X

Vous n'êtes pas connecté

Maroc Maroc - ALITTIHAD.AE - الرئيسية - 26/Mar 20:15

صحا مفزوعاً في ليلة رمضانية

في ساعة حمى وطيسها، إذ صحا الصغير ليلاً، ولم يجد أمه، نهض من الفراش وراح يجوس يمنة ويسرة لعله يجد لها أثراً، ولكن المحاولات باءت بالفشل، والخوف بدأ ينشب أظفاره في صدره الصغير، وخيال الطفولة اشتعلت نيرانه، والصور الخيالية تراكمت على رأس الصغير، وكلما سمع مواءً ارتجفت فرائصه، أو سمع نباحاً، ولم يجد بداً من أن يهرع خارج الخيمة، والوقوف عند عتبة الباب، وإثراء الفضاء بصوت كأنه صفير العاصفة. ولكن لا جدوى فالأم لم تبزغ بعد، والظلام ينعكس على الوجود مثل ظهر سلحفاة عملاقة، خرجت من مغارة، والنجوم ترسل بصيصاً فاشلاً لا يمنع حلول الظلام، والوقت يزحف على صدر الصغير مثل جرافة خربة. مضى أكثر من ساعة، ولا وميض يقشع غلالة الخوف من قلب الصغير، واقتنع الصغير بعد حين من الانتظار بأن أمه حدث لها طارئ، أو ربما غادرت البيت ولن تعود، وكل الأطفال يعتقدون أن غياب الأم يعني غياب عاطفة الأمومة، وفكر الطفل الصغير بأن أمه لم تعد تحبه، وأنها لن تعود إلى البيت.

Articles similaires

Les derniers communiqués