X

Vous n'êtes pas connecté

Maroc Maroc - ALMAGHRIBTODAY.NET - الرئيسية - 25/Feb 19:32

مدنية فيلم يوثق الثورة السودانية بعدسة الواقع والإنسان

"في لحظات الثورة، لم تكن الكاميرا مجرد أداة تسجيل، بل نافذة تطل على الحقيقة، توثق الأحلام التي اشتعلت وسط الدخان، وترصد ملامح الخوف والأمل على وجوه المتظاهرين. كنتُ هناك، في قلب الأحداث، أتنقّل بين الشوارع والساحات، ألتقط مشاهد لن تتكرر، وأدرك أن ما أسجله ليس مجرد صور، بل ذاكرة وطن تُوثق بعدسة الكاميرا". بهذه الكلمات، يختصر المخرج محمد صُباحي رحلته مع فيلم الوثائقي "مدنية"، الذي لم يكن مشروعًا مخططًا أو مدروسًا بقدر ما كان استجابة فطرية للحظة فارقة في تاريخ السودان. لم يكن صباحي مجرد مراقب، بل كان جزءًا من الحراك الشعبي، يسجل تحولاته وتحدياته، ويرصد تفاصيله الدقيقة التي غالبًا ما تتوارى خلف العناوين العريضة للأحداث. ومع تسارع وتيرة الثورة، بات واضحًا أن هناك قصة يجب أن تُروى، ليس فقط عن المظاهرات، بل عن الأحلام التي تأجّجت، والمخاطر التي واجهها السودانيون في مسيرتهم نحو التغيير. لذلك "مدنية" لم يكن مجرد فيلم وثائقي عن الثورة، بل شهادة حيّة على روحها، وعدسة التقطت ما عجزت الكلمات عن وصفه. لم يكن مدنية نتاج تخطيط مسبق، بل جاء كرد فعل طبيعي على تطورات المشهد. يوضح صُباحي ذلك قائلًا: "عشتُ تفاصيل الثورة بكل جوارحي، لم أكن مجرد مخرج يحمل كاميرا، بل كنتُ جزءًا من الحدث، أعايشه بكل أبعاده. مع تصاعد الحراك، شعرت أن هناك لحظة تستحق أن تُوثّق، ليس فقط من منظور سياسي، بل إنساني أيضًا. لم تكن القصة عن المظاهرات وحدها، بل عن الحلم الذي قاد السودانيين إلى الشارع، وعن التحديات التي واجهتهم في مسيرتهم الطويلة نحو الحرية. الفيلم كان طريقتي للمشاركة في هذه اللحظة الفارقة، وتاريخها بعدسة قريبة من نبض الشارع". الفصل بين الدور المهني والانتماء الشخصي لم يكن سهلًا، إذ وجد صُباحي نفسه أمام معادلة صعبة: كيف يحافظ على موضوعيته كمخرج، وهو في الوقت ذاته جزء من الثورة؟ عن هذه التحديات، يقول لـ"العربية.نت": "لم يكن الأمر سهلاً، فالحدود بين كوني مخرجاً وكوني مواطناً كانت غير واضحة. لكنني رأيت أن دوري كمخرج هو امتدادٌ لدوري كمواطن، وأن مسؤولية التوثيق لا تقل أهمية عن أي شكل آخر من أشكال المشاركة. كنتُ مدفوعًا برغبة عميقة في حفظ هذه اللحظات، ليس كمجرد مشاهد عابرة، بل كشهادات حيّة قد تصبح يومًا ما جزءاً من ذاكرة الوطن. حاولتُ أن أترك الكاميرا تنقل الحقيقة كما هي، دون تدخل أو تحريف، رغم أن المشاعر كانت أحيانًا أقوى من أي عدسة". لم يكن التصوير مجرد توثيق هادئ للأحداث، بل مغامرة محفوفة بالمخاطر. عن أصعب اللحظات التي مر بها، يقول صُباحي: "الظهور في قلب المواجهات لم يكن قراراً سهلاً، خاصة مع الوحشية والقمع التي قوبل بها المتظاهرون، لكنه كان ضروريًا لإيصال الصورة كاملة. في إحدى المرات، وجدتُ نفسي بين صفوف المتظاهرين في لحظة تصاعد فيها العنف بشكل مفاجئ، كان الرصاص يتطاير، والدخان يملأ المكان، والناس يركضون بحثًا عن ملجأ من هراوات الشرطة الغليظة. في تلك اللحظة، تساءلتُ: هل أواصل التصوير أم أتوقف؟ لكنني كنتُ مدركًا أن هذه المشاهد لا يمكن أن تضيع، لأن التوثيق ليس مجرد تسجيل، بل مسؤولية تجاه كل من خاطر بحياته من أجل هذا الحلم". يروي الفيلم الثورة من خلال ثلاث شخصيات محورية، لكن لماذا وقع الاختيار عليهم تحديدًا؟ يجيب صُباحي: "لم يكن هناك سيناريو مُعد سلفًا، بل كنتُ أبحث عن وجوه تعكس جوهر الثورة. كنتُ أرغب في توثيق التجربة من منظور أشخاص عاديين، أناس وجدوا أنفسهم في قلب الحدث دون تخطيط، لكنهم حملوا على عاتقهم أحلام التغيير. خلال التصوير، قابلتُ ست شخصيات، لكن في النهاية، ركّزنا على ثلاثة فقط، لأن قصصهم كانت الأكثر تعبيرًا عن روح الثورة. كان من الصعب استبعاد بعض الشخصيات، لكن طبيعة السرد فرضت علينا اتخاذ قرارات تحريرية لضمان تماسك الفيلم وانسيابية إيقاعه". بعد عرض "مدنية"، أدرك صُباحي أن الفيلم تجاوز كونه مجرد توثيق للأحداث، ليصبح جزءًا من الذاكرة الجمعية للسودانيين. عن ردود الفعل التي تلقاها، يقول: "ما لمسني حقًا هو التفاعل العاطفي مع الفيلم. بعض المشاهدين شاهدوا الأحداث كما لو كانوا يعيشونها من جديد، والبعض تساءل عن مصير الثورة بعد كل تلك التضحيات. الفيلم لم يكن مجرد استعراض للوقائع، بل شهادة على زمن فارق، ورسالة تقول إن ما حدث لن يُنسى ولن يُمحى إلى الأبد. فالتاريخ يُكتب بطرق عديدة، وأحيانًا، تكون الصورة أبلغ من أي كلمات. قد يهمك ايضا الجيش السوداني يعلن السيطرة على مدينتي الأبيض والقطينة   الجيش السوداني يسيطر على النيل الأبيض واشتباكات ضارية في الخرطوم

