تصنع صحيفة “البلاد” أثرًا وتأثيرًا مختلفًا في إحياء شهر التوعية بسرطان...
Vous n'êtes pas connecté
Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 30/Sep 19:12
إ.م ، ممرضة اعتادت مسامعها على سماع أنـين الألم في أروقة المستشفى، وكانت يداها بلسما وملاذا للمرضى؛ ولكنها لم تتخيل يوما أنها ستواجه ألما يفوق أي ألم. “أنت مصابة بالسرطان”.. كلمات قالها الطبيب بكل بساطة. كلمات هزت كيانها بقوة، وكانت كصفعة باردة بعثرت كل حياتها وملأتها بالخوف المسمم بالقلق وأصداء الصدمة. لطالما سمعت عبارة “أنا مريض سرطان”، لكنها لم تدرك معناها الحقيقي إلا حين وجدت نفسها ترددها عن ذاتها المنهكة. لم يكن أمامها سوى أن تتوكل على الله، وتسلم لقضائه، وتتحلى بالشجاعة أمام أسرتها وأبنائها. لم تتضمن رحلة علاجها جلسات كيميائية أو إشعاعية، لكنها كانت مليئة بالقرارات الصعبة، وأصعبها كان استئصال الثدي المصاب. غير أنها اكتشفت في قلب التجربة أنها أقوى مما كانت تظن، وأن الأنوثة ليست شكلا أو جسدا بلا ندوب، بل روح قادرة على الحب والعطاء بالرغم من الألم، وكأنها ولدت من جديد، ليس فقط بجسد مرمم، بل بروح متجددة، فلولا إصابتها بسرطان الثدي، لما أتقنت فهم فلسفة الحياة وتحتضن كل لحظة تمر في حياتها. اليوم، تحمل إ.م رسالة أمل، وتخطط لإطلاق منصة إلكترونـية تجمع المريضات والمتعافيات لتبادل الدعم والقصص. وبقوة وعزيمة تقول: “سرطان الثدي لا يعنـي النهاية، والكشف المبكر قادر على إنقاذ الحياة. لا تؤجلوا الحب.. ولا تؤجلوا الفحص، فالحياة قد تتغير في لحظة”. وتؤكد أن المرض أخذ منها أشياء كثيرة، مثل راحتها وطمأنـينتها القديمة، لكنه منحها هدية أثمن: وعيا جديدا وحبا للحياة لم تعرفه من قبل. لا تؤجلوا الحـب والفحــص.. فالحيــاة قد تتغـيـر فــي لحظـــة بداية الرحلة لم تنس أبدا ذلك اليوم الذي كانت فيه تجلس في عيادة الطبيبة، وعيناها تراقبان شفتيها وهما تتحركان ببطء، حتى سمعت الكلمة التي هزت كيانها: “سرطان”. كأن الدنـيا توقفت فجأة، شعرت أنها في فراغ كبير، لا تسمع شيئا سوى صوت دقات قلبها. لم تفكر في نفسها أولا، بل في أطفالها… هل ستراهم يكبرون؟ أم ستتركهم وهم ما زالوا بحاجة إليها؟ كان أول شعور اجتاحها عند سماع كلمة “سرطان” ليس شعورا واحدا محددا، بل مزيجا من المشاعر؛ كانت المشاعر الأولية هي الصدمة وعدم التصديق، والتشكيك في صحة الخبر، ثم انتابها شعور بالخوف والقلق من المرض، ومن العلاج، ومن المستقبل، والتأثيرات على الحياة. كما شعرت بالغضب والإحباط من المرض نفسه، ومن الظروف التي أدت إليه، وتملكها شعور عميق بالحزن واليأس لفقدان صحتها، وصاحب ذلك إحساس بالعجز والعزلة، وكأنها الوحيدة التي مرت بهذه التجربة… أما رد فعلها، فكان مختلفا تماما عما توقعته. فعلى الرغم من قوة الخبر، وأنها كانت التجربة الأولى لها، إلا أن الدعم الأسري ومعتقداتها الدينـية منحاها الكثير من القوة وتقبل الخبر. الصدمة الأولى والتحدي لا تكفي أشعة الموجات فوق الصوتية لاستبعاد الورم الخبيث، ولابد من أخذ خزعة، هكذا تلقت خبر إصابتها بالسرطان، عندما كشفت الخزعة عن وجود خلايا سرطانـية. شعرت في تلك اللحظة بالانهيار، وكان أول ما تبادر إلى ذهنها أنها ستموت قريبا. كانت كثيرا ما تسمع عبارة: “أنا مريض سرطان”، لكنها لم تكن تدرك ما تعنـيه