Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - Hier 22:14

د. محمد العلوي: سرطان البروستات أكثر السرطانات قابلية للعلاج والشفاء

يُعد سرطان البروستات قاتلَ الرجال الصامت، إذ يتسلل ببطء إلى جسد المريض دون أن يشعر به. وغالبًا لا تظهر أي أعراض واضحة في مراحله الأولية، ما يؤدي إلى تأخر الكشف عنه؛ إذ لا يظهر الألم أو الأعراض القوية إلا في المراحل المتقدمة. ويُعد أحد أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين الرجال، فهو السرطان رقم واحد لدى الرجال، ومن أكثر الأورام المسببة للوفاة بعد سرطان الرئة وسرطان القولون. وفي البحرين، شهدت حالات الإصابة بسرطان البروستات بين الذكور ارتفاعًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث سُجِلت زيادة بنسبة 70 % منذ العام 2016، إذ بلغ عدد الحالات المسجلة 434 حالة. ويُعد الفحص المنتظم عند الرجال لغرض الكشف المبكر السلاحَ الأمثل لمواجهة المرض، وهو أحد أهم محاور شهر التوعية بسرطان البروستات الذي يُصادف شهر نوفمبر. وتزامنًا مع شهر التوعية بسرطان البروستات، أكد استشاري جراحة المسالك البولية وأورام الجهاز الهضمي في مستشفى الهلال د. محمد العلوي، في لقاء مع “صحتنا”، أن سرطان البروستات أصبح من أكثر الأورام قابليةً للعلاج والشفاء. ودعا إلى كسر حاجز الخوف من التشخيص والدخول في رحلة العلاج، مبينا أن كثيرًا من الرجال يخشون تشخيص المرض أكثر من خوفهم من الكشف نفسه. وأكد أن نسبة الشفاء في معظم الحالات، لاسيما تلك التي تُكتشف في بدايات المرض، قد تصل إلى أكثر من 98 % أو حتى 100 %. أكثر السرطانات شيوعًا عند الرجال وأوضح د. محمد العلوي أن سرطان البروستات أصبح من أكثر السرطانات انتشارًا وشيوعًا بين الرجال. وكان يُعدّ في المرتبة الثانية بعد سرطان الرئة، إلا أنه أصبح الآن في كثير من المناطق يُصنَّف كأكثر السرطانات شيوعًا لدى الرجال. وبسبب الأعداد الكبيرة التي شُخِّصت بهذا الورم، بات يُعد من الأسباب الثالثة أو الرابعة للوفاة بين الرجال. تقدم السن أبرز عوامل الإصابة وأشار إلى أن تقدّم السن يُعد من أكثر الأسباب المعروفة لازدياد فرص الإصابة بسرطان البروستات، وإن كان نمط الحياة الصحي، والمحافظة على ممارسة الرياضة، والابتعاد عن الدهون المشبعة يُعد من العوامل التي قد تساعد في الحماية من سرطان البروستات، إلا أن هذه العوامل لا تزال تخضع في كثير من الأحيان لطبيعة الإنسان والجوانب الجينية والوراثية. وبين أن فرص الإصابة تكون أعلى بكثير لدى الأقارب، خصوصًا ذوي الدرجة الأولى. وفي كثير من الأحيان قد تكون هناك طفرة جينية تؤدي إلى ظهور الورم أو السرطان عبر أكثر من جيل في العائلة. ورم بلا أعراض وأفاد بأن الورم في كثير من الأحيان يكون من دون أعراض، خصوصًا في مراحله الأولى، وهو ما يميز سرطان البروستات. وحتى عند ظهور الأعراض، قد تكون مشابهة إلى حدٍّ كبير لأعراض الحالات الحميدة أو غير السرطانية في البروستات. وتابع “لذا يجب أن نقف لحظة ونؤكد أن العمر هو العامل الأهم عند الاشتباه بسرطان البروستات، إذ يُنصح الرجال في