Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 21/Jun 23:00

الــزراعـــة العمـــوديـــة.. مستقبــل الأمـــن الغــذائــي

عضو منظمة بحرين مونيتور للأغذية: الزراعة العمودية تحقق الأمن الغذائي تتجه المملكة العربية السعودية إلى أسلوب جديد في الزراعة ألا وهو الزراعة العمودية، وذلك للمساعدة في تقليل حدة التصحر في منطقة الشرق الأوسط، والذي من الممكن أن يهدد إمدادات الأغذية في المنطقة في المستقبل. وأعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي عن توقيع اتفاقية مع “إيروفارمز” الأميركية، بغرض تأسيس شركة مقرها في مدينة الرياض تهدف إلى إنشاء مزارع عمودية داخلية في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتسعى الاتفاقية للمساهمة في الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية والأراضي الزراعية؛ عبر تبني تقنيات الزراعة العمودية الداخلية، التي لا تتطلب استخدام الأراضي الصالحة للزراعة، وتستهلك كميات أقل من المياه بنسبة 95 % مقارنةً بطرق الزراعة التقليدية، وبما يضمن وفرة الإنتاج في المحاصيل الزراعية. ومن المتوقع أن تسهم الشراكة في توفير محاصيل محلية عالية الجودة على مدار السنة، من خلال استخدام تقنية الزراعة الذكية الخاصة بـشركة “إيروفارمز”، حيث تستهدف الشركة إنشاء وتشغيل العديد من المزارع في المنطقة خلال السنوات القليلة المقبلة، ومن المتوقع أن يصل حجم الطاقة الإنتاجية السنوية لأول مزرعة بالمملكة ما يعادل 1.1 مليون كغم من المحاصيل الزراعية لتكون الأكبر من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتتماشى الاتفاقية مع استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة التي تركز على تطوير وتمكين القطاعات الواعدة، ومن ضمنها قطاع الأغذية والزراعة، إلى جانب توطين التقنيات الزراعية الجديدة وتطوير الصناعات الغذائية بالشراكة مع القطاع الخاص المحلي وذلك بهدف المساهمة في تحسين الميزان التجاري للمملكة وتعزيز مكانة المملكة في مجال الزراعة العمودية بالمنطقة. وتتمتع شركة “إيروفارمز” الرائدة في مجال الزراعة العمودية بسمعة عالمية في مجال الزراعة العمودية الداخلية وبناء مزارع ذات طاقة إنتاجية عالية لتقديم منتجات زراعية عالية الجودة تراعي أحدث التقنيات المتطورة. كما تضم الشركة فريقاً يتميز بمستويات عالية من الخبرة في مجال الأبحاث والتطوير. وقامت شركتان سعوديتان متخصصتان في التكنولوجيا الزراعية، وهما “مورق” و”ياس هيلث جروب” بتأسيس مشروع مشترك يسمى بـ ”شركة المزارع العمودية”، حيث قامت بإنشاء شبكة من المزارع العمودية في مختلف أنحاء السعودية، ودخلت تلك المزارع العمودية حيز التشغيل في العام 2023. والزراعة العمودية تعني القيام بإنماء الأغذية والأطعمة في طبقات مرصوصة عمودياً فوق بعضها البعض داخل أماكن مغلقة. معتمدة في ذلك على استخدام وتطويع التكنولوجيا لزراعة النباتات في الهواء والماء وليس التربة. فهناك بعض المزارع العمودية التي تستخدم الأسماك من أجل تزويد النبات بالعناصر الغذائية المهمة. وهناك البعض الآخر الذي يعتمد على المحاليل التي تحتوي على تلك العناصر الحيوية. ويتم استخدام الضوء الصناعي بديلاً عن ضوء الشمس. وتهدف الزراعة العمودية إلى التعامل مع الزيادة السكانية المطردة وتراجع مساحة الأراضي الصالحة للزراعة يوماً بعد يوم. الأمر الذي ينتج عنه تهديدا كبيرا للأمن الغذائي، وتتحلى الزراعة العمودية بالعديد من المزايا، أبرزها أنها لا تحتاج إلى مساحات واسعة كالزراعة التقليدية، ولكن يكفي وجود مساحة صغيرة لتأسيسها، وبالإضافة إلى أنها لا تحتاج إلى مياه غزيرة أو كيماويات كثيرة لنموها، مما يساهم بصورة كبيرة في مساعي الحفاظ على البيئة. مستقبل الأمن الغذائي وقال حسين الوسطي عضو منظمة بحرين مونيتور للأغذية “bahrainfoodmonito” التابعة لمركز الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للاستثمار، إن الزراعة العمودية هي إحدى أفضل الحلول لمستقبل الأمن الغذائي حول العالم. وأوضح أن الصناعات الغذائية وخصوصاً الزراعة العمودية تحقق الأمن الغذائي ونأمل من مجتمع الأعمال الانتقال من الزراعة التقليدية إلى الزراعة الحديثة واستخدام سبل التكنولوجيا والعالم الرقمي الحديث في تعزيز منظومة الأمن الغذائي في الدول العربية وكذلك العمل على استراتيجية عربية تنموية مستدامة للأمن الغذائي تكون بالشراكة بين القطاع الحكومي العربي من ناحية والقطاع العربي الخاص من ناحية أخرى. وأضاف أن الزراعة العمودية والتحول لها ضرورة ويجب أن تكون بشراكات بين المؤسسات التي تهتم بالتمويل الزراعي والصناعة الغذائية والبحث العلمي والجامعات والقطاع الخاص والمزارعين والمستثمرين، لخلق بيئة ملائمة لتطوير القطاع الزراعي والصناعة الغذائية، لمواجهة التحديات التي تواجه القطاع الزراعي.