قداسة البابا ليو الرابع عشر، بعد ساعات قليلة ستفتح أبواب الفاتيكان لتستقبل خطوات...
Vous n'êtes pas connecté
قداسة البابا ليو الرابع عشر، بعد ساعات قليلة ستفتح أبواب الفاتيكان لتستقبل خطوات رجلٍ استثنائي، هو ولي العهد رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة. هذا اللقاء محطة مضيئة في مسار إنساني طويل، لقاء لمن يقفون على ناصية العالم حاملين راية الرحمة والسلام. ما يميز هذا اللقاء أكثر، أن من سيجتمع مع قداستكم هو ابن رجل عظيم وصفه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في لقاء سابق مع سموه “أن والدكم قائد حازم وملهم، يترك أثرًا عالميًا في المنطقة”؛ نعم إنه ملك وضع إصلاحاته في صلب سياسة البحرين، وأرسى قواعد التعايش والحوار في المنطقة والعالم، ورفع اسم بلاده عاليًا في كل المحافل الدولية. إنها ليست زيارة عابرة، بل موعد مع التاريخ؛ حيث تمتد يد من ضفاف الخليج العربي لتصافح يدًا من قلب روما، في مشهد يختزل قرونًا من الحوار بين الشرق والغرب، ويعلن أن الأوطان الصغيرة بمساحتها قادرة على تقديم رسائل كبيرة بمعانيها، وأن الأجيال الجديدة من القيادات تحمل إرثًا من الحكمة والإصلاح لا يقل قوة عن الأجيال السابقة. اللقاء المنتظر مشهد من مشاهد الذاكرة الإنسانية حين تتشابك المسافات بين المنامة والفاتيكان. وكأن البحر الذي تعانقه البحرين يمد موجه إلى نهر التيبر، ليقول لك: ثمة شعوب تريد أن تعيش معًا، أن تصلي معًا، أن تُبقي الأبواب مفتوحة في وجه الرياح بدلًا من أن تبني الجدران في وجهها. قداسة البابا، من المتوقع أن قداسة البابا فرانسيس أو فريقه نقلوا لك حين زاروا البحرين كيف يلتقي الأذان مع رنين الأجراس في سماء واحدة، وكيف تتجاور المآذن والمآتم والكنائس والمعابد كأنها أوتار في قيثارة واحدة. واليوم، حين يجلس أمامك سمو الأمير سلمان، فإنه لا يعرض صورة مصطنعة لبلد صغير يحاول تزيين واجهته، بل يقدم لك ما هو أعمق: تجربة إصلاحية نبتت من قلب رؤية ملكية حملها جلالة الملك المعظم، وها هو ولي عهده يمضي بها إلى آفاق أبعد. لقد اعتاد العالم أن يسمع من الشرق الأوسط أخبار الحروب والانقسامات، لكنه اليوم سيصغي إلى لغة أخرى تأتيك من البحرين. لغة تقول: “إن التعايش ليس حلمًا طوباويًا، بل ضرورة للبقاء.” وفي كلمات سمو الأمير سلمان ستجد رجع صدى لرسالة الفاتيكان الذي ينادي دومًا إلى “ثقافة اللقاء” في مواجهة “ثقافة الرفض والإقصاء”. قداسة البابا، إن البحرين، التي وصفها الكثيرون بأنها “أيقونة التعددية” في الخليج، لم تبلغ هذه المكانة مصادفة، بل بجهد سياسي وفكري متواصل، كان سمو الأمير سلمان في طليعته. فهو لم يرَ في الدولة الحديثة مؤسسات إدارية فقط، بل رآها بيتًا كبيرًا يتسع للجميع. ولذا، حين يحدثك، فستسمع في صوته ما يشبه نداء البحر: عميق، ممتد، يتجاوز حدود اللحظة. وحين تسأله عن معنى الإصلاح، لن يجيبك بعبارات جامدة، بل ستخلص إلى نتيجة أن الإصلاح هو أن نُبقي الباب مفتوحًا أمام المستقبل، أن نمنح المختلف فرصة أن يكون شريكًا، وأن نرى في التعددية مصدر قوة لا سببًا للصراع. أيها البابا، حين يلتقي بك سمو