Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 06/Nov 00:13

خبراء عالميون يناقشون التعاون الإقليمي في مواجهة التهديدات الرقمية

أشار متحدثون عالميون إلى أن مملكة البحرين، والمملكة العربية السعودية تعدان نموذجين رائدين على النضج المؤسسي في المنطقة، من خلال مؤسسات متخصصة مثل المركز الوطني للأمن السيبراني في السعودية (NCA) ، والمركز الوطني للأمن السيبراني في البحرين (NSCC)، والتي تقود استراتيجيات حماية البنية التحتية الحيوية، وتعزز التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص، في حين اعتُبرت دول الخليج الأخرى، بحسب المشاركين، في مستوى متوسط إلى عالي من الأتمتة والنضج التشغيلي، مع نمو ملحوظ في التعاون الإقليمي لتعزيز الثقة والمعايير المشتركة في تبادل المعلومات السيبرانية. جاء ذلك، خلال جلسة بعنوان “مخابرات التهديدات السيبرانية بلا حدود”، التي أدارها رئيس أمن المعلومات ورئيس البيانات بشركة تسهيل للتمويل محمد الدوسري، بمشاركة نخبة من خبراء الأمن السيبراني من مختلف أنحاء العالم، حيث تمحور النقاش حول جاهزية الدول لمواجهة التهديدات السيبرانية، مع إبراز تجربة دول الخليج كنموذج للقيادة المؤسسية والتعاون بين القطاعين العام والخاص. أما بالنسبة لمنطقة آسيان، فقدم الرئيس للأمن السيبراني في ماليزيا الدكتور داتو ت. حاجي أمير الدين عبدالوهاب، تقييما لمستوى الجاهزية في المنطقة، موضحا أن ماليزيا تتمتع بمستوى نضج متوسط ضمن آسيان، بينما تختلف الدول الأخرى في قوة التشريعات والاتفاقيات العابرة للحدود، مؤكدا على أن التعاون الإقليمي وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لا يزالان في مرحلة مبكرة، وأن تطوير منصات موحدة لمشاركة المعلومات يمثل أولوية استراتيجية. من جانبه، قدم رئيس قسم الأمن السيبراني في المملكة المتحدة ويليام ثاير، منظورا أوروبيا، موضحا أن الدول الأوروبية طورت قدرات سيبرانية قوية من خلال الأطر التنظيمية مثل GDPR وCybersecurity Act، بينما تظل بعض الدول الأعضاء متأخرة في مستوى الجاهزية مقارنة بالمعايير الأوروبية.  وأضاف ويليام أن المملكة المتحدة، رغم خروجها من الاتحاد الأوروبي، تحافظ على تعاون وثيق مع شركائها الأوروبيين عبر حلف الناتو ومركز مكافحة الجرائم السيبرانية الأوروبية، مؤكدا أهمية تبادل المعلومات والتنسيق المركزي بين القطاعين العام والخاص لضمان الأمن السيبراني الوطني. وفي سياق الهند، أشار مدير مجلس أمن البيانات أتول كومار إلى أهمية بناء القدرات البشرية والمؤسسية في مواجهة التهديدات العابرة للحدود، مؤكدا على ضرورة دمج علوم الأمن السيبراني في المناهج الأكاديمية، وإنشاء منصات ذكاء اصطناعي متقدمة لتحليل البيانات الضخمة، وتحويل المعلومات السيبرانية إلى استراتيجيات قابلة للتنفيذ. فيما شدد المشاركون جميعا على أن التكنولوجيا الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة والكمبيوتر الكمومي، تغير بشكل جذري طبيعة التهديدات السيبرانية، وتتيح إدارة المخاطر بشكل فوري ومرن، مع تعزيز القدرة على التعاون الدولي في تبادل المعلومات، لتجنب الهجمات الرقمية قبل وقوعها. (اقرأ الموضوع كاملا بالموقع الإلكتروني) هذا، وناقشت الجلسة أهمية الثقة المتبادلة والإطار القانوني الموحد كركائز أساسية لتبادل المعلومات السيبرانية بشكل آمن وفعال، مؤكدين أن أي استراتيجية فعالة تتطلب الجمع بين الحوكمة الرسمية، ومنصات التعاون، والقدرة على الاستجابة السريعة، مع إشراك القطاع الخاص بشكل كامل في جهود حماية البنية التحتية الحيوية. وفي ختام الجلسة، أكد الخبراء على أن المستقبل في الأمن السيبراني للخلاقين وليس للمستهلكين فقط، داعين إلى بناء جيل جديد من المهندسين، والخبراء القادرين على تصميم حلول مبتكرة، وتطبيق الذكاء الاصطناعي، والتقنيات الحديثة لتحويل البيانات السيبرانية إلى معلومات استخبارية فعالة، تضمن حماية الدول من التهديدات الرقمية العابرة للحدود.