X

Vous n'êtes pas connecté

Rubriques :

Maroc Maroc - FATAH.PS - Ala Une - 10/12/2024 14:44

إلى أين أخذت رهانات حماس الشعب الفلسطيني؟

  باسم برهوم آن الأوان ليتوقف الشعب الفلسطيني عند تجربة حماس منذ تأسيسها عام 1988، وأن ننظر إلى تاريخ من الرهانات الخاطئة والاندماج في أجندات خارجية مقابل منافع تنظيمية فئوية، وعلى حساب مصالح الشعب الفلسطيني. من غير المقبول أن نفتح صفحة جديدة في العلاقات الوطنية قبل أن نجري عملية محاسبة كبرى ومساءلة لما تبقى من قيادة حماس قبل التزامها بالعمل السياسي تحت سقف منظمة التحرير، منطقية هذا الطرح تنبع من الثمن الكبير الذي دفعه الشعب الفلسطيني من تجربة حماس منذ تأسيسها، فالحركة كانت متقاطعة مع اليمين المتطرف الإسرائيلي في أغلب المراحل، كانت هي وهذا اليمين مع إفشال عملية السلام في أوسلو، وحماس تناغمت مع أهداف هذا اليمين في فصل قطاع غزة عن الضفة، وعملت مقاولا للدول الإقليمية الطامعة بدور ومشروع إقليمي. وحماس استنزفت الحالة الوطنية وأشغلتها بانقسام وتمرد في قطاع غزة لمدة 17 عاما، وشقت الساحة الفلسطينية لأكثر من 36 عاما، والأهم أن نسائل أنفسنا: ماذا كانت نتيجة أعمال حماس في نهاية المطاف؟ ما الذي جناه الشعب الفلسطيني من كل أفعال حماس؟  أفعال حماس لم يكن في اعتبارها مصلحة القضية الفلسطينية ولا الشعب الفلسطيني، إنما كانت تقوم بكل شيء من أجل مصالح خارجية ومصالحها هي، قد يكون من الضروري التذكير بهذه الأفعال منذ تأسيسها، أولا: خلال الانتفاضة الشعبية السلمية الأولى، والتي تأسست حماس في بداياتها، أصر هذا التنظيم على أن يقوم بفعالياته بشكل منفرد، رفض الانضمام للقيادة الوطنية الموحدة، وهي المؤسسة الوطنية التي كانت تنظم الفعاليات النظالية ضد جيش الاحتلال، وتضع برنامج العمل الجماهيري، ليكون هذا العمل موحدا وفاعلا، حماس لم تنضم لهذه القيادة بل قامت بتشتيت وتمزيق الأداء عندما كانت تصر على أن يكون لها برنامجها الخاص للفعاليات، فأصبح هناك إضراب تعلنه القيادة الموحدة وإضراب تعلنه حماس في أيام أخرى ما استنزف الناس واستزف قدرتهم على الصمود. ثانيا: بعد أوسلو، كان من حق حماس أن تعارض أو توافق، ولكن ما الذي فعلته حماس بدعم من الخارج وخدمة لأجندات خارحية؟ كانت توقت عمليتها الانتحارية مع كل مرحلة انسحاب جيش الاحتلال المنصوص عليها بالاتفاق، ما كان يقدم لإسرائيل المبرر كي تؤجل أو تلغي مرحلة الانسحاب تلك، وما قدم لليمين المتطرف في إسرائيل المبرر ضد أوسلو وأن السلام لا يجلب الأمن لإسرائيل وقدم له مبررا للانقضاض على الاتفاق ومن ثم إنهائه، وهو هدف كان يرغب في تحقيقه أكثر من طرف إقليمي أيضا. ثالثا: خلال الانتفاضة الثانية، مرة أخرى لم يكن توقيت عمليات حماس الانتحارية يراعي مصالح الشعب الفلسطيني، وخصوصا عندما كان شارون ينتظر مبررا لاجتياح الضفة نهاية آذار/ مارس عام 2002، ولم يكن هذا الأمر بخافٍ على أحد، وقدمت له حماس هذا المبرر في عملية نتانيا، وهي ذات العملية التي تزامنت مع طرح قمة بيروت لمبادرة السلام العربية في محاولة لإنقاذ الوضع الفلسطيني من الذهاب إلى دمار أـكثر. رابعا: في لحظة اعتقدت فيها حماس أن فتح والسلطة الوطنية في حالة وهن وضعف، بعد أن دمر شارون مؤسسات السلطة، وانتشر الفلتان الأمني بالتزامن مع أزمة مالية واقتصادية خانقة، في ظل كل ذلك قررت حماس التي ترفض اتفاقيات أوسلو، أن تشارك في الانتخابات المحلية والتشريعية، وبالفعل حصلت على أغلبية مقاعد المجلس التشريعي، وكلف الرئيس محمود عباس،  إسماعيل هنية لتشكيل الحكومة، وشكلتها حماس منفردة. لقد دعا المجتمع الدولي حماس إلى إعلان موافقتها على الاتفاقيات التي وقعت عليها منظمة التحرير الفلسطينية ونبذ العنف بهدف فك الحصار المالي والسياسي على الشعب الفلسطيني، لكنها رفضت، وواصلت القول إنها حركة مقاومة، بالرغم أنها أصبحت في الحكم ما أربك المشهد الفلسطيني، وقاد إلى تشديد الحصار وأنهك الاقتصاد المتدهور أصلا. خامسا: أفشلت حماس كل محاولات إخراج الشعب من مأزقه، وفي محاولة أخيرة دعت المملكة العربية السعودية الأطراف الفلسطينية للاجتماع في مكة في مطلع شباط/ فبراير 2007، وبعد حوارات تم التوصل إلى اتفاق، تشكل بموجبه حكومة وحدة وطنية بقيادة حماس وبرئاسة هنية، سرعان ما انقلبت عليها حماس بقوة السلاح في قطاع غزة، ودخل الشعب الفلسطيني بمرحلة صعبة انفصل خلالها القطاع عن الضفة، وحصول انقسام فلسطيني هو الأخطر في تاريخ الشعب الفلسطيني. خامسا: أصرت حماس على السيطرة على القطاع وكانت وكلما تشعر أنها تريد تعزيز وضعها الجماهيري تدخل في اشتباك مع إسرائيل، ما قاد إلى تدمير القطاع مرارا وكان أشدها وأخطرها بعد "الطوفان"، فقد أصبح القطاع منطقة غير قابلة للحياة. ولعل أهم تقاطع بين حماس واليمين الإسرائيلي أنها هي وهم كانا يدمران كل فرصة لإقامة دولة فلسطينية، والسؤال الأهم: هل حققت حماس أي هدف وطني من كل معاركها؟ وهل كان حال الشعب الفلسطيني أفضل بدون مغامرات حماس؟

