Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 28/Sep 21:44

أكاديمية “يوفنتوس” بالبحرين تجسيد لعلاقة رياضية وثقافية متينة

انطلقت بالبحرين في 12 سبتمبر 2017 الأكاديميــــــــة تستقبل الأطفال من عمر 3 إلى 18 عاما الأكاديمية أطلقت أول دوري نسائي في المملكة تُعدّ انطلاقة أكاديمية “يوفنتوس” بالبحرين في 12 سبتمبر 2017 خطوة نوعية في مسار العلاقات البحرينية الإيطالية؛ إذ تجاوزت أطر التعاون التقليدية لتصل إلى ميادين الرياضة والتعليم والثقافة، مجسدةً بذلك عمق الروابط بين البلدين، وحرصهما على بناء جسور مستدامة بين شعبيهما عبر مشروعات ذات طابع إنساني وتنموي. في قلب البحرين، وتحديدًا في منطقتي سار والمحرق، تأسست الأكاديمية لتكون مركزًا رسميًا معتمدًا من نادي يوفنتوس الإيطالي، أحد أعرق الأندية في العالم. وتُعدّ الأكاديمية واحدة من ثلاث فقط في العالم تتيح للاعبين الموهوبين فرصة المتابعة المباشرة من قبل مدربي الفريق الأول في تورينو؛ ما يعكس الثقة المتبادلة بين النادي والمملكة، ويؤكد البيئة الداعمة التي توفرها البحرين لتطوير الرياضة والشباب. الأكاديمية التي تستقبل الأطفال من عمر 3 إلى 18 عامًا، لا تقتصر على تدريبهم على المهارات الكروية، بل تتبنى فلسفة “نمو الإنسان قبل اللاعب”، وهي منهجية تربوية ترتكز على تطوير الجوانب النفسية والاجتماعية والذهنية إلى جانب المهارات الفنية والتكتيكية. وقال مدير الأكاديمية البريطاني جون ماكنزي، الذي تولى منصبه منذ نوفمبر 2016 “نحن نحرص على أن يشعر اللاعب هنا وكأنه يتدرب في إيطاليا، بالمعايير نفسها، والروح نفسها، والطموح نفسه”. ما يميز الأكاديمية في البحرين هو اعتمادها الكامل على “منهج يوفنتوس”، بما في ذلك النموذج النفسي المعروف باسم “SFERA”، الذي يهدف إلى محاكاة ظروف المباريات الحقيقية في التدريبات، وتقديم تجربة تدريبية شاملة تتناسب مع مستويات اللاعبين المختلفة. فالمبتدئون يُدرّبون على المهارات الأساسية، بينما يُمنح اللاعبون المتقدمون برامج تدريبية أكثر تخصصًا، تشمل تحليل الأداء باستخدام تقنيات حديثة مثل كاميرات “VEO”، وأجهزة تتبع (GPS)، وتطبيقات رقمية قيد التطوير لتوفير بيانات دقيقة عن كل لاعب. ولم تقتصر الأكاديمية على الذكور فقط، بل كانت سبّاقة في إطلاق أول دوري نسائي في المملكة، إلى جانب تنظيم دوري تطوير الشباب؛ ما يعكس التزامها بتعزيز الشمول وتوفير فرص متكافئة للجميع. كما أنها تتعاون مع المدارس المحلية لتقديم برامج رياضية ضمن المناهج التعليمية؛ ما يربط الرياضة بالتعليم في إطار متكامل. من جهة أخرى، فإن وجود أكاديمية “يوفنتوس” في البحرين يعكس عمق العلاقات البحرينية الإيطالية، التي شهدت تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، ليس فقط على المستوى السياسي والاقتصادي، بل أيضًا في مجالات الثقافة والرياضة. وقد عبّر مسؤولون في الاتحاد الإيطالي لكرة القدم عن تقديرهم لهذه الخطوة، مشيرين إلى أن “اختيار البحرين لاستضافة أكاديمية يوفنتوس هو دليل على مكانتها الإقليمية، وعلى البيئة الداعمة التي توفرها المملكة لتطوير الرياضة والشباب”. كما أن هذه المبادرة الرياضية تفتح الباب أمام مزيد من التعاون بين المؤسسات التعليمية والرياضية في البلدين، وتوفر منصة لتبادل الخبرات، وتنظيم الفعاليات المشتركة، واستضافة البطولات الدولية؛ ما يعزز مكانة البحرين كمركز رياضي وثقافي في المنطقة. وفي هذا السياق، قال جون ماكنزي “لقد درّبت لاعبين انتقلوا لاحقًا إلى فرق وطنية وأندية محترفة، لكن ما يهمني أكثر هو أن نُعدّ أفرادًا قادرين على اتخاذ قرارات ذكية داخل الملعب وخارجه، وأن نغرس فيهم قيم الشجاعة والانضباط والعمل الجماعي”. وتسعى الأكاديمية في السنوات المقبلة إلى توسيع نطاق عملها ليشمل برامج تدريبية إقليمية، واستقطاب مواهب من دول الخليج، وتنظيم معسكرات دولية بالتعاون مع مقر النادي في تورينو؛ ما يعزز حضور البحرين على الخريطة الرياضية العالمية، ويجعلها مركزًا إقليميًا لتطوير كرة القدم. إن أكاديمية “يوفنتوس” في البحرين ليست مجرد مشروع رياضي، بل هي رسالة حضارية، تعكس التزام المملكة بتوفير بيئة تعليمية ورياضية متكاملة، وتُبرز قدرتها على استقطاب مؤسسات عالمية مرموقة، وتُجسد في الوقت ذاته عمق العلاقة بين البحرين وإيطاليا، التي تزداد قوة وتنوعًا في مختلف الميادين، وتؤكد أن الرياضة يمكن أن تكون جسرًا للتفاهم، ومنصة للتنمية، وأداة لبناء مستقبل أكثر إشراقًا.