الأمير سلمان، ستحضر في القاعة أصوات البحرينيين جميعًا، مسلمين ومسيحيين ويهودًا وهندوسًا وبوذيين. ستسمع في حديثه أصداء تلك الأصوات وهي تصلي كل بطريقتها، لكنها تتشارك في شيء واحد: الرغبة في العيش بسلام. وهذا بالضبط ما يجعل لقاءكما أكثر من مجرد اجتماع، إنه لحظة رمزية تكسر الصخب العالمي لتعلن أن الحوار لا يزال ممكنًا. لقد عرفناك، أيها البابا، صوتًا يرفض المظاهر المترفة، ويبحث عن الجوهر. وسمو الأمير سلمان لا يحمل إليك زخرف الكلام، بل يحمل معه سردية كاملة لوطن صغير يريد أن يُثبت أن حجمه لا يحد من أثره. البحرين بالنسبة إليه ليست مجرد وطن، بل رسالة، وهذه الرسالة تقول بكل وضوح: “نريد شرقًا أوسط آخر، شرقًا يمكنه أن يلتقط أنفاسه بعيدًا عن غبار الحروب”. وحين تُلتقط الصورة التي ستجمعكما، ستبقى في ذاكرة كل من يبحث عن بصيص أمل. صورة تقول إن الشرق والغرب لا يلتقيان فقط على خرائط الجغرافيا، بل على أرض الحوار الإنساني. صورة تكسر النمطية التي ترى في المنطقة، لتثبت أن ثمة بديلًا آخر، وأن البحرين، بقيادتها، اختارت أن تكون ذلك البديل. قداسة البابا، إن ما يجري اليوم هو أكثر من زيارة رسمية؛ إنه رسالة إلى العالم بأن الحوار لم يمت. وأن الأديان، مهما استُغلت في إشعال الحروب، لا تزال قادرة أن تكون جسورًا تُبنى عليها مدن جديدة من الأمل، ولن نسمح أن يتحول الدين إلى جدار يفصلنا، بل سنجعله جسرًا يعبر بنا إلى الآخر. ولعل التاريخ سيذكر هذا اليوم باعتباره حلقة من حلقات السردية الإنسانية الكبرى، تلك التي تحاول فيها شعوب صغيرة أن تذكّر العالم الكبير بأن القوة الحقيقية ليست في فوهة البندقية، بل في يد ممدودة للسلام. وهذا ما تحمله البحرين إليك اليوم عبر ولي عهدها: يد مفتوحة، وصوت ثابت، ورؤية تتجاوز الحدود. فلتكن هذه الزيارة، أيها البابا، تجديدًا لعهد إنساني، وإضافة إلى سجل من اللقاءات التي تقول للعالم: إن البحرين، هي المنارة التي يمكن من خلالها الاسترشاد إذا أراد أحدًا أن يمشي في طريق التعايش. وإن سمو الأمير سلمان، وهو يخطو إليك بخطى واثقة، يحمل في قلبه يقينًا أن الإصلاح الحقيقي ليس مشروعًا سياسيًا فحسب، بل مشروع إنساني لا ينتهي.
قداسة البابا ليو الرابع عشر، بعد ساعات قليلة ستفتح أبواب الفاتيكان لتستقبل خطوات...
في لحظة تاريخية، استقبلت مملكة البحرين قداسة البابا فرنسيس في نوفمبر من عام 2022، في...
هالة رمزي: الزيارة تعزز حضور البحرين الفاعل في المشهد الدولي مريم الظاعن: حرص...
هالة رمزي: الزيارة تعزز حضور البحرين الفاعل في المشهد الدولي مريم الظاعن: حرص...
على جناح الفن والرمز، تحلق اليوم حمامات السلام من قلب الفاتيكان إلى شواطئ...
يمثل تدشين “كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي” في جامعة...
مـن لوس أنجلوس إلـى رومـا.. رحلـة عالمية تحمل رؤيـة جلالة الملك المعظم...
مـن لوس أنجلوس إلـى رومـا.. رحلـة عالمية تحمل رؤيـة جلالة الملك المعظم...
أشاد رئيس جمعية البحرين لتسامح وتعايش الأديان (تعايش) السيد يوسف بوزبون باللقاء...
في ظل رؤية ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل...