Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 28/Sep 18:28

مورغان فريمان.. سيد التنوّع وكاسر الأنماط

الأنماط تفسد القدرة الفنية للممثلين وتجمدهم جمودًا خطيرًا يصعب الخروج منه أو التحرر من قوالبه القاسية. ومن ناحية أخرى، تعوّد الأنماطُ الجمهورَ على الكسل العقلي الذي يشل قدرته على التفكير والفهم. وفي النهاية، لا بد أن تؤدي الأنماط إلى إضعاف الفيلم؛ فما دام الممثلون يؤدون الأدوار نفسها في كل عمل، فالمحصلة أن الفيلم سيبقى أسير العناصر ذاتها، ويدور في الدائرة نفسها مهما اختلفت أشكاله الخارجية. ومن أبرز الممثلين في السينما الأمريكية الذين كسروا هذه القوالب المكررة، الممثل الكبير مورغان فريمان. فقد قدّم خلال مسيرته أعمالًا ممتازة بكل معنى الامتياز الفني والفكري. ويُعرف عنه أيضًا شغفه بالقراءة والاطلاع على الكتب والمقالات المرتبطة بمهنة الشخصية التي سيجسدها، إذ يمضي ساعات طويلة في التفكير بخلفية الشخصية واحتياجاتها وما يحيط بها من تفاصيل. هكذا قدّم فريمان شخصيات متنوّعة بكل أحاسيسه ومشاعره: ضابط المخابرات، رجل الأمن، السجين، مدرّب الرياضة، الأب، الجد، المغامر، ورئيس الدولة. لم يكرر نفسه في أي دور، ولم يستسلم لفكرة النمط التي تقود في نهاية المطاف إلى أضعف المستويات وأقلها عمقًا وقيمة، سواء في السينما أو غيرها من الفنون. ولئن وجدنا ممثلين كبارًا آخرين غامروا بالتنوّع، فإن فريمان يظل النموذج الأوضح والأكثر إخلاصًا لفكرة التغيير. ففي فيلم الخلاص من شاوشانك جسّد شخصية السجين "ريد" الذي رشح عنه لجائزة الأوسكار، وفي سقوط لندن لعب دور الرئيس الأمريكي. وفي كل مرة كان يمنحنا مدرسة جديدة، ويؤكد أنه فنان واسع الاطلاع وخبير إلى حد يلفت النظر، لذلك استحق مكانته كأحد عمالقة هوليوود.   ولا يمكن أن نغفل أسماء أخرى مثل دينزل واشنطن، روبرت دي نيرو، وتوم كروز... وغيرهم من الممثلين الذين برعوا في التنوّع والبساطة، وهي جوهر التمثيل السينمائي. غير أن كثيرًا منهم لم يسلم من فخ التكرار، تحت ضغط قواعد شركات الإنتاج الأمريكية التي تميل إلى تقديم أنماط مألوفة. وأعتقد أن تكوين رأي واقعي عن أي ممثل لا يتحقق إلا بعد مرور ما لا يقل عن عشر إلى خمس عشرة سنة من تجربته في الساحة. وهذا ما سعيتُ إليه في مقالي هذا