Maroc - ALITTIHAD.AE - الرئيسية - 16/Jun 21:09

3 تحولات لتعزيز فعالية وتحسين سلاسل التوريد

حسام عبدالنبي (أبوظبي) يعيد التحول الرقمي تشكيل سلاسل التوريد العالمية، في ظل التحديات الحالية، والتي تمثل في الوقت ذاته فرصة للاستفادة من التحول الرقمي في إدارة وبناء سلاسل توريد مرنة قادرة على التكيف بسرعة مع الاضطرابات مع اغتنام الفرص الجديدة، حسب تقرير صادر عن «هيريوت وات دبي»، مؤكداً أن التحول الرقمي يعمل على إعادة تشكيل العمليات التجارية بشكل أساسي من خلال الاستفادة من التقنيات الثورية لتعزيز خلق القيمة وتقديم سلع وخدمات متميزة للمستهلكين عبر تقارب الابتكارات المتطورة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء والروبوتات والتصنيع الإضافي وسلسلة الكتل.  وأشار التقرير، إلى أن سلاسل التوريد شهدت تحولات كبيرة في ثلاثة مجالات أساسية، أولها التركيز على العملاء كأولوية، مع التركيز على الشراكات الدائمة على علاقات المعاملات بحيث تعمل الأدوات الرقمية على تحسين تجارب العملاء، وذلك باستخدام البيانات لتحويل العملاء غير الراضين إلى عملاء أوفياء، متوقعاً أن يرتفع حجم سوق إدارة سلسلة التوريد العالمية من 15.85 مليار دولار في عام 2019 إلى 37.41 مليار دولار بحلول عام 2027، بمعدل نمو سنوي يبلغ 11.2%.وقال التقرير، إن ثاني المجالات التي شهدت تحولات تمثلت في خضوع إدارة العمليات لإصلاح شامل، وإعادة كتابة بروتوكولات سلسلة التوريد باستخدام المصادر التنبؤية، والمشتريات الآلية، والعقود المدعومة بسلسلة الكتل، والتصنيع الذكي، واتخاذ القرارات القائمة على البيانات، منوهاً بأن ثالث التحولات يتضمن تشكيل البيانات والتكنولوجيا العمود الفقري، بحيث تعمل على تشغيل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والروبوتات والرؤى في الوقت الفعلي التي تعتبر ضرورية لتعزيز فعالية سلاسل التوريد وتحسينها.تطورات القطاعووفقاً لتقرير جامعة « هيريوت وات دبي»، فإن سلاسل التوريد العالمية شهدت تطوراً كبيراً في الآونة الأخيرة حيث أقنع هذا التحول الشركات بضرورة إعادة ضبط استراتيجياتها وتبني نهج أكثر شمولية من أجل تعزيز القدرة على الصمود في مواجهة الاضطرابات وأيضاً تسخير التكنولوجيا والفرص الناشئة. وأوضح أن التطورات الرقمية، بما في ذلك التقدم التكنولوجي ومخاطر الأمن السيبراني، تتطلب سلسلة توريد مرنة ومتكاملة تقنياً، وعلاوة على ذلك، تؤكد التأثيرات المتصاعدة لتغير المناخ على الحاجة الملحة إلى الممارسات المستدامة، ما يدفع الشركات إلى مراعاة العوامل البيئية في قراراتها المتعلقة بسلسلة التوريد، مشيراً إلى أن الشركات أصبحت مطالبة ببناء سلاسل توريد مرنة قادرة على التكيف بسرعة مع الاضطرابات مع اغتنام الفرص الجديدة، عبر إعادة التفكير في سير العمليات، واعتماد تقنيات مبتكرة، وتعزيز العلاقات التعاونية عبر شبكة التوريد، وتالياً ضمان الاستدامة والميزة التنافسية في مشهد عالمي سريع التغير.