X

Vous n'êtes pas connecté

Maroc Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 30/Sep 19:20

فضيلة المدني: الفحص المبكر أعظم قرار اتخذته في حياتي

فضيلة المدنـي إحدى المتعافيات من سرطان الثدي. امرأة مكافحة وعصامية، تتقن مواجهة الصعوبات وخوض غمار التحديات، وبابتسامتها التي لا تفارقها، تلقن الحياة طقوس الإيجابية، وبإرادة صبرها يخضع المستحيل لها. داهمها سرطان الثدي في ذروة انغماسها في الحياة وتفاصيلها، كان خبر إصابتها مرعبا ومخيفا جدا، فصدمته هزت كل كيانها وأحدثت ضجيجا هائلا في داخلها، فبكت بحرقة لوحدها بدموع كانت قد صمدت كثيرا مع كل صعوبات الحياة وكمية الألم فيها، ولكنها تمكنت من استيعاب الصدمة وأخذ زمام المبادرة فقررت مواجهته بكل بأس وعزة نفس ولم تهرب من واقع وجوده. وتقول إن قرار الفحص المبكر عن سرطان الثدي كان يمثل أعظم قرار اتخذته في حياتها، فقد جنبها العلاج الكيميائي واحتاجت فقط لعملية جراحية كونه كان بمراحله الأولى. وبفضل الله ثم دعم ومساندة أبنائها وأخواتها وإخوانها، تجاوزت المحنة، وأعادت ترتيب حياتها من جديد، وفق رؤيتها الجديدة إلى الحياة التي اكتسبتها من التجربة، فالسرطان وسع مداركها وفتح آفاقا جديدة لها لم تكن لتصل إليها لولا هذه التجربة. "البلاد" التقت فضيلة المدنـي؛ لتسرد لنا قصتها الملهمة كأنموذج يحتذى به لمحاربي السرطان. الفحص المبــكر نجــاة وطوق أمـــان أعراض مثيرة كانت فضيلة هي من شخصت المشكلة، فحين داهمتها أعراض غريبة تتمثل في عدم انتظام الدورة وحرارة بالجسم والهبات الساخنة التي تعتري جسمها وبشكل كبير، وتعرق ليلي، هنا بدأ القلق والشك، وتساءلت عن سبب هذه الأعراض، فقررت البحث في محرك البحث “غوغل”، فوجدت حزمة احتمالات كان منها الأورام السرطانـية، التي بمجرد قراءة حروفها أثارت الرعب داخلها؛ ولكن بسبب اهتمامها بالرياضة استبعدت إصابتها بهذا المرض، وكان آخر الاحتمالات، وبسبب وجود تاريخ عائلي بالإصابة، إذ فقدوا من الأهل بسبب هذا المرض، قررت الفحص، ومع أن أختها نصحتها بعدم الفحص وحاولت طمأنتها بأن هذه الأعراض عادية وطبيعية وأن هذه الأمور تحصل مع كل امرأة، إلا أنها أصرت على عمل الفحوصات والذهاب للمستشفى. وأوضحت أنها ذهبت إلى عيادة د. أمل الريس مصطحبة معها بعض القلق وحزمة من الخوف، وهناك أجرت الطبيبة الفحص اليدوي إلى موضع الصدر، وأخبرتها أنه لا يوجد شيء واضح، ولكن بسبب أنها قلقة طلبت عمل فحص الماموغرام، وبعد اطلاع الطبيبة على النتيجة طلبت منها إعادة الفحص، ما رفع من منسوب القلق عندها، وقالت في داخلها: لابد من أن هناك أمرا ما. وأشارت إلى أنها كانت قد اطلعت على شكل الأورام في نتائج الأشعة فوق الصوتية، ولذلك حين كانت في غرفة الفحص أدارت بوجهها للشاشة، وما إن وقع نظرها على الشاشة حتى شعرت بصدمة وخوف ورعب شديد، فكان الورم واضحا كما قرأت عنه، وبدأ جسمها كله يرتجف وانعقد لسانها، لاحظت الاختصاصية هذا وظنت أنها تشعر بالبرد، فأخذت الخزعة بعد ذلك وطلبت لها بغطاء يمنحها الدفء. وأخبرتها أن تتبع النتيجة مع د. أمل الريس بعد أسبوع. صدمة التشخيص ذهبت بعد أسبوع من الانتظار إلى موعدها مع د. أمل الريس. بدأت الطبيبة بمعاينة النتيجة، وكانت فضيلة تراقب ملامح عينـيها ووجهها، الذي تغير فجأة، ثم نظرت إليها وقالت بصوت يملؤه الحزن: “مع الأسف، الورم خبيث”. تصف فضيلة وقع تلك اللحظات فتقول: “كان الخبر عنـيفا إلى حد أننـي بكيت. وبالرغم من أننـي طوال فترة الانتظار كنت أروض نفسي على أننـي مصابة بنسبة 95 % حتى لا يسيطر علي الحزن، إلا أن مجرد نطق الدكتورة بحروف التشخيص وتحوله