المشاركة في أي محفل خليجي يمكن أن يساهم في الدفع بالعمل الخليجي والتقريب بين وجهات النظر الخليجية وتعميقها.. وهي تأتي إلى مثل هذه الاجتماعات برصيد طويل في الوساطة الهادئة وفتح قنوات الحوار حين تنسد الأبواب، وقد ثمن البيان الختامي دور سلطنة عُمان في جهود التهدئة، خصوصًا ما يتعلق بملف البحر الأحمر والتواصل مع الأطراف الدولية والإقليمية المعنية بوقف التصعيد وحماية الممرات البحرية.  ويضيف الدور العُماني إلى مجلس التعاون عنصرًا يحتاجه بشدة في هذه المرحلة وهو القدرة على الجمع بين مواقف مبدئية واضحة تجاه الاعتداءات والانتهاكات، وبين الإصرار على أن الطريق إلى الاستقرار يمر عبر الحوار لا عبر المغامرات العسكرية، ودائمًا ما تساهم عُمان في توجيه البوصلة من «ردود الفعل اللحظية» إلى «إدارة الأزمات بمنطق طويل المدى»، وهذا مكسب للمجلس وللمنطقة أيضًا. تماسك خليجي البيان الختامي أشار إلى مواقف واضحة بشأن الاعتداءات على قطر.. ما أهمية هذا التماسك السياسي في المشهد الإقليمي؟ إدانة الاعتداءات الإيرانية والإسرائيلية على قطر، والتأكيد على أن المساس بأمنها خط أحمر يمس أمن بقية دول المجلس، يمثلان تحولًا مهمًّا في لغة المجلس بعد سنوات شهدت فيها المنطقة تصدعات داخل البيت الخليجي نفسه، وفي هذا تأكيد بأن زمن استفراد أي طرف خارجي بدولة خليجية على حدة يجب أن ينتهي، وأن الخلافات البينية السابقة لا يمكن أن تُستَخدَم ذريعة لتبرير الصمت أمام تهديدات بهذا الحجم. على مستوى المشهد الإقليمي الأوسع، هذا التماسك يرفع كلفة التصعيد على كل من يفكر في توسيع رقعة المواجهة، ويعيد الاعتبار لفكرة المنظومة الخليجية ككتلة واحدة في مواجهة السياسات المغامِرة، سواء صدرت من دول إقليمية أو من قوى دولية تستسهل تحويل الخليج إلى ساحة صراع بالوكالة، كما أنه يبعث برسالة طمأنة إلى الداخل الخليجي، بأن ما يجري في غزة وقطر واليمن هو جزء من تصور أشمل لأمن المنطقة وكرامة شعوبها.