هذه العبارة. ومن خلال تجربتها، تنبه كل امرأة قائلة: “إذا كنت تعتقدين أنك تعرفين ما معنى سرطان لأنك سمعت عنه من قبل، فهذا يعنـي أنك لا تعرفين حقيقته، فالأمر مختلف تماما عما تظنـين”. وتضيف: “لقد صدمنـي ما سمعته من الطبيب الجراح، نطقها على الفور، وبنبرة تفتقر إلى أي نوع من الشفقة: أنت مصابة بالسرطان”. وتكمل بنبرة يملؤها الحزن: “لم يكن لدي تاريخ عائلي للإصابة بالسرطان، وطالما لا يوجد مصاب في عائلتك فأنت تستبعدين الأمر تماما من مخيلتك. تظنـين أن هذا الأمر يحدث للآخرين، وأنك بعيدة عنه تماما، ولذا عندما يحدث لك تأتي المفاجأة، أو بمعنى أدق الصدمة”. هذا ما حدث معها تماما؛ لم تستطع تقبل التشخيص، ودخلت في نوبة بكاء مستمر، تبكي دون تفكير، متأثرة بكل ما تسمعه عن السرطان. كانت في حالة إنكار، تنتقل بين الأطباء والمراكز الطبية المختلفة على أمل أن تسمع تشخيصا مختلفا، ولكن دون جدوى. في النهاية، وجدت أنه يتحتم عليها أن تتوكل على الله، وتسلم لقضائه، وتتحلى بالشجاعة أمام أسرتها وأبنائها. همسة إحساس غامض قبل التشخيص، كان هناك إحساس غامض يهمس لها بأن شيئا ما ليس على ما يرام؛ ألم بسيط، وتغير في شكل الثدي، لكنها كانت تسكت ذلك الصوت بحجة الانشغال، إلى أن جاء اليوم الذي لم يعد فيه مجال للهروب. التشخيص غير نظرتها إلى الحياة منذ أن سمعت التشخيص، تغيرت نظرتها لكل شيء؛ أصبح جسدها أمانة، والوقت أثمن من الذهب، والحياة صارت نعمة تعيشها بتفاصيلها الصغيرة، ككوب من الشاي مع أمها، وضحكة ابنتها، ونسمة هواء في الصباح. أصعب اللحظات رحلة علاجها لم تتضمن جلسات علاج كيميائي أو إشعاعي، لكنها كانت مليئة بالقرارات الصعبة. وكان أصعبها هو قرار استئصال الثدي المصاب. كانت لحظة ثقيلة على قلبها، لكنها كانت تعلم أنها خطوة لإنقاذ حياتها. بعدها بدأت رحلة جديدة، تمثلت في عملية ترميم الثدي، والتي لم تكن سهلة جسديا ولا نفسيا، لكنها أعادت لها شعورا بالتوازن والرضا عن جسدها. الأزمات تكشف معادن البشر. لم يكن الجميع يفهم ما تمر به، فبعضهم كان يظن أن الأمر مجرد وعكة ستمر، لكنها تعلمت أن تحيط نفسها بمن يمنحها الدفء لا بمن يطفئه. في تلك الفترة، اكتشفت حقائق عن الناس من حولها؛ فهناك من اقترب بقلبه قبل جسده، وهناك من ابتعد بصمت. لم تحزن كثيرا، فقد فهمت أن الأزمات تكشف معادن البشر. الخوف من عودة المرض الخوف من عودة المرض لم يغادرها تماما، لكنها تعلمت كيف تروضه، فكانت تدعو الله كثيرا، وتلتزم بالفحص الدوري، وتختار أن تحب الحياة بدلا من أن تعيش في ظل القلق.. اكتشاف القوة اكتشفت أنها أقوى مما كانت تظن، فلولا إصابتها بسرطان الثدي، لما أدركت قيمة الوقت وما تعلمت أن صحتها يجب أن تكون من أولوياتها. وتشعر وكأنها ولدت من جديد، ليس فقط بجسد مرمم، بل بروح متجددة، وعادت لتحب نفسها، وتقدرها، وتحتضن كل لحظة تمر في حياتها. الأنوثة ليست شكلا أو جسدا بلا ندوب شعرت إ.