Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 21/Nov 23:53

تعرضت لتحرش من مديري الأجنبي اضطرني إلى الاستقالة

أكتب موضوعي لصفحة رسائل بصحيفة “البلاد” عن واقعة حدثت معي أثناء فترة عملي في مؤسسة مالية تعمل بمجال طباعة البطاقات والمدفوعات الرقمية، إذ كنت أعمل كمدققة داخلية (IT Audit Associate) في إدارة التدقيق الداخلي. انضممت إلى الشركة قبل عام واحد، وكنت متحمسة جدًا لوظيفتي في البداية، وكنت كثيرًا ما أبقى بعد ساعات الدوام لأضمن إنجاز مسؤولياتي بأعلى مستوى من الجودة. ولكن مع مرور الوقت، بدأت ألاحظ تغيّرات سلوكية غير لائقة من مديري المباشر، رئيس إدارة التدقيق الداخلي، وبصفتي الفتاة الوحيدة ضمن فريق مكوّن من ثلاثة رجال (من ضمنهم المدير)، كنت أتلقى في البداية معاملة لطيفة زائدة عن الحد، إلا أن هذا السلوك تجاوز تدريجيًا حدود المهنية وأصبح مزعجًا وملحوظًا من الآخرين في بيئة العمل. لم أرغب بأن يُساء الحكم عليّ أو أن أُوصَف بصفات غير لائقة، كما لم أرغب في المساس بمبادئي الدينية والأخلاقية؛ لذلك عند انضمام رئيسة الموارد البشرية الجديدة للشركة، قررت أن أطلب نصيحتها بسرية تامة، وفي اجتماعنا عرضت عليها عددًا من الرسائل التي تلقيتها من مديري عبر Microsoft Teams والبريد الإلكتروني و”واتساب”. وقد بدت عليها علامات الصدمة، لكنها نصحتني بتجاهل الأمر، مؤكدةً أنه سيحل من تلقاء نفسه، ولكن للأسف، تفاقم الوضع بدلًا من ذلك. وعندما واجهت مديري وطلبت منه التوقف عن هذه التصرفات، قام بالانتقام مني عبر زيادة عبء العمل بشكل كبير، وتكليفي بمهام مفرطة تحت ذريعة أنها بتوجيه من زملاء آخرين، بالإضافة إلى عقد اجتماعات طويلة بلا داعٍ استمرت أحيانًا من 5 إلى 6 ساعات، واضطررت كثيرًا للعمل بعد الدوام لثلاث أو أربع ساعات يوميًا للوفاء بالمواعيد النهائية غير الواقعية، على الرغم من أنني كنت أقل الموظفين خبرة ولا أحمل شهادات مهنية في المجال، ومع ذلك تم تكليفي بمهام أكثر من المدققين الأقدم مني. هذا الوضع أثّر بشكل بالغ في صحتي النفسية وسعادتي، وحوّل وظيفة كنت أحبها إلى مصدر ضغط ومعاناة مستمرة، وقد أبلغتُ إدارة الموارد البشرية رسميًا، لكن رئيسة الموارد البشرية قللت من أهمية شكواي وقالت عبارات من قبيل “هو فقط لطيف بطبيعته” أو “هو لا يفهم ثقافتنا”، وهو تسويغ غير مقبول، خصوصًا أن مديري، على الرغم من أنه أوروبي الجنسية، إلا أنه وُلِد ونشأ في دولة مسلمة ويدرك تمامًا عاداتنا وقيمنا الدينية. ولم تتعامل إدارة الموارد البشرية بجدية مع الأدلة التي قدمتُها، واستمرت في طلب مزيد من الإثباتات، وقد شعرتُ بخجل شديد في البداية عند الإفصاح عن الأمر، لكن عندما ذكرت حادثة معينة وقدّمت أدلة إضافية (من ضمنها بطاقة عيد ميلاد كتب فيها رموزًا غير لائقة)، استمرت الموارد البشرية في التقليل من خطورة الموضوع. نتيجة لذلك قمت بالتصعيد عبر بلاغ عن طريق نظام الإبلاغ عن المخالفات (whistleblowing) إلى الشركة الأم، التي وجهت إدارة الموارد البشرية لاتخاذ إجراءات تأديبية أقوى، إلا أن العقوبة الوحيدة التي تم اتخاذها بحقه كانت إدخاله في دورة تدريبية عن الوعي الثقافي. وقد كان ذلك مخيبًا للآمال للغاية وجعلني أفقد الثقة تمامًا في قدرة المؤسسة على توفير بيئة عمل آمنة ومحترمة لي. وبناءً على ذلك قدّمت استقالتي من العمل. كان قرارًا مؤلمًا للغاية؛ فقد كنت أقدّر وظيفتي والفرص التي وفرها لي هذا المنصب، ولم تكن لدي وظيفة بديلة، إلا أن فشل الشركة في معالجة التحرش وحماية موظفيها أجبرني على وضع كرامتي وصحتي النفسية فوق كل اعتبار. البيانات لدى المحرر