Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 28/Feb 22:18

قطار الرياض... خطوة عملاقة نحو مستقبل ذكي ومستدام

تشهد العاصمة السعودية الرياض تحولًا نوعيًّا في مجال النقل مع تشغيل محطة قصر الحكم، إحدى المحطات الرئيسة في مشروع “قطار الرياض”، الذي يُعد أطول شبكة قطارات بلا سائق في العالم. وتُشكل هذه المحطة حلقة وصل استراتيجية تربط بين المسارين الأزرق والبرتقالي، مما يسهل التنقل بين أحياء العاصمة، كما تتكامل مع شبكة الحافلات لتوفير تجربة تنقل أكثر انسيابية ومرونة للسكان والزوار. يتميز تصميم محطة قصر الحكم بطابع معماري مستوحى من “العمارة السلمانية”، حيث يجمع بين الحداثة والأصالة ليعكس هوية الرياض المعمارية الفريدة. وتمثل هذه المحطة نقطة التقاء بين ماضي المدينة العريق ومستقبلها الطموح، إذ تخدم العديد من المعالم التاريخية والأسواق التقليدية والمراكز التجارية، ما يجعلها إحدى المحطات الأكثر أهمية في شبكة القطار الجديد. تتمتع منطقة قصر الحكم بأهمية تاريخية كبرى، إذ كانت مركزًا إداريًّا وسياسيًّا منذ الدولة السعودية الثانية، ولا تزال تحتفظ بمكانتها المتميزة حيث تضم العديد من المعالم البارزة مثل إمارة منطقة الرياض، وجامع الإمام تركي بن عبدالله، وساحة الصفاة، وساحة المصمك، وميدان العدل، ومركز المعيقلية التجاري، وسور المدينة القديم مع بواباته التاريخية الشهيرة مثل بوابة الثميري. وتعكس هذه المعالم الارتباط الوثيق بين التراث والتطور الحضري المستمر الذي تشهده العاصمة. ويُعد مشروع “قطار الرياض” نقلة نوعية في قطاع النقل، حيث يمتد لمسافة 176 كيلومترًا، ليكون أطول نظام قطارات بلا سائق على مستوى العالم، ويشكل إحدى الركائز الأساسية لتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 نحو تطوير منظومة نقل مستدامة وذكية. يعتمد القطار على الطاقة الكهربائية النظيفة، مما يساهم في الحد من الانبعاثات الكربونية وتحسين جودة الهواء، كما يتميز بأنظمة تشغيل ذكية تتحكم في السرعة والكفاءة التشغيلية، مما يعزّز تجربة الركاب ويضمن استخدامًا أكثر استدامة للطاقة. وتواكب محطة قصر الحكم المعايير العالمية في النقل الحضري الحديث، حيث تعتمد على أحدث أنظمة المراقبة والتحكم الذكي، إلى جانب التكامل مع تطبيقات الهواتف الذكية التي تتيح للركاب الحصول على معلومات دقيقة عن أوقات الرحلات وحالة القطارات في الوقت الفعلي. كما يتكامل المشروع مع الحافلات ووسائل النقل الأخرى، مما يعزّز من كفاءة شبكة المواصلات في العاصمة ويجعلها أكثر ملاءمة لاحتياجات سكانها وزوارها. وبحسب الدكتور ماهر شيرة، مدير عام أول الإدارة العامة للمدن الذكية في الهيئة الملكية لتطوير الرياض، فإن المشروع لا يقتصر على كونه وسيلة نقل متقدمة، بل يمثل خطوة استراتيجية نحو بناء مدينة ذكية متكاملة تدمج بين الاستدامة والابتكار والتخطيط العمراني الحديث. وبذلك، تتحول الرياض إلى نموذج عالمي في تطوير أنظمة النقل الحديثة، حيث يجمع “قطار الرياض” بين الاستدامة والذكاء والهوية المعمارية المتميزة، ليكون أكثر من مجرد وسيلة نقل، بل بوابة نحو مستقبل حضري متكامل ومزدهر.