Maroc - DISPRESS.MA - A La Une - 23/Jun 19:15

يوميات مسافر إلى كندا

فنان المهجر، عروض بالشارع “مونتريال” مدينة ناطحات السحاب، و الشوارع الواسعة، و الازدحام و الاختناق المروري، و الأشغال في كل مكان، و المساحات الخضراء الشاسعة، التي تزينها نباتات متنوعة و جميلة، تمت بستنتها في هندسة ملفتة للانتباه، و أسراب الحمام الكثيرة و السناجب، و حتى الشوارع تزينها أشجار خضراء باسقة وارفة الظلال، و جنسيات مختلفة تستمتع بالتجوال بفضاءات المدينة. استوقفني أثناء تجوالي وسط المدينة، فنان يغني أغاني لبنانية، مستعملا مكبرات الصوت بطريقة الكراوكي، وقفت أستمع إليه وهو يؤدي أغان عربية و مشرقية بصوت رائع، ثم بعد ذلك قدم أغان بالإنجليزية أمريكية و كندية، باحترافية كبيرة، و الناس يمرون جيئة وذهابا، منهم من يهتم فيقف ليدندن مع إحدى الاغنيات أو يرقص، و قد يضع له بعض الدولارات في علبة وضعها أمامه، ومنهم من يمضي تاركا ابتسامة شكر و تحية للفنان، الذي يبادله نفس الابتسامة و التحية، و من الناس من يمضي من دون أن ينتبه للفنان و عرضه. الفنان اللبناني يقدم عروضه الغنائية المتنوعة، لا تفارقه ابتسامة الاستمتاع بأداءه، مما جعلني أمضي وقتا و أنا أستمع إلى أغانيه، و أراقب تجاوب الناس و السياح المختلفين، من دون أن أشعر بالملل، ثم تبادلنا التحية و شكرني على المتابعة. و أنا أغادر، استنتجت أن يكون هذا الفنان فعلا مبدعا، غير أنه لم يجد دعما و لا مجالا لإبداعه و طاقاته في وطنه، ففضل أن يكون فنان عروض شارع في بلاد المهجر، يستمتع و يكتفي بدولارات تغنيه عن إكراهات في وطنه، حيث يباع الفن ويشترى، و تمنح الشهرة و الظهور للتافهين.