حين نتحدث عن الإبداع السينمائي الذي يتجاوز الجغرافيا والحدود، يبرز اسم حبيب باوي...
Vous n'êtes pas connecté
Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 17/Nov 17:22
أرسل إليّ الصديق العزيز، المخرج الأهوازي حبيب باوي ساجد، فيلمه الروائي "سامي" عبر البريد الإلكتروني، وهو يُعدّ أول فيلم إيراني يُصوَّر وينطق بالعربية. وقد طلب مني مشاهدته وتقديم تقييم نقدي عنه. وبعد أن شاهدت الفيلم، الذي يمتد لنحو ساعة وربع، تأكد لي أنّ الحياة قد اختلطت بالسينما لدى ساجد، حتى بدا وكأنّ حياته انعكاس مباشر لحبه العميق للفن السابع. فقد قدم فيلماً يعبّر بجرأة عن التفتت والاغتراب، وعن رغبة صادقة في إحلال السعادة والرخاء محل الشقاء والعسر، للشعب الأهوازي العربي الأصيل، متخذاً من الكاميرا أداة راقية لفضح ويلات الحروب والدمار والظروف القاسية التي تُحيل الإنسان إلى أسير دائم لجراحه. أتصوّر أن المخرج ساجد وضع جزءاً كبيراً من ذاكرته ومن ذاكرة شعبه في ثنايا هذا العمل، الذي يُجبر المتلقي على الصمت، وربما على بكاء داخلي لا يُرى. فـسامي الكوراني يفقد زوجته دلال، بينما تفقد ابنته سعاد ساقها بسبب الألغام المزروعة في فترة الحرب، تلك الألغام التي يتعامل معها المقاتلون كأنّها لعبة عابرة. يعيش سامي، مثل كثيرين من أبناء الأهواز، محاولاً زراعة أرضه وتطهيرها مما لوّثته الحرب، وفي الوقت نفسه يسعى لتوفير ساق صناعية لابنته، محمّلاً بمرارة حرب صغيرة داخل روحه، إلى جانب الحرب الكبرى التي طالت مجزرتها كل شيء. سامي يرفض الزواج، ويختار طريق النضال والعمل من أجل أرضه وابنته، جاعلاً من نفسه ومن فرسه خادمين وفيّين لها، يحميانها من شبح الضعف. هو عاطفة ضائعة وشاهد عاجز على الأحداث، تائهاً بين الواقع والخيال. يقول بصوت مثقل بالوجع: "بعد دلال ضاعت الضحكة من شفايفي"، بينما تلتقط الكاميرا خوذة مقاتل مركوزة على الأرض، في لقطة بليغة تدلّ على عمق التوليف ودلالاته. منذ اللقطة الأولى، بدت الكاميرا وكأنها سيمفونية لرحلة طويلة، تركض بيأس وسط تربة تختبئ تحتها الألغام. الإنسان الأهوازي يركض وكأنه معصوب العينين، بين أطفال يجمعون القوارير ويتسلقون دبابة يلعبون فوقها، وبين أزقة وبيوت قديمة تحولت إلى لوحات بصرية غاية في الجمال. تناقضات وتقاطعات وإرهاصات، كلها تُنتج معنى تراجيدياً مؤلماً. تميز الفيلم بقصر مشاهده وسرعة الانتقالات وتدفق الحركة والانفعالات داخل إطار اللقطة الثابتة، وهو ما يُحسب للمعالجة الإخراجية. كما أسهم الممثلون في تعميق عنصر التعاطف، إذ ترجموا النص الدرامي بلغة صورية وسمعية مؤثرة. في المحصلة، يشكل فيلم "سامي" معالجة جديدة لأفلام الحروب ومخلفاتها، ويُعد في نظري مرجعاً مهماً لقضية الشعب الأهوازي، ويؤكد أن الكاميرا، حين تكون في يد مخلص، تقف فعلاً إلى جانب الشعوب المغلوبة على أمرها.
حين نتحدث عن الإبداع السينمائي الذي يتجاوز الجغرافيا والحدود، يبرز اسم حبيب باوي...
في إطار فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته السادسة والأربعين، أسدل...
يُعدّ المخرج البحريني محمود الشيخ حالةً منفردةً ومستقلةً بذاتها في الإبداع،...
يُعدّ المخرج البحريني محمود الشيخ حالةً منفردةً ومستقلةً بذاتها في الإبداع،...
اختتم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي دورته السادسة والأربعين بحفل مؤثر حمل...
نستعرض لكم خلال السطور التالية توجيه المخرج محمد سامي رسالة تهنئة للفنان أحمد...
إطلاق البوستر الرسمي لفيلم "ثريا حبّي" قبل عرضه في المسابقة الدولية بمهرجان...
إطلاق البوستر الرسمي لفيلم "ثريا حبّي" قبل عرضه في المسابقة الدولية بمهرجان...
أعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ45، عن اختيار الفيلم الفلسطيني...
أعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ45، عن اختيار الفيلم الفلسطيني...