Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 03/Oct 21:53

“الليغو” بديل ذكي أمام الهواتف والألعاب الإلكترونية

في زمن يهيمن فيه شغف الألعاب الإلكترونية وشاشات الهواتف الذكية على حياة معظم الناس، يبرز الشاب البحريني حمزة مهيزع بهواية مميزة تجمع بين الترفيه والتعليم، تتمثل في شغفه الطويل بجمع وتركيب مجسمات “الليغو”. حمزة الذي بدأ ممارسة هذه الهواية منذ طفولته، يرى في كل قطعة من “الليغو” فرصة لتطوير مهاراته الذهنية والحسية على حد سواء. هواية الطفولة أكد مهيزع في لقاء مع صحيفة “البلاد”، أن هواية تركيب “الليغو” ساعدته على تطوير قدراته الأكاديمية والذهنية، لاسيما في مجالات الرياضيات والهندسة، كما أنها عززت مهاراته في الصبر والتأمل والتفكير المنطقي. وأشار إلى أن هذه الهواية تمثل بديلًا مبدعًا أمام انتشار الألعاب الإلكترونية والشاشات الذكية التي غالبًا ما تشغل وقت الشباب دون تطوير المهارات اليدوية أو الحرفية. المهارات الذهنية ووضح مهيزع أن فوائد “الليغو” تتعدى مجرد التسلية، وتشمل تعزيز التفكير المنطقي وحل المشكلات، وتحسين المهارات الحركية الدقيقة، وتنمية الإبداع والخيال، كما بيّن أن متابعة التعليمات الدقيقة لتركيب المجسمات تعلم الفرد التخطيط المسبق واتخاذ القرارات المدروسة، وأضاف أن التعامل مع قطع “الليغو” الصغيرة يعزز قوة ومرونة عضلات اليد والأصابع؛ ما يساهم في تحسين الكتابة والرسم. وبيّن أن “الليغو” تمنح مساحة واسعة للإبداع؛ إذ يمكن تصميم مجسمات مبتكرة تعكس أفكار المستخدم، كما تعزز الصبر والمثابرة، أما تركيب المجسمات المعقدة فيتطلب وقتًا وجهدًا؛ ما يساعد في تطوير التركيز والصبر. وأشار كذلك إلى دورها في تحسين المهارات الاجتماعية؛ إذ إن اللعب الجماعي مع الآخرين يعزز التعاون والعمل ضمن فريق لتحقيق هدف مشترك، كما لفت إلى دورها في تنمية الثقة بالنفس، وقال إن إكمال مجسم معقد يضيف شعورًا بالإنجاز والتحفيز الذاتي. المجسمات النادرة حرص حمزة على اقتناء وتركيب مجسمات “الليغو” النادرة والمحدودة، على رغم غلاء بعض الإصدارات، خصوصًا مجسمات السيارات الرياضية، وقال إن تركيب بعض المجسمات المعقدة يستغرق يومين إلى 3 أيام بمعدل ثماني ساعات يوميًا لإتمام الهيكل الأساسي، وهو تحدٍ يتطلب الصبر والدقة. “الليغو” بالبحرين أشار مهيزع  إلى أن “الليغو” تحظى بشعبية جيدة في البحرين ودول الخليج العربي، ويمكن ممارستها من عمر صفر إلى 99 عامًا، ويضيف أن هذه الهواية ليست مقتصرة على الأطفال فقط، بل هي نشاط عائلي ممتع يعزز التفاعل بين جميع الأعمار. أداة تعليمية وبحسب مهيزع لا تقتصر فوائد “الليغو” على الترفيه، بل تمتد لتشمل الجوانب التعليمية والمعرفية، إذ تشير الدراسات إلى أن اللعب بـ “الليغو” يعزز التفكير النقدي، والذاكرة، والوعي المكاني لدى الأطفال، كما أن استخدامه في العلاج الوظيفي أظهر نتائج إيجابية في تحسين المهارات الاجتماعية والتواصل لدى الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة. اتحاد “الليغو” عبر تجربته، يرى حمزة أن تأسيس اتحاد لممارسي تركيب “الليغو” في البحرين سيكون خطوة مهمة لتعزيز هذه الهواية وتبادل الخبرات بين المهتمين، ويمكن لهذا الاتحاد تنظيم فعاليات ومسابقات؛ ما يسهم في نشر الوعي بفوائد “الليغو” وتحفيز الأفراد على ممارستها. الترفيه الذهني بشغفه وهوايته، يظهر حمزة مهيزع نموذجًا حيًا لأن الألعاب الذهنية مثل “الليغو” ليست مجرد وسائل ترفيه، بل أدوات فعّالة لتنمية القدرات الذهنية والمعرفية، وتوفير تجربة تعليمية متكاملة تجمع بين الإبداع، الصبر، والتفكير التحليلي. في زمن بات فيه الترفيه الرقمي يسيطر على كثير من أوقات الشباب، تبرز “الليغو” خيارا مثاليا للعودة إلى الأساسات وتنمية المهارات الحياتية.