Maroc - DISPRESS.MA - A La Une - 23/Jun 17:15

وادي زم.. مدينة العطش

الحبيب ثابت من أبسط حقوق الإنسان في هذا الزمن بالذات، أن يفتح الإنسان صنبوره فيجد ماء يشربه أو يغتسل به، و في حالات أخرى يقضي به حاجاته البيولوجية، إذ الماء لا غنى عنه بالنسبة لسائر المخلوقات، لكن في مدينة مثل مدينة وادي زم، المسؤولون لهم مفاهيم أخرى لا زالوا يلقنونها للساكنة، ألا وهي دفعهم إلى التعود على العيش بدون حاجة لهذه المادة الحيوية. و هذا من سابع المستحيلات، و خاصة في هذا الوقت بالذات الذي يسجل فيه الطقس ارتفاعات قياسية في درجة الحرارة، حيث يحتاج الإنسان إلى مياه للشرب و أخرى للاستحمام و الأغراض المنزلية. ففي هذه الأيام ترى المواطنين و هم يدفعون عربات صغيرة محملة ببعض البراميل، و آخرون يتنقلون بسياراتهم بحثا عن آبار الخواص في أطراف المدينة ،ثم بعد ذلك ينضمون إلى صفوف طويلة، تاركين أشغالهم و التزاماتهم، بحثا عن الماء الذي يؤدون فواتيره المرتفعة كل شهر، و أنتم تعرفون عواقب استعمال مياه الآبار غير المعالجة، و تأثيرها على الصحة العامة!!! فمتى إذا ستكون لهؤلاء المسؤولين ضمائر تحاسبهم، لتقول لهم أنكم تقلدتم المناصب و المسؤوليات من أجل راحة المواطن، و ليس من أجل تعذيبه، أم يكفي أن لكم “فيلات” حُفرت بها آبار، تجعل بإمكانكم الاستغناء عن مياه الشبكة؟ إنه يا سادة الاحتقار و الاستخفاف في أبشع صوره تجاه مواطنين مغلوبين على أمرهم.