إلى واقع جعلنـي أبكي بحرقة. بكيت لوحدتي، لقلة حيلتي، وللمصاعب التي واجهتها وسأواجهها. كما تبادر إلى ذهنـي إخوانـي وأخواتي وأولادي الذين كانوا ينتظرون النتيجة منـي”. وتضيف: “أول من أخبرته كانت أختي الكبرى حين اتصلت بي مستفسرة، وما إن قلت لها إن الورم خبيث حتى انهارت بالبكاء. ثم أخبرت أولادي، بناء على طلبهم الملح بأن أكون صريحة وواضحة معهم، وكذلك أبلغت إخوتي وأخواتي جميعا، فجاء رد فعلهم واحدا: البكاء والحزن والضيق. كانوا يرونه مرادفا للموت، لأنه خطف حياة بعض أفراد عائلتنا”. وتردف: “احتويت أبنائي وطمأنتهم بأننـي قوية، وأنه مجرد عارض سيمضي، ومرحلة سأجتازها كما اجتزت مراحل صعبة أخرى وأنا وحدي”. الدنـيا دار ممر غير التشخيص حياتها بالكامل، فأصبحت فضيلة تهتم بصحتها، بتغذيتها، بالمكملات الغذائية، وممارسة الرياضة، وزاد حذرها من بعض المواد أو الأطعمة التي يجب أن تتجنبها. أصبحت تدرك أن الوقت ثمين، وتنظر إلى الحياة كدار ممر، وتحاول قدر الإمكان أن تحصد لرصيدها في الآخرة ونـيل رضا الله. قرار حاسم لم تواجه أي تحديات اجتماعية أو غيرها؛ لأنها كانت تدير أمورها بنفسها وتتخذ قراراتها بثبات. وكانت أصعب مرحلة تلك اللحظة التي قررت فيها إزالة الصدر بشكل كامل، حيث لم يكن أمامها سوى خيار واحد للعلاج وهو العملية الجراحية للاستئصال. كان القرار أن تجرى العملية بالمنظار لإزالة الورم، وقد أخبرتها الطبيبة أنها ستستأصل جزءا من الصدر فقط، لكن قبل العملية بنصف ساعة أبلغتها بضرورة إزالة الصدر بأكمله للاطمئنان والتأكد من إزالة الأورام كليا. وبالرغم من أن الطبيبة طلبت منها التروي والتفكير، إلا أنها اتخذت قرارها بالموافقة الفورية وأصرت على دخول العملية في موعدها المحدد، مهما كانت النتائج، ومهما كان شكل الصدر بعدها. وبالفعل، أجريت العملية التي استغرقت خمس ساعات، وتكللت بالنجاح، وهي حاليا تتابع العلاج الهرمونـي في مستشفى الملك حمد، وتؤكد أن الأمور مستقرة والحمد لله. أسئلة مزعجة وبينت فضيلة أن المرض لم يؤثر على حياتها الأسرية مع أولادها، الذين أبدوا تعاونا كبيرا معها، لكنه على الصعيد الاجتماعي ترك أثره، إذ قلصت من ظهورها في البداية بسبب ما واجهته من تعامل غير لائق كمريضة، أثناء وجودها في المجتمع مع بعض الأشخاص غير المتفهمين لهذا المرض أو كيفية التعامل مع مرضى السرطان.  كما اضطرت إلى الابتعاد هربا من الأسئلة الفضولية التي كانت تلاحقها أينما ذهبت؛ كمن يسأل عن سبب عدم سقوط شعرها، أو من يستغرب من نضارة بشرتها ويشكك في إصابتها بالمرض، أو من يستعجل بالسؤال عن موعد بدء العلاج الكيميائي حتى قبل صدور نتائج العملية، كل ذلك سبب لها عزلة اجتماعية. وتضيف أنها لم تجد من يفهمها حقا، فانصدمت من ضحالة ثقافة البعض بشأن المرض، فأبلغت من حولها بضرورة التوقف عن طرح الأسئلة الكثيرة. قلب مطمئن  وتؤكد أنها متماسكة وقوية، لا تشعر بالخوف أو القلق من عودة المرض أبدا ولو بمقدار ذرة. فهي تذهب إلى الأشعة والفحوصات والتصوير فوق الصوتي وكل تحاليلها بقلب مطمئن، مسلمة أمرها كله إلى الله. تصالح مع الذات تصالحت مع وضعها الصحي والجسدي، ومع التغيرات التي طرأت على جسدها، وأصبحت ترى الجمال وتهتم به أكثر. ففي البداية، عندما تم استئصال الصدر، اتخذت قرارا بألا تضع شيئا تجميليا مكانه، مؤكدة أن ذلك لن يؤثر على أنوثتها ومظهرها. لكن في الواقع، كانت ندوب وآثار العملية تؤثر فيها بشكل كبير وتضايقها لفترات. ومع ذلك، تأقلمت معها لاحقا، خصوصا بعد عملية إزالة الرحم. تقول: “الحمد لله رب العالمين، في البداية تأثرت كثيرا، لكن بعدها تأقلمت بشكل كبير، وأحمد