م في البداية أنها فقدت جزءا من أنوثتها، خصوصا بعد العملية، لكنها مع الوقت أدركت أن الأنوثة ليست شكلا أو جسدا بلا ندوب، بل هي روح قادرة على الحب والعطاء بالرغم من الألم. تصالحت مع ندباتها، وأصبحت تراها أوسمة شرف، فتتحدث بكل زهو واعتزاز قائلة: “بالنسبة لي، الجمال اليوم هو أن أكون أنا، حقيقية، واثقة، ومتصالحة مع نفسي”. لا تؤجلوا الحب.. ولا تؤجلوا الفحص بعد عودتها إلى الحياة من تجربة مليئة بالألم والأمل، شعرت أن على عاتقها مسؤولية حمل رسالة المتعافين إلى العالم. وتؤكد أن أكبر فكرة خاطئة تريد تصحيحها هي أن سرطان الثدي يعنـي النهاية، بينما الحقيقة أن الكشف المبكر قادر على إنقاذ الحياة. وقالت: “لو كان لدي ميكروفون للعالم، لقلت: لا تؤجلوا الحب… ولا تؤجلوا الفحص… فالحياة قد تتغير في لحظة”. ووجهت رسالة لكل امرأة تؤجل الفحص: “بضع دقائق قد تنقذك، لا تنتظري الألم ليكون رسالتك”. كما تمنت أن يتوقف المجتمع عن النظر إلى المتعافيات كضعيفات، وأضافت بكل عنفوان: “نحن قويات، نحتاج فقط إلى دعم حقيقي، وإيمان بقدرتنا على الاستمرار”. في رحلتها مع سرطان الثدي، مرت بلحظات ضعف كثيرة، لكنها سمحت لنفسها بالبكاء، ثم كانت تنهض من جديد. كان الدعاء ودعم أحبتها وقودها وسلاحها في المعركة. وتستذكر بعض المواقف المؤثرة فتقول: “موقف مازال عالقا في ذاكرتي حين دخلت ابنتي غرفتي بعد العملية، وابتسمت قائلة: أنت ما زلت أجمل ماما في الدنـيا… حينها أدركت أن الجمال في العيون التي تحبك”. وتؤكد أن المرض أخذ منها أشياء كثيرة، مثل راحتها وطمأنـينتها القديمة، لكنه منحها هدية أثمن: وعيا جديدا وحبا للحياة لم تعرفه من قبل. حياة بعد التعافي تصف حياتها بعد التعافي بأنها مختلفة تماما، فكل يوم يمر هو هدية من السماء. أصبحت تضحك أكثر، وتحب أكثر، وتهتم بصحتها أكثر من أي وقت مضى. وتردد دائما أن هذه ليست نهاية القصة، بل بدايتها. أما مشروعها المقبل، فهو إنشاء منصة إلكترونـية تجمع المريضات والمتعافيات، ليتشاركن قصصهن ويدعمن بعضهن البعض. فبعد التعافي، أصبحت قصتها مصدر إلهام للعديد من النساء، ومنحتهن الشجاعة للفحص أو الاستمرار في العلاج. لا تؤجلوا الحب، ولا تؤجلوا الفحص، فالحياة قد تتغير في لحظة، فبضع دقائق قد تنقذك، لا تنتظري الألم ليكون رسالتك. والأنوثة ليست شكلا أو جسدا بلا ندوب، بل هي روح قادرة على الحب والعطاء بالرغم من الألم. تصالحوا مع ندباتكم، فهي أوسمة شرف، والجمال اليوم هي أن تكونـي أنت، حقيقية، واثقة، ومتصالحة مع نفسك. وعلى المجتمع أن يتوقف عن النظر إلى المتعافيات كضعيفات، فنحن قويات، نحتاج فقط إلى دعم حقيقي، وإيمان بقدرتنا على الاستمرار. أكبر فكرة خاطئة أريد تصحيحها هي أن سرطان الثدي يعنـي النهاية، بينما الحقيقة أن الكشف المبكر قادر على إنقاذ الحياة.
تصنع صحيفة “البلاد” أثرًا وتأثيرًا مختلفًا في إحياء شهر التوعية بسرطان...
في أجواء مفعمة بالأمل والإصرار، نظمت مؤسسة البلاد الإعلامية فعالية توعوية متميزة...
في أجواء مفعمة بالأمل والإصرار، نظمت مؤسسة البلاد الإعلامية فعالية توعوية متميزة...
شهادات نساء: حياتنا صارت شركة.. والدفء مات خبراء: الانسحاب العاطفي مرض...
أقدم ما أمتلكه من مطبوعات مجلات “المختار” بين الأعوام 1944 و1947 الثورة...
اختصاصيو الأشعة هم الحاجز الأول في رحلة سرطان الثدي، والمرحلة الأولى التي يخطوها...
التعلق المرضي أسرع طريق للاكتئاب التعلق المرضي يؤدي للانتحار وجوه...
والدي سعـى لإبـراز الروح الخليجيـة وثقافـة مــا قبــل النفــط “الدارة “...
والدي سعـى لإبـراز الروح الخليجيـة وثقافـة مــا قبــل النفــط “الدارة “...
أكد الرئيس التنفيذي لخليج البحرين للتكنولوجيا المالية، بدر ساتر، أن الذكاء...