سن الخمسين وما فوق، ومع أي أعراض تتعلق بصعوبة التبول أو مشكلات في إخراج البول أو تخزينه، بأن يلجأوا إلى الخبير الطبي المختص”. جدل حول الفحص المبكر وبيّن أن موضوع الفحص المبكر أو الكشف المبكر عن سرطان البروستات ما يزال محل دراسة ونقاش بين المختصين، حيث يوجد فريقان: فريق يطالب بإجراء الفحص والكشف المبكر قبل حدوث الأعراض، وفريق آخر يرى أن ورم البروستات أو سرطان البروستات لم يصل بعد إلى درجة من الخطورة أو الانتشار، ولا يسبب الوفاة كما هو الحال في سرطانات مثل سرطان الثدي عند النساء وسرطان القولون عموما. وبين أنه إذا قرر الشخص الحاجة إلى فحص مبكر، فعادةً ما تتم هذه الكشوفات بعد سن الخمسين لدى الرجال العاديين. وفي كثير من الحالات، إذا كان هناك تاريخ عائلي لانتشار المرض، قد يُنصح بالقيام بالكشف المبكر في سن الخامسة والأربعين، أما في حال ثبوت وجود طفرة جينية في العائلة، فإن بعض المختصين ينصحون بإجراء الكشف المبكر ابتداءً من سن الأربعين. واستطرد أنه يجب أن تتم هذه الفحوصات، خصوصًا الفحوصات المبكرة، بعد النقاش مع الطبيب المختص والخبير الطبي في مجال سرطان البروستات والمسالك البولية. وأضاف أن هناك توجهًا من بعض المنظمات الصحية والعالمية لتجنب قيام المرضى بإجراء الفحوصات والبحث عن سرطان البروستات في سن الخامسة والسبعين فما فوق، أو إذا كانوا يعانون من مشكلات صحية مزمنة، حيث قد تكون لهذه الفحوصات والعلاجات عواقب صحية محتملة، وقد لا تكون ضرورية أحيانًا، بالإضافة إلى تكلفتها العالية صحيًا وماديًا. نمو بطيء وأعراض خفية وأوضح أنه في كثير من الأحيان لا تكون هناك أي أعراض أو بوادر للمرض في المراحل الأولى، وقد يأتي المريض ويكتشف بالصدفة أنه مصاب بسرطان البروستات في مراحل متأخرة. ويشير ذلك إلى أن سرطان البروستات قد يبدأ بالنمو والتفاقم بأعراض بسيطة جدًا تمتد على مدى طويل. ومن مميزات سرطان البروستات أنه قد يحدث ويتفاقم على فترات طويلة جدًا قد تأخذ سنوات، وليس كما هو الحال في بقية السرطانات والأورام التي قد تتفاقم خلال أشهر معدودة فقط. الخيارات العلاجية ولفت إلى أن علاج سرطان البروستات ينقسم إلى أربعة أقسام رئيسة، أولها العلاج التحفّظي. في هذه الحالات تتم متابعة المريض من غير تدخل علاجي أو جراحي، وهذه الحالات تُنتقى بعناية، حيث يكون ورم البروستات في بداياته، وذو درجة منخفضة وكتلة صغيرة. قد يُنصح المريض بالمتابعة اللصيقة فقط، إذ لاحظ الأطباء أن تطور المرض قد يحتاج إلى أكثر من خمس أو ست سنوات ليبدأ بالتطور أو الخروج عن السيطرة. وتابع أن العلاج الآخر هو العلاج الجراحي، ويتم عبر ثلاث تقنيات: الجراحة التقليدية المفتوحة، أو المنظار، أو بمساعدة الروبوت الجراحي. وفي الوقت الحالي، أصبحت العمليات تقريبًا في جميع أنحاء العالم تُجرى بواسطة الروبوت. والتقنية الثالثة هي العلاج بالإشعاع، الذي أصبح منتشرًا بشكل كبير، إذ يوازي الجراحة من حيث العناية والشفاء من المرض، مع حدوث مضاعفات أقل من الجراحة. وهي تقنية ممتازة، خصوصًا لمن لا يرغب في الجراحة أو لا تتلائم حالتهم الصحية