Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 24/Sep 17:05

الأزياء في السينما.. لغة صامتة تكشف ملامح الشخصية

صناعة السينما صناعة معقدة، وخريطة واسعة من الإبداع المشترك. وتُعَدّ الملابس جزءًا أساسيًا من حلقة الإبداع السينمائي، إذ يقف وراءها مصممون مختصون يعملون جنبًا إلى جنب مع المخرج والمؤلف لإظهار العمل بالصدق والجمال. فالملابس تلعب دورًا مهمًا في إبراز سيكولوجية الممثل والمتفرج وانعكاساتها عليه، ويتجلى ذلك في فيلم الهلفوت لعادل إمام، حيث شكّلت ملابس الحمال "عرفة" الممزقة والمهترئة عنصرًا جوهريًا في إحساس المتفرج بطبقته الاجتماعية وحالته المادية. وفي كثير من الأحيان تفرض القصة السينمائية على المصمم أن يضع خطوط تصميماته بصورة رمزية وتعبيرية تتناسب مع شخصيات الفيلم، لتسهم الملابس بذلك في إثراء الكادر السينمائي والعمل ككل. وقد تجلت هذه الرمزية التعبيرية بوضوح في أفلام دراكولا وما شابهها. وبطبيعة الحال، هناك عناصر رئيسية تحكم تصميم الملابس في الأفلام، مثل طبيعة الشخصية: طيب، متواضع، متكبر، شاب، عجوز، إضافةً إلى المركز الاجتماعي أو الوظيفي: رئيس عمل، موظف، جبان، طموح، متعب... وغير ذلك. ومن الأمثلة على ذلك: ملابس النجم جون ترافولتا في فيلم المعاقب حيث جسّد شخصية "هاورد سانت" زعيم العصابة الثري، وملابس الفنان إبراهيم الشامي في دور والد عادل إمام في فيلم لا منشاف ولا من دري، وهي شخصية رجل الدين المستقيم بلباس العباءة الأزهرية، وكذلك ملابس رامي مالك في فيلم الهاوي حين جسّد شخصية تشارلي، مهندس التشفير في المخابرات الأمريكية، مرتديًا البالطو الأسود الطويل. أما الأفلام التاريخية فتتطلب جهدًا مضاعفًا من المصممين، إذ يجب أن تكون الملابس مطابقة للحقبة والعصر دون تجاوز للأسس الأولى التي تميز الفترة التاريخية الخاصة بالقصة. ومن أبرز الأمثلة على ذلك: فيلم 300 عن الحروب الفارسية اليونانية، وفيلم طروادة المستند إلى ملحمة هوميروس، إضافة إلى فيلمي الرسالة وعمر المختار. وقد خصصت جائزة الأوسكار فرعًا بعنوان "أفضل تصميم أزياء"، تُمنح للمصمم الذي ينجح في عكس روح الشخصية وتجسيدها بصدق، ومؤخرًا نالها مصممو أزياء فيلم ويكد. إن الملابس في السينما يجب أن تكون أمينة للواقع إلى أقصى الحدود، ومطابقة للحقيقة بالقدر الذي يتيح للجمهور التعرّف على الشخصيات بسهولة..