الاتجاهات الرقميةوفيما يخص قدرات التكنولوجيا على تعزيز الكفاءة والاستجابة والتركيز على العملاء، أفاد تقرير «هيريوت وات دبي»، بأنه وفقاً لاستطلاع الاتجاهات الرقمية في سلسلة التوريد لعام 2023 الذي أجرته شركة برايس ووترهاوس كوبرز، فقد تبنت غالبية الشركات المصنعة (53% من المشاركين) «الاعتماد الكامل» لمنصات البيانات القائمة على السحابة، وتقنيات إنترنت الأشياء، والخدمات المتصلة. وأضاف التقرير أن 35% من تلك الشركات طبقت المسح الضوئي والتقاط البيانات الذكية بشكل كامل باستخدام تقنية التعرف الضوئي على الحروف (OCR)، ما يظهر أن العديد من الشركات في مختلف الصناعات تستثمر في التحول الرقمي لتعزيز كفاءات سلسلة التوريد الخاصة بها، منوهاً بأن شركات مثل «وول مارت» و«أمازون» ركزت بشكل متزايد على التقنيات المعتمدة على البيانات والذكاء الاصطناعي لتحسين سلاسل التوريد الخاصة بها، وتحسين إدارة المخزون، وتلبية متطلبات المستهلكين المتغيرة بشكل أكثر فعالية.جهود التحول الرقميوقالت مُعدة التقرير، الدكتورة شيرين نصار، المدير العالمي للدراسات اللوجستية ومدير برنامج ماجستير اللوجستيات وإدارة سلسلة التوريد في «جامعة هيريوت وات دبي»، إنه على الرغم من التحقق من مزايا الخدمات اللوجستية ورقمنة سلسلة التوريد، إلا أن معدل نجاح التنفيذ الفعلي أقل بكثير من التوقعات حيث كشف استطلاع عالمي أن أكثر من 70% من المبادرات الرقمية تفشل، ويرجع ذلك إلى أن الجهود المبذولة في مجال التحول الرقمي تركز بشكل أساسي على تحسين الأعمال ضمن سياق تشغيلي، بدلاً من التركيز على تحويل الأعمال باعتباره اتجاهاً استراتيجياً، منوهة بأن الشركات لا تهدف حقاً إلى إعادة اختراع الطريقة التي تحتاجها الأعمال للتطور في التكوين الرقمي، ولكنها تهدف فقط إلى تحسين الهياكل والعمليات الحالية باستخدام التقنيات الرقمية.ودعت نصار، الشركات إلى دمج التحول الرقمي في استراتيجية وخطط العمل مع مسار تنفيذ واضح إذ لا تزال مشاريع التحول تتنافس مع الأولويات الأساسية بما في ذلك خفض التكاليف والكفاءة وتكافح من أجل إثبات أن هذه الاستثمارات تؤتي ثمارها، مشددة على ضرورة عدم التركيز فقط على التقنيات الجديدة المحتملة دون إنشاء فهم شامل لمستوى نضج الأعمال الذي يمكن أن تستفيد فيه الشركة من التقنيات الرقمية، ومبينة في الوقت ذاته أن التقارير العالمية تشير إلى أن 85% من المديرين التنفيذيين ذكروا أن النضج الرقمي أمر بالغ الأهمية للنجاح التنظيمي. مهارات الموظفينحسب الدكتورة شيرين نصار، فإن ندرة الموظفين المؤهلين المتخصصين في هذا المجال، يعد من أهم العوائق الكبيرة أمام رقمنة سلاسل التوريد لاسيما وأن التنفيذ أظهر تركيزاً أكبر على القدرات التقنية وتركيزًا أقل على قدرات العمليات والأفراد. وذكرت أن نجاح المبادرات الاستراتيجية المتعلقة برقمنة سلسلة التوريد، مثل تحليل البيانات والنمذجة الإحصائية وتخطيط الطلب وإدارة المخزون، يعتمد على امتلاك الخبرة الخاصة بالصناعة، ومع ذلك، فإن صناعة سلسلة التوريد تعاني من نقص في المهنيين المهرة في هذه المجالات الحيوية. وأشارت إلى أن الجامعات تلعب دوراً محورياً في سد فجوة المهارات داخل قطاع سلسلة التوريد حيث يمكن للتعاون بين الأوساط الأكاديمية والصناعة أن يسهل تطوير برامج تعليمية مخصصة تلبي المتطلبات المحددة لإدارة سلسلة التوريد الرقمية، مختتمة بالتأكيد على أنه يمكن للجامعات تحديث مناهجها الدراسية لتشمل أحدث التقنيات والخبرات العملية.