Maroc - DISPRESS.MA - A La Une - 24/Aug 14:19

انتشار ظاهرة الجرائم ضد الأصول و الفروع

بوشعيب هارة – ظاهرة خطيرة أصبح المجتمع المغربي يُفرزها،و هي ظاهرة ارتكاب الجرائم ضد الأصول أو الفروع، و يبدو هذا من السلوكات الهمجية، لكن هناك أسباب نفسية و اجتماعية هي التي تؤثر في الجاني حتى يرتكب جريمته الشنعاء ضد أبويه أو أبنائه. و هنا لا يستطيع العقل إلا أن يقف حائرا مضطربا لا يستوعب شيئا أمام هذه الظاهرة البشعة. إهانات و شتائم، ضرب مبرح، اعتداءات جنسية، اغتصاب و قتل، أشكال لنوع خاص من العنف قد تتعرض له أم أو أب، ابنة أو ابن بات له صدى داخل المجتمع، بشكل يجعلنا نطرح أكثر من سؤال حول هذا النوع من الجرائم، التي قد يذهب ضحيتها بعض الأصول أو الفروع. و قد شهدت الأيام القليلة الماضية بروز عدد من جرائم القتل ضد الأصول أو الفروع في مناطق عديدة من المملكة، خلفت صدمة لدى الرأي العام الوطني، من قبيل إجهاز رجل على زوجته و أبنائه، أو قتل امرأة لأطفالها، أو إنهاء ابن  لحياة والده أو والدته لأسباب تافهة أو أغراض انتقامية، أو بسبب الإدمان على المخدرات، أو الإصابة بمرض نفسي أو خلل عقلي، و هي كلها أحداث تستوجب المساءلة و البحث لإيجاد تفسير مقنع لانتشار هذا النوع من الجرائم بالبلاد. فتصور أنتَ إنسانا يضع جانبا كل ما فعله أبواه من أجله و يقوم بقتلهما بكل برودة دم، كأنه يقتل حشرات سامة. من هنا يتضح لنا أن المجتمع يقف على شفا جُرفٍ هارٍ، لكن إن قمنا برؤية تحليلية لنفسية ذلك الجاني نجد أن الدافع لا يمكن أن يكون سببه مرض عقلي أو نفسي إلا في بعض الحالات الشاذة، بل إن الدافع الأساسي هو المال، فالمال هو أساس كل جريمة بنسبة...