مع الخيار الجراحي. أما العلاج الأخير فهو العلاج الدوائي فقط، ويُستخدم في المراحل المتأخرة من المرض، عندما يكون المرض قد أصاب أكثر من منطقة في الجسم أو أصبح هناك انتشار واسع. وعلى الرغم مما قد يبدو عليه سوء هذه الحالات، فإن العلاج الدوائي أثبت في كثير من الأحيان قدرته على شفاء المريض والسيطرة على المرض بنسبة قد تصل إلى 75 % أو 80 %. وهناك أيضًا العلاج التلطيفي، ويُطبق على أي ورم أو سرطان خارج عن السيطرة وغير قابل للشفاء، أو عندما تفشل كل الأدوية والتقنيات في علاجه أو السيطرة عليه. الجراحة باستخدام الروبوتات نقلةٌ نوعية وأشار إلى أن الإجراء الجراحي باستخدام الروبوتات الجراحية قد أحدث نقلة نوعية في علاج أورام سرطان البروستات، حيث أصبحت الجراحة أسرع، ويتماثل المريض للشفاء بشكل أسرع، ومع تقدم الروبوت والخبرات في التعامل مع هذه الجراحات أصبحت المضاعفات قليلة جدًا. وأضاف أن العلاج، أيضًا، ومع تقدم أجهزة العلاج الإشعاعي وقدرتها على إصابة منطقة البروستات والأورام بدقة أفضل، وإيصال كمية الإشعاع بطريقة مسيطرٍ عليها أكثر من السابق، أصبح العلاج والسيطرة والشفاء من الأورام أفضل من ذي قبل، مع حدوث مضاعفات أقل وتقبّل للعلاج بشكل أفضل من قبل المرضى. سرطان البروستات مذهلٌ في علاجه. وألمح إلى أن كثيرًا من الحالات قد تشافت وعادت إلى ممارسة الحياة الطبيعية، إذ إن نسبة الشفاء في معظم الحالات، وبالذات تلك التي تكون في بدايات المرض، قد تصل إلى أكثر من 98 % أو حتى 100 %. وأضاف أنه حتى في نظم العلاج الدوائية للحالات المتأخرة، والتي يكون فيها انتشار كبير للمرض، فإن المرضى في كثير من الأحيان يمارسون الحياة بشكل جيد جدًا، مع وجود بعض المضاعفات البسيطة للعلاج، وهذا ما يجعل سرطان البروستات مذهلًا في علاجه. التشخيص ليس آخر المطاف ولفت إلى أن أكثر الرجال يخافون من التشخيص واكتشاف وجود سرطان البروستات أكثر من الخوف من الكشف نفسه، وقال:  “في كثير من الأحيان نتعرّض لموقف يكون فيه المريض في حالة من الإنكار، وهو شيء شائع وإنساني وطبيعي عند البشر، ولكن أؤكد أن سرطان البروستات من السرطانات والأورام القابلة للعلاج بشكل ممتاز، وقابلية الشفاء منه عالية جدًا، فلا ينبغي تأخير الفحص، وبالذات عند حصول أعراض توحي بوجود ورم في البروستات، والمبادرة إلى الكشف، فإن تشخيص الورم ليس آخر المطاف”. صحة الرجل لا تبدأ من مراحل متأخرة أكد أن صحة الرجل وصحة الإنسان عموما يجب أن لا تبدأ من مراحل متأخرة، وشجّع كل الآباء والأمهات على تحفيز الأطفال والأولاد، وبالذات من سن المراهقة، على ممارسة حياة صحية ورياضية، مبتعدين عن الأكل والطعام والوجبات السريعة. كما نصح جميع الذكور بأن يبدأوا بممارسة حياة صحية مبكرة تنعكس على كل جوانبهم الرجولية والإنسانية. العلاج في البحرين متقدم ولطمأنة الناس أكد أن سرطان البروستات أصبح الآن من أكثر الأورام قابليةً للعلاج والشفاء، وأن حاجز الخوف من التشخيص والدخول في رحلة العلاج يجب أن ينكسر، منوّهًا بأن العلاج في مملكة البحرين أصبح متقدمًا ومتوافرًا بجميع أشكاله.