Maroc - DISPRESS.MA - A La Une - 15/Sep 07:41

تأملات في ما يجري و يصير ببلدنا

الحبيب ثابت و أنت تتأمل مشاهد هؤلاء الشباب وهم يهبون من كل حدب و صوب، من جميع أنحاء المغرب،في اتجاه الشمال، قاصدين الهجرة نحو إسبانيا، لا يمكنك أن تبقى محايدا دون أن تعبر عن رأيك، و لا يمكنك كذلك أن تثق بما تصرح به الحكومة عبر وسائل الإعلام التابعة لها، و التي تحاول أن تقنعنا بأن بلدنا هو في وضعية جيدة من الناحية الاقتصادية، بل و أنه يحاول تحقيق تنمية مستدامة كما يقولون. يكفيك أن تلقي نظرة على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، و هي تصور بعض الشباب و هم يتنقلون نحو مدينة لفنيدق راجلين، لأن السلطات منعتهم من امتطاء، مختلف وسائل النقل، لتتأكد بنفسك أن الأمور ليست بخير، و كما يقول المثل الدارجي:”حتى قط ما تايهرب من دار العرس”. إنه شيء في الحقيقة لا يناسب بلدا مثل بلدنا فيه من الإمكانات الطبيعية و البشرية:واجهتان بحريتان بطول 1500 كيلومتر ،ثروة فوسفاطية كبيرة يمكن أن تتحكم في الغذاء العالمي، سهول خصبة و سدود تغطي تقريبا كافة أنحاء البلد، و بنية سكانية شابة..هذه الأشياء كلها كان بالإمكان أن تجعله في مصاف الدول المتقدمة. حكومتنا يجب أن تأخد العبرة مما يقع و تعتبر، فكل هذا بمثابة مؤشر على أن الأمور ليست بخير، و أن ثروة المغرب الأساسية التي هي شبابه الذي ينتظر أن يكون مستقبله، هو اليوم يحاول الهروب من واقع ليس على ما يرام، و اقع يطبعه قلة الشغل مع الغلاء الفاحش الذي أصبح غولا يلتهم كل شيء، أضف إلى كل هذا عدم توفر أشياء ضرورية مثل الصحة و التعليم.