Maroc - FATAH.PS - Ala Une - 15/Sep 02:01

رسالة للشارع الاسرائيلي : لا ازدواجية في الانسانية ...والسلام

موفق مطر تقضي اخلاقنا وقيمنا الانسانية المتأصلة في شخصيتنا الفلسطينية الانسانية ألا ننكر على اهالي الرهائن الاسرائيليين خوفهم ومشاعرهم على أبنائهم، ومطالبتهم رئيس حكومتهم نتنياهو الذهاب الى صفقة تضمن اعادة عشرات الأحياء والجثامين ، لكنا بذات الوقت نسألهم :لماذا لم نقرأ رسالة واحدة واضحة وصريحة تدعون فيها للسلام، وتطالبون بنبذ الحروب والصراعات الدموية، والاحتلال والاستيطان والعنصرية، فأصواتكم وشعاراتكم وخطاباتكم ويافطاتكم خالية من الدعوة للسلام، لا نلمس نضالا سياسيا حقيقيا ضد منظومة الصهيونية الدينية التي تحكمكم ، وتتخذ من أبنائكم وسيلة لبلوغ اهدافها ، ونعتقد أنكم على يقين أن حكومة نتنياهو مخالفة لأبسط مفاهيم حقوق الانسان وتعمل على اغتيال أي امكانية لإنشاء أسس للسلام يضمن مستقبل أطفالنا وأطفالكم بلا حروب. ماذا يمنعكم من رؤية الابادة الدموية بحق اطفال ونساء ورجال الشعب الفلسطيني التي ينفذها جيشكم بأوامر من اعلى مستوى الهرم السياسي والأمني في حكومتكم،ألا ترون ، ألا تسمعون ألاتحسون، ألا تشعرون، ألا تتألمون وأنتم تشاهدون محرقة القرن في غزة ، وهمجية المستوطنين الارهابيين المسلحين المدفوعين والمعبأين بأعلى درجات العدائية العنصرية ضد المواطنين الفلسطينيين الأبرياء، فنحن ولعلمكم للمرة المليون ننبذ العنف ضد الابرياء، بدون تمييز لانفرق بين إنسان وآخر على اساس عرق او عقيدة دينية أو انتماء، فثقافتنا النضالية والوطنية الانسانية ليس فيها إلا ما شرعته القوانين الدولية والإنسانية كحق ثابت في النضال ضد الاحتلال والعنصرية والاستيطان، فنفس الإنسان عندنا مقدسة، نمضي بسبل المستحيل لضمانها والحفاظ عليها، لكنا لا نستسلم، فلماذا لا ترون الحقيقة الفلسطينية المتجذرة على هذه الأرض ، وتعيدون انبات جذور السلام التي زرعناها قبل ثلاثة عقود ونيف ، وعقدنا العزم حينها أن يكون السلام القائم على قرارات الشرعية الدولية بما فيها المبادرة العربية مظلة للأمن والاستقرار والازدهار للجميع بدون استثناء ، وللدول العربية وللمنطقة الحضارية في حوض البحر الأبيض المتوسط . أنتم تتألمون لمجرد التفكير بمصائر ابنائكم الأحياء العشرين، وكذلك جثامين العشرات، وهذا حق لا ننكره عليكم، لكن لماذا لم تجعلكم سبعمائة يوم وأكثر ، أغرقتكم خلالها وسائل الاعلام خاصتكم ، ومنصات التواصل بملايين الصور لجثامين وأشلاء عشرات الآلاف من أطفالنا، ومشاهد تناثر اجسادهم الغضة على اسفلت شوارع غزة وأرصفتها، والمنتشلة من تحت أطنان الركام، وانتم على يقين أنها ليست نتيجة زلازل، وإنما نتيجة لانفجارات آلة حرب جيشكم، الذي زلزل صروح القانون الدولي والمواثيق الانسانية بجرائم حرب وضد الانسانية ، غير مسبوقة في الحروب العالمية حتى، كما شهد الحياديون الذين عاشوها ووثقوا أحداثها في بلادهم. نفترض قدرتكم على قراءة موضوعية لسياسة أحزاب حكومتكم وأحزاب معارضتكم على حد سواء، فلماذا لم تطوروا مواقفكم لتطال المسار الخطير الذي زجوكم فيه،تحت ضغط دعاية كاذبة روجوها تحت عنوان انعدام وجود شريك فلسطيني لعملية السلام، ألا تسمعون خطاب قيادتنا السياسي المفعم بالانسانية ؟ ألا تقرأون أدبيات مبدعينا ومفكرينا ؟ ألا تبحثون في سجل نضالنا الوطني؟ فلعلكم إن فعلتم، لن يتمكن صناع الإرهاب ومروجي العدائية والكراهية والعنصرية من استغلالكم في مشاريع حروبهم الخاصة، وتيقنوا أنكم ستعودون ومعكم شرائح المجتمع الاسرائيلي الى جادة السلام، فنحن هناك لم نغادر موقفنا العقلاني الواقعي ولم نتزحزح ، ولكن عليكم اولا الاقتناع أن الاقرار بحق الشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس وتطبيق وتنفيذ ما اتفقنا عليه في اوسلو وما اقرته الشرعية الدولية، سيكون سبيلنا الجديد للالتقاء عند مبادئ ومتطلبات السلام . فلا ازدواجية في الانسانية،أماالسلام الذي تطلبه لنفسك فيجب ان تمنحه للآخرين.