Maroc - DISPRESS.MA - A La Une - 20/Aug 12:03

وادي زم.. المدينة المنسية

الحبيب ثابت – استمدت هذه المدينة اسمها من أسد “إيزم” بالأمازيغية ،كان يعيش قديما في الوادي، و قد أظهر سكان هذه المدينة شجاعة منقطعة النظير في مقاومة المستعمر الفرنسي الذي صدق أنه لايمكن أن ينهزم و لا يمكنه أن يغادر المغرب، مما أعطى لهذا الاسم “إيزم” مصداقية كبيرة. فقد هبت قبائل “السماعلة” و “بني سمير” و كل القبائل المجاورة للمدينة، هبة عنيفة متسلحة بكل الوسائل المتاحة، لتلقن المستعمر درسا قاسيا رغم توفره آنذاك على ترسانة من الأسلحة المتطورة و الجيوش المدربة. و لا زالت الأهازيج الشعبية تؤرخ لذلك الحدث العظيم حيث تُذكر أسماء بعض الأبطال الشهداء مثل: “الشهيد بن داوود دويدة ولد لحلال مات في المحال “، و كذلك “أيامك يا واد زم را الزناقي حملت بالدم”، و الكثير من الأهازيج التي تصب في نفس الموضوع، موضوع المقاومة. و كان أن خرج المستعمر مدحورا و دون رغبة منه، بعدما امتدت الثورة إلى كثير من المدن المغربية، ليُعلن عن رجوع الملك “محمد الخامس” المنفي، و إثر ذلك حصول المغرب على الاستقلال. و يبقى الحديث الآن عن الجزاء الذي نالته هذه المدينة:إنه لاشيء بل كل شباب هذه المدينة هاجروا كل بطريقته، إلى الدول الأوروبية نظرا لعدم وجود معامل أو شركات يمكن أن تحتويهم، و أغلبهم الٱن عمروا السجن نظرا لقيامهم بأنشطة محظورة، أما المكتب الشريف للفوسفاط الذي توجد هضبة الفوسفاط على جزء كبيرمن أراضيه، فلم يعد يوظف أحدا من سكان المدينة بل تركهم و حظهم مع شركات المناولة التي تستغلهم بأجور هزيلة رغم الأعمال المضنية التي يقومون بها. إن مدينة مثل هذه، كان حريا بها أن تكون على قائمة المدن المغربية التي تتمتع بقدر كبير من المؤسسات،...