Articles similaires

في العام ال60 لانطلاقة.. " فتح":لا أمن ولا استقرار ولا سلام في الشرق الأوسط دون دولة فلسطينية مستقلة

fatah.ps - 31/12/2024 21:43

  الأولوية اليوم وقف حرب الإبادة في قطاع غزة وإعادة توحيدها مع الضفة وتحرير...

مقاومة الثورة الفلسطينية ومقاومة الإسلام السياسي

fatah.ps - 31/12/2024 23:40

مقاومة الثورة الفلسطينية ومقاومة الإسلام السياسي باسم برهوم قبل ستين عاما مثل...

أنا لست خائنا يا نافعة!

fatah.ps - 29/12/2024 15:32

  د. رمزي عودة كتب الأستاذ في العلوم السياسية الدكتور حسن نافعة مقالا مهما تحت...

لن نسألها بعد اليوم ..

fatah.ps - 13:12

  كلمة الحياة الجديدة ما زالت حركة حماس تكذب على الناس، و تكذب على نفسها، بحكم...

الكيانية الفلسطينية المستهدفة - بين( إسرائيل) وإيران..!

fatah.ps - 09/Jan 22:49

  الكاتب: د. عبد الرحيم جاموس الكيانية الفلسطينية، ممثلة بمنظمة التحرير...

تباطؤ مفاوضات غزة بالدوحة وسط تشاؤم أميركي وتحفظات على مقترح "حماس" بشأن لجنة الإسناد المجتمعي

almaghribtoday.net - 05/Jan 07:33

استمرارا لجهود الوسطاء للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بحث وزير الخارجية...

"نحن ضد السلطة الفلسطينية فقط" !!!!!

fatah.ps - 09/Jan 22:49

   موفق مطر فرض سلطة القانون والنظام، ومنع تنامي عصابات الخارجين على القانون،...

الحركة وسفارة فلسطين في القاهرة :  إحياء انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة في عامها ال60 بالعهد والوفاء

fatah.ps - 31/12/2024 22:18

  اعلام فتح / تحت رعاية الرئيس محمود عباس، أحيت سفارة دولة فلسطين بالقاهرة، وحركة...

بعد 15 شهراً من الحرب.. على ماذا تراهن حركة حماس؟

fatah.ps - 09/Jan 22:49

  رامز المغني* خمسة عشر شهراً مرت على حرب الإبادة الجماعية في غزة، بعد مغامرة حماس...

ستون عاماً من الثورة.. النصر آت ؟

fatah.ps - 07/Jan 02:20

  د. فوزي علي السمهوري يحتفل الشعب الفلسطيني بالذكرى الستين لانطلاقة حركة فتح في...

Les derniers communiqués

  • Aucun élément