الله سبحانه وتعالى أن هناك علاجا له”. المرض كشف لها جانبا لم تكن تدركه من قبل، فاكتشفت أنها إنسانة في قمة الصبر من كل النواحي. كانت متجلدة وصابرة، فشعرت بالفخر بنفسها أن تكون من الصابرين، وتدعو الله أن يمنحها الاستمرارية في أجمل فترة تعيشها الآن. الفحص المبكر نجاة وطوق أمان ولكل امرأة تتجاهل الفحص المبكر تقول: “أتمنى من كل قلبي أن تعي ذاتها أكثر، وأن تدرك أنها تستحق أن تبادر بهذه الخطوة من أجل نفسها، وأن تمنح نفسها ما تستحقه من عناية ورعاية عبر إجراء الفحوصات، فكل واحدة منا تستحق الاهتمام بنفسها”. وشددت على ضرورة الفحص المبكر عن سرطان الثدي، وألا تكتفي المرأة بالفحص الذاتي، إذ قد يصعب تشخيص المرض في مراحله المبكرة بالفحص الذاتي وحده. وقد أنقذها الفحص المبكر الشامل من العلاج الكيميائي، فلم تحتج إليه لأنه كشف عن المرض في بداياته، وكان أعظم قرار اتخذته في حياتها. وتضيف أن الفكرة الخاطئة التي تريد تصحيحها هي الخوف من الفحص المبكر، إذ كثيرا ما تسمع نساء حولها يقلن: “أخاف أن أفحص ويظهر أننـي أعانـي من هذا المرض”. فترد: “لكن إن كان موجودا، فالأفضل أن تعرفي عنه بدل أن يكون فيك وأنت لا تعلمين. هذا الجهل، أو لنقل هذا الخوف، هو ما أجده عند بعض النساء، ولا أحبه أبدا”. وتؤكد: “إذا وجدتن أعراضا غريبة مشابهة لسرطان الثدي فبادرن بالفحص، فالتجاهل والهروب من الواقع لا ينفي وجود المرض، فما يمكن تداركه في البداية قد لا يكون ممكنا إذا تأخرت مبادرتكن”. المرض أخذ منها نفسه لم تشعر بلحظات ضعف أبدا طوال رحلتها مع سرطان الثدي، فقد كانت دائما قوية أثناء حضورها المواعيد والعيادات والعمليات. وكثيرون من حولها يصفونها بالملهمة والقوية، لأنها أصبحت ترى المرض أمرا عاديا، لا خوف منه، وأصبحت أكثر وعيا به، وينظرون إليها فعلا على أنها قوية. ولكن كانت هناك لحظات ضعف تعيشها حين تكون بعيدا عمن حولها، إذ كانت تضعف وتبكي لوحدها، ولكن تبدوا أمام الجميع امرأة قوية لا تنهار، وحين نفضت غبار المرض عن جسدها وفكرها انطلقت بكل إرادة وقوة نحو الحياة. وتؤكد أن السرطان لم يأخذ منها إلا المرض ذاته؛ إذ أخذ نفسه وسينساها حين انتزعته من أحشاء صدرها. وفي المقابل، منحها أشياء يصعب شرحها أو توضيحها؛ فقد قربها من الله أكثر، وأبعدها عمن يؤذيها ويسبب لها الضيق، ومنحها متسعا أكبر للاهتمام بنفسها وتغذيتها، وبين لها حب من أحبها وجحود من جحدها. فكثيرون سقطوا في امتحان المحبة وخذلوها، وتكفيها عطايا الله وألطافه. ولفتت إلى أنها شعرت وكأنها ولدت من جديد بعد تجربة المرحلة من المرض، فلم يتمكن منها وانتصرت عليه، وما زالت في طور العلاج، ولم تتعاف منه بعد، لكنها تجاوزت الأهم.   ولكل امرأة تتجاهل الفحص المبكر: زأتمنى من كل قلبي أن تعي ذاتها أكثر، وأن تدرك أنها تستحق أن تبادر بهذه الخطوة من أجل نفسها، وأن تمنح نفسها ما تستحقه من عناية ورعاية عبر إجراء الفحوصات، فكل واحدة منا تستحق الاهتمام بنفسهاس. الخوف من الفحص المبكر غير مبرر، فهناك سردية تتردد بين بعض النساء تقول: زأخاف أن أفحص ويظهر أننـي أعانـي من هذا المرضس. وهذا مفهوم خاطئ؛ فالأفضل، إن كان المرض موجودا، أن تعرفي عنه بدل أن يبقى داخلك وأنت لا تعلمين. هذا الخوف شائع، لكنه غير مبرر، بل قد يؤخر العلاج ويضاعف المعاناة. وإذا وجدتن أعراضا غريبة مشابهة لسرطان الثدي، فبادرن بالفحص؛ فالتجاهل والهروب من الواقع لا ينفي وجود المرض، وما يمكن تداركه في البداية قد يصبح صعبا إذا تأخرت المبادرة. ولا تكتفين بالفحص الذاتي فقط، إذ قد يصعب اكتشاف المرض في مراحله المبكرة بهذه الطريقة وحدها.

