Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 09/Nov 20:39

مسافر يهرب المخدرات في أغلفة مأكولات حيوانات

في مساءٍ عادي داخل صالة المطار، تحولت رحلة عودة أحد المسافرين إلى بداية قصة غامضة، حقيبة سفر بدت عادية بين عشرات الحقائب، لكنها أخفت بداخلها أسرار شبكة دولية لتهريب المخدرات، يقودها مجهول من الخارج، وينفذها مسافر لم يدرك أن أمتعته التي تسلّمها مقابل مبلغٍ مالي، ستفتح أمامه أبواب السجن والاتهام. وتشير تفاصيل الواقعة إلى أنه أثناء ما كان ضابط الجمارك بمطار البحرين الدولي على واجب عمله مساءً في قسم تفتيش الأمتعة، وأثناء تمريره الأمتعة القادمة من إحدى الدول الآسيوية على جهاز الأشعة، اشتبه بحقيبة تحتوي على مواد غريبة، فقام بوضع علامة عليها حتى يتم تحويل صاحبها إلى المسار الأحمر. وبحضور صاحبها (المتهم) لاستلامها، أشار ضابط الجمارك للمتهم في حال كان لديه أي شيء يود الإفصاح عنه، إلا أن الأخير أجاب بالنفي، وعلى إثر ذلك تم فتح حقيبته لتفتيشها، وكانت المفاجأة بتمكنهم من ضبط مجموعة مواد مخدّرة داخل أكياس بلاستيكية موضوعة داخل أكياس خاصة بمأكولات الحيوانات في حقيبة السفر الخاصة بالمتهم. وبسؤاله عن المضبوطات، أفاد المتهم بأنه تسلّم الحقيبة المضبوطة من شخصٍ مجهول أثناء تواجده في إحدى الدول الآسيوية ليقوم بتسليمها لشخصٍ آخر لا يعرفه في البحرين، حيث سلّمه المجهول مبلغًا ماليًا مقابل ذلك، كما قام بحجز غرفةٍ له بأحد الفنادق في البلاد حتى يحضر الشخص المعني لاستلام الحقيبة منه. وعلى إثر ذلك تم القبض على المتهم في المطار واستكمال إجراءات التحري عن الواقعة. وعلى إثر ذلك توجه ضابط الأمن رفقة المتهم وعددٍ من أفراد الشرطة ومعهم الحقيبة إلى الفندق المعني، وهناك تبيّن أن الحجز الذي تم للمتهم وهمي، فتم السماح له بالتواصل مع الشخص المجهول المتواجد في الخارج وإبلاغه بذلك، حيث أشار له الأخير بأن يقوم بالحجز في الفندق ذاته من المبلغ الذي بحوزته لمدة ليلة واحدة، فتم ذلك. كما تم السماح للمتهم بالتواصل مع الشخص المجهول المتواجد بالخارج أكثر من مرة، حيث كان الأخير يطلب من المتهم تصوير نفسه والحقيبة والمضبوطات التي بداخلها. وتلقّى المتهم أيضًا اتصالاتٍ من رقمٍ دولي تبيّن أنه يعود إلى الشخص الذي سيستلم الحقيبة، وبعدها بيومٍ عاد الشخص ذاته للتواصل مع المتهم طالبًا منه تغيير الفندق إلى فندقٍ آخر، فتم تمكين المتهم من ذلك، إلا أنه لم يحضر أحدٌ لاستلام الحقيبة التي تحتوي على المواد المخدّرة، وتم الانتظار حتى اليوم التالي إلا أن الحال بقي على ما هو عليه دون حضور أحد. وبإجراء التحريات حول الواقعة، تبيّن أن المتهم يعمل ضمن شبكةٍ منظّمة تعمل على استيراد المواد المخدّرة والمؤثرات العقلية بقصد الاتجار والترويج، ويقع على عاتقه تهريب الكميات إلى داخل البلاد وتسليمها إلى أشخاصٍ مجهولين بمقابلٍ مادي. وكانت النيابة العامة قد اتهمت المتهم بأنه جلب بقصد الاتجار المواد المخدّرة، وأحرزها بقصد التعاطي. ومن جانبها، حدّدت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى جلسة 10 نوفمبر الجاري للنظر في القضية مع استمرار حبس المتهم.