Maroc - FATAH.PS - Ala Une - 17/Nov 23:35

منتخب فلسطين في بلباو.. وتعاظم كرة "الحرية لفلسطين"

   موفق مطر عندما تتبنى شعوب الدول المستقلة وتساند حق شعبنا الفلسطيني بالحرية والاستقلال، وتجسد قناعتها بمظاهرات سلمية هادفة بشعاراتها ودعواتها وأهدافها، أو بتنظيم فعاليات جماهيرية نوعية غير مسبوقة، فهذا برهان على صواب رؤيتنا بضرورة توازي العمل في ساحات جماهيرية وثقافية ذات سمة إنسانية خالصة مع عمل ممنهج ومنظم في ميادين السياسة الاقليمية والعالمية والقانون الدولي، وضرورة توسيع خططنا لتبلغ ما بعد حدود إقناع حكومات وبرلمانات وأحزاب، ما يعني تركيز وتكثيف ومنهجة عملنا بروح وطنية خالصة في أوسع الميادين الشعبية، كالرياضة نموذجا وكرة القدم باعتبارها الأوسع بمعيار الحضور الجماهيري، وتأثير مواقف النوادي واللاعبين المشهورين فيها من القضايا الانسانية والسياسية على الجماهير. ولنقرأ ما قاله جاغوبا أراسّاتي مدرب منتخب اقليم الباسك في اسبانيا تعليقا على استقبال الجماهير الاسبانية في مدينة بلباو الملقبة "بكاتدرائية كرة القدم" وحفاوة مواطنيها وسكانها اللامسبوقة بمنتخب فلسطين لكرة القدم (الفدائي) على ملعب سان ماميس وفي ارجاء المدينة ايضا: "لم أشهد في حياتي مثل هذا المشهد فقد جسّد ما يمكن لكرة القدم أن تصنعه بعيداً عن النتائج والتكتيك" وبالمقابل صدق مدرب منتخب فلسطين ايهاب ابو جزر الذي بكى متأثرا أثناء عزف النشيد الوطني الفلسطيني لأول مرة في ملعب بأوروبا في مباراة ودية، عندما وصف المشهد بقوله: "إنها لحظة صنعت التاريخ.. إنه أهم يوم يمثل قصة ألم وقصة أمل". أما صحيفة الغارديان البريطانية الأوسع انتشارا فقد اعتبرت أن الحدث حمل أبعادا تجاوزت المفهوم السائد حول المباراة الودية، ووصفته بأنه: "إحدى أقوى صور التضامن الرياضي في أوروبا خلال السنوات الأخيرة". وقبل تقديم ما يمكن اعتباره صورة قلمية ليوم فلسطين التاريخي في الباسك الاسبانية، نقرأ المفهوم الفلسطيني للرياضة كما قدمها الفريق جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وهو بالمناسبة أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح حيث رأى الرياضة: "جسرا بين الشعوب ولغة لا تحتاج إلى ترجمة، ورسالة إنسانية"معتبرا الاستقبال العظيم اللامسبوق لمنتخب فلسطين منصة تضامن شعبي واسعة مع القضية الفلسطينية..فجمهور الباسك قدّم موقفا إنسانيا في صورة تعكس وعي الشعوب ورفضها للظلم.. ما يؤكد حضور فلسطين في وجدان الشعوب الحرة ووصول رسالتها الى العالم رغم الظروف الصعبة". وهنا نؤكد دعوة رئيس الاتحاد للأطر السياسية والرياضية لقراءة دقيقة للمشهد التضامني التاريخي وغير المسبوق في تاريخ القضية على صعيد جماهير الرياضة والبناء عليه، باعتباره محطة مهمة عاكسة للتحوّل المتزايد في المزاج الشعبي الأوروبي تجاه فلسطين".  نبدأ برسم صورتنا القلمية بمعنى رفع نسخة ضخمة من لوحة فنية معروفة بعنوان "غيرنيكا" للفنان الاسباني الأشهر بابلو بيكاسو وهو اسم المدينة التي ترمز للإباء ورفض الانكسار، رغم تدميرها من الجو بسلاح فيلق الكندور الألماني وفيلق التدخل السريع افياسيون من القوات الجوية الايطالية خلال الحرب الأهلية الاسبانية 1936- 1937 حيث قَصف المدنيين اسنادا للجنرال فرانسيسكو فرانكو المشهور بلقب الدكتاتور، الذي حظيت اسبانيا بالديمقراطية بعد ازاحته عن الحكم 20 نوفمبر 1975.. الى جانب عشرات آلاف النسخ من علم فلسطين والباسك واسبانيا، مع دخول لاعبي المنتخب الفلسطيني وبأيديهم ورود بيضاء ترمز لأطفال فلسطين ضحايا الابادة الصهيونية التلمودية في قطاع غزة، ووشحوا لاعبي منتخب الباسك بالكوفية الفلسطينية، على وقع هتاف الجماهير: "الحرية لفلسطين" رفعت يافطات: "أوقفوا الإبادة الجماعية".. فيما شوارع احتشد فيها عشرات الآلاف رفعوا الورود ايضا تخليدا للرياضيين الفلسطينيين الشهداء. عشب ملعب ساميس في مدينة بلباو الباسكية الاسبانية شهد في ليلة تاريخية على تفتح زهور "الحرية لفلسطين" في ميادين المنافسات النبيلة، لتؤكد تطلع الشعوب الحرة نحو وضع حد للصراعات الدموية الى الأبد، وتعميم منطق السلام.