Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 19/Nov 23:24

خبراء: مؤسسو الشركات الناشئة في المنطقة يصنعون حلولا محلية

أكد خبراء استثمار ومؤسسو شركات ناشئة أن النظام الريادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا شهد تحولا نوعيا؛ إذ بات مؤسسو الشركات الناشئة يبتكرون حلولا محلية مصممة خصيصا لمعالجة مشكلات حقيقية في المنطقة، بعد أن كانوا يعتمدون على استنساخ نماذج أعمال غربية، مستفيدين من دعم حكومي متزايد وبنية تحتية رقمية متطورة. وقال رئيس مجلس إدارة شركة “تنمو” سهيل القصيبي في النسخة العاشرة من قمة الاستثمار الملائكي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2025، إن النظام الريادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أكثر نضجا من معظم دول العالم، مشيرا إلى أن المنطقة تمتلك ميزات تنافسية قوية تشمل التمويل الكبير والبنية التحتية العالمية والدعم الحكومي القوي. وذكر القصيبي في كلمة افتتاح المؤتمر، أن رواد الأعمال في كل مكان يتشاركون الطموح والشغف والتحديات نفسها، سواء كانوا من الشرق الأوسط أو آسيا أو أوروبا، موضحا أنهم يواجهون التحديات نفسها في جمع التمويل وإدارة التدفقات النقدية وبناء الفرق وإيجاد التوافق بين المنتج والسوق والتوسع المستدام. وأضاف أن المنطقة تتمتع بوصول إلى تمويل كبير عبر صناديق الثروة السيادية والبرامج الحكومية وشبكات قوية من رأس المال الجريء، بالإضافة إلى بنية تحتية عالمية المستوى تشمل مراكز البيانات والمجمعات التقنية التي تتيح الابتكار والتوسع السريع. وقالت الشريك في صندوق “VC” زينب الشريف، إن الاتجاه السائد حاليا في المنطقة هو أن مؤسسي الشركات الناشئة أنفسهم باتوا يحددون الاتجاهات ويقودون الابتكار، موضحة أنهم يستخدمون خبراتهم المحلية، ومعرفتهم العميقة بقطاعات مختلفة، والبيانات المتاحة لديهم لحل مشكلات حقيقية بحلول فريدة مصممة للمنطقة والأسواق المحددة التي يستهدفونها. وذكرت الشريف أن المنطقة كانت تشهد في السابق نماذج امتياز قادمة من الغرب، لكن الآن رواد الأعمال يواجهون مشكلاتهم الخاصة ويصممون حلولا مخصصة، مشيرة إلى وجود دعم حكومي كبير عبر المناطق الحرة للشركات الناشئة والحاضنات الدولية وإطار العمل المصرفي المفتوح في البحرين والسعودية والإمارات. جاء ذلك في الجلسة الأولى للنسخة العاشرة من قمة الاستثمار الملائكي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2025، التي نظمتها شركة “تنمو” في البحرين، والتي تناولت اتجاهات الاستثمار في الشركات الناشئة بالمنطقة، وأدارها رئيس مجلس إدارة شركة “تنمو” سهيل القصيبي. وكشف مدير الاستثمار في “أنتلر” زيد البورشيد، بالجلسة، أن الشركة تستقبل نحو 10 آلاف طلب من رواد الأعمال الراغبين في الانضمام إلى برامجها، لافتا إلى أن عملية الفرز المكثفة التي تتضمن مئات المقابلات تؤدي إلى قبول نحو 90 مشاركا في برنامج الإقامة، ثم الاستثمار في نحو 20 إلى 25 مؤسسا فقط. وأوضح البورشيد أن “أنتلر” تستثمر في مرحلة مبكرة جدا، إذ ينضم رواد الأعمال أحيانا وهم بمفردهم من دون فكرة واضحة أو شريك مؤسس، ثم يجدون شريكا ويتحققون من صحة فكرتهم ويطورونها في برنامج مدته 10 أسابيع. وأشار إلى أن الشركة تراهن بشكل أساسي على الفريق المؤسس وليس الفكرة، موضحا أن فرق “أنتلر” تغير اتجاهها 7 مرات في المتوسط في 18 شهرا بعد الاستثمار؛ ما يعني أن المشروع الذي يتم الاستثمار فيه يختلف تماما بعد عام ونصف. وقال المؤسس المشارك رئيس شركة GAINZ شريف عبدالعاطي، في مشاركته بالجلسة، إن النظام الريادي يشهد تحولا كاملا من الاتجاهات السطحية إلى الاستثمار المؤثر وجوهر المشكلات الفعلية المتعلقة بالاقتصاد في منطقة الخليج. وأضاف عبدالعاطي، الذي بدأ شركته في يناير 2025، أن رواد الأعمال في المنطقة يركزون الآن على مشكلات حقيقية مثل التمويل والخدمات اللوجستية ومشكلات البنية التحتية، بدلا من تطبيقات الراحة والمطابخ السحابية، مشيرا إلى أن المستثمرين يركزون على الإيرادات الحقيقية والتنفيذ الفعلي. وأكد، في النقاشات، أن جمع التمويل أسلوب حياة لرائد الأعمال من أول شيك حتى الطرح العام الأولي، محذرا من أن المؤسسين سيحتاجون إلى “ملايين” الاجتماعات قبل الحصول على تمويل، داعيا إلى البدء بالمستثمرين الملائكيين قبل التوجه لصناديق رأس المال الجريء. وكشفت زينب الشريف عن أن 30 % من الشركات الناشئة في محفظة “VC” التي تضم 105 شركات لديها مؤسسات نساء، مشيرة إلى أن هذه النسبة مرتفعة جدا مقارنة بمعيار الصناعة العالمي الذي يتراوح عادة بين 5 و10 %. وأوضحت أن النظام الريادي في المنطقة يشهد الكثير من المبادرات لتعزيز وتشجيع رائدات الأعمال، لافتة إلى أن النساء يواجهن مشكلات مختلفة وطريقة تعاملهن مع الحلول مختلفة عن الرجال؛ ما يوفر منظورات متنوعة تدعم نمو الأعمال عند وجود فريق متنوع.