Articles similaires

Sorry! Image not available at this time

فضيلة العلواني: دموعنا أمام السرطان قوة ونجاتنا منه بطولة

albiladpress.com - 30/Sep 19:25

التجربة لا تستوعبها الكلمات في معظم حالات سرطان الثدي التي وثقتها...

Sorry! Image not available at this time

عبدالله الجميري.. الرجل الذي كسر وصمة سرطان الثدي

albiladpress.com - 30/Sep 19:20

اليقــين يمــنح المريــض الراحة والطمأنيـنة شهر أكتوبر الوردي هو الشهر...

Sorry! Image not available at this time

نوف القطان.. ابتسامة شجاعة في وجه جبروت “الخبيث”

albiladpress.com - 30/Sep 19:33

ثقـوا بأنـكم أقــوى مما تتـصورون نوف القطان محاربة سرطان الثدي، والممرضة...

Sorry! Image not available at this time

إ.م: المرض لا يعني النهاية.. والكشف المبكر ينقذ الحياة

albiladpress.com - 30/Sep 19:12

إ.م ، ممرضة اعتادت مسامعها على سماع أنـين الألم في أروقة المستشفى، وكانت يداها...

Sorry! Image not available at this time

زهرة أحمد: تجربة سرطان الثدي ليست نزهة عابرة

albiladpress.com - 30/Sep 19:27

  زهرة أحمد، مديرة قسم في أحد البنوك، امرأة تعشق الحياة، وكانت تعيشها طبيعية...

Sorry! Image not available at this time

غدير عبدالعزيز.. وجه مضيء لكل محاربات سرطان الثدي

albiladpress.com - 30/Sep 18:33

غدير عبدالعزيز حكواتية بارعة، تعيد قراءة قصص الأطفال، فتستنطق الحروف الجامدة،...

Sorry! Image not available at this time

ألطاف محمد: سرطان الثدي نداء للحياة لا حكم بالموت

albiladpress.com - 30/Sep 19:11

الندبات التي خلفها المرض وسام لقوتي لا عيب أخفيه سرطان الثدي أحد أشرس أنواع...

Sorry! Image not available at this time

ابتسام بدر.. محاربة واجهت السرطان بابتسامة

albiladpress.com - 30/Sep 19:03

في كل تجارب سرطان الثدي، هناك دموع وحزن وألم، لكن ابتسام بدر اختارت أن تواجه المرض...

Sorry! Image not available at this time

فجر المنصوري: سقوط الشعر نعمة وأبسط الأعراض

albiladpress.com - 30/Sep 19:01

ابتسامتها لا تفارق شفتيها أبدا.. ابتسامة تجبرك على الابتسام وسط ركام الدنـيا وما...

Sorry! Image not available at this time

ديانا الشيخ.. ابتسامة متمردة على فلسفة السرطان

albiladpress.com - 30/Sep 19:16

السرطان كلمة مخيفة ومرعبة.. مرض يوصف بالخبيث لبشاعته ومكره وشراسته، ونطق اسمه وحده...