Articles similaires

Sorry! Image not available at this time

رصدت انسحاب الجيش العراقي والكويتيون قاتلوا بصمود

albiladpress.com - 25/Feb 00:09

دخلت الكويت بالغزو والتحرير وشهدت الدمار والمعاناة جنرال أميركي أبلغني بتحرير...

Sorry! Image not available at this time

الفيلم الفلسطيني “لا أرض أخرى”… شهادة سينمائية تصرخ بالحق في وجه الظلم

gulf-tourism.net - 03/Mar 20:26

في ليلةٍ من ليالي الفن التي يُفترض أن تكون احتفالًا بالجمال، صعدت فلسطين إلى خشبة...

Sorry! Image not available at this time

بدء تصوير مسلسل "قيصر" بعد التغييرات في سوريا

albiladpress.com - 25/Feb 18:43

  دارت كاميرا المخرج صفوان مصطفى نعمو معلنةً انطلاق تصوير مسلسل "قيصر"...

Sorry! Image not available at this time

لجديدة .. المركز الصحي بسيدي بوزيد يكرّم لطيفة غمود بمناسبة تقاعدها بعد 41 عامًا من العطاء

blazwaktv.com - 25/Feb 15:35

بعد ازيد من اربعة عقود من العمل المتواصل، وبعد رحلة طويلة من العطاء والتفاني،...

Sorry! Image not available at this time

د. محمد صالح طالب بحريني عاش فترة الغزو والتحرير: العراقيون حفروا أنفاقا بالقرب من سكن طلبة الجامعة

albiladpress.com - 25/Feb 00:29

عشنا فترة من الزمن لا نرى الشمس بسبب دخان حريق آبار النفط اليوم الأول للغزو عصيب...

Sorry! Image not available at this time

تجربة استثنائية تعزز القيادة والابتكار وتخطي التحديات

albiladpress.com - 22/Feb 09:51

أكد الفائزون في المشروع الوطني "لامع" أهمية الاستثمار الحقيقي في الطاقات...

Sorry! Image not available at this time

راقٍ يتسبب في موت مريضة بالسرطان حاملة للدكتوراه وزوجة بروفيسور

tamghrabit24.ma - 02/Mar 13:27

في مشهد يثير الأسى ويجسد التناقض المرير بين العلم والخرافة، طوت المحكمة...

Sorry! Image not available at this time

من شغف التطريز إلى العالمية بلمسة تراثية

albiladpress.com - 24/Feb 07:01

في رحلة بدأت منذ أكثر من 12 عامًا، استطاعت مصممة الأزياء التراثية مناف عبيدات أن...

Sorry! Image not available at this time

تفاصيل مروعة..هكذا «أعدم» الجيش الإسرائيلي فلسطينيا وزوجته بغزة

al-ain.com - 20/Feb 11:38

لو لم يكن تحقيقا في الواقع لاعتقدت أن ما تقرأه هو جزء من فيلم رعب، لكن ما كشفه...

Sorry! Image not available at this time

زينب حبيب تجربة ملهمة مع مرض السّماك النادر

albiladpress.com - 27/Feb 22:06

أن تكون صاحب مرض نادر، فيلزمك أن تكون نادرا في قدراتك كندرة مرضك، واستثنائيا في...

Les derniers communiqués