Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 19/Nov 17:48

دولف لوندغرين.. حضور باهت في فيلم ضعيف

النقد نوع من الشعر؛ شعرٌ من الكراهية لما هو قبيح أو غير صحيح، ومن الحب لما هو جميل وحقيقي. ولما كان الفن والحياة متلازمين، يصبح الفنّ السيئ خطيئة يجب التعامل معها بوصفها كذلك. لا نعلم كيف وافق الممثل المخضرم دولف لوندغرين على الظهور في فيلم ضعيف جدًا مثل "الخروج عن البروتوكول "للمخرج شان تايلور، المعروض حاليًا على المنصّات الرقمية ومن إنتاج عام 2025. وليس لوندغرين وحده، بل يرافقه في هذا السقوط الفني الممثل مايكل جي وايت. فيلم يتسم بالسلبية حتى نهايته، بقصة مكرّرة ومعادة بلا أي تصاعد تراجيدي. والواضح أن تايلور أراد استلهام شكل أفلام الحركة الشهيرة لدولف، لكنه فشل تمامًا. تدور الحكاية حول قاتل مأجور يُدعى "سام هايدن" ـ ويجسده سكوت مارتن ـ تُسند إليه مهمة قتل قتلة يشبهونه، خصوصًا أولئك الذين قرروا الابتعاد عن المهنة والالتفات إلى حياتهم العائلية. ويصطدم بمهمة خطيرة تقضي بقتل صديق قديم ومخضرم هو "تشالز"، الذي يؤدي دوره الممثل الكبير دولف لوندغرين. ومع تعقّد المهمة، يتحد الاثنان للتصدي لمجموعة من القتلة المأجورين الذين ينون القضاء عليهما، ومن بينهم "إسحق فلورنتين" الذي يجسده مايكل جي وايت. ولا يقتصر الاضطراب على البناء الدرامي للفيلم، بل ينسحب أيضًا على أسلوب الإخراج؛ إذ تتعدد الأساليب حدّ أن لكل مشهد تقريبًا طريقته المختلفة، ما يعني غياب أسلوب إخراجي راسخ. نحن أمام خليط أقرب إلى الأفلام الاستهلاكية من الدرجة الثالثة، وهي زلّة لا تُغتفر لشان تايلور، خصوصًا أنه قدّم سابقًا أعمالًا ناجحة، منها فيلمه مع دولف "أفضل رجل "عام 2023. مشكلة دولف لوندغرين أنه ما زال قابعًا في خندق الأدوار النمطية التقليدية. صحيح أنه تألق فيها سابقًا، لكن للعمر أحكامه وظروفه، ولكل دور معاييره الفنية. وهذه قضية لافتة في هوليوود مؤخرًا؛ إذ لمسنا أن كبار الممثلين المخضرمين يحاولون الظهور في أفلام وأدوار لا تناسبهم إطلاقًا، وكأنهم لا يعرفون ـ أو لا يهتمون ـ بحدود الدور، فبدت الأفلام التي يظهرون فيها كمجموعة معارض تُعرض فيها مفاهيم مألوفة بلا روح جديدة.