X

Vous n'êtes pas connecté

Maroc Maroc - ALITTIHAD.AE - الرئيسية - 02/Oct 21:05

العلاج بالفن.. رحلة آمنة نحو التعافي

لكبيرة التونسي (أبوظبي)الفن أداة لتحسين الصحة النفسية لمختلف فئات المجتمع، فهو يسهم في التعافي من القلق والاكتئاب، ويشجع الفرد على إظهار إبداعاته والتعبير عنها واستكشاف مشاعره وفهم الصراعات أو المشاكل التي تسبب له الضغوط، كما يعد الفن لغة إنسانية تمحو العزلة عن البعض، وتزيد شعورهم بالإنجاز وتحقق لهم السعادة. ويؤكد الخبراء على أهمية ممارسة الفن والخطوات التي يتم اتخاذها لتحقيق أقصى فائدة ممكنة منه، وجعله أكثر كفاءة وفعالية لتلبية احتياجات الأفراد، مشددين على أهمية فهم الفوائد العلمية للعلاج بالفن، لاسيما أنه يُعد لغة عالمية تتخطى الحدود والثقافات، وقادر على تسريع رحلة الشفاء والتعافي من بعض الصدمات. سبر أغوار النفسترى فاطمة الزهراء العزوزي، باحثة في مجال العلاج بالفن، ومتخصصة في الوساطة المسرحية والاتصال والتواصل، أن فكرة استخدام الفن في الشفاء، ليست وليدة هذا العصر، بل تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، فقد اعترفت حضارات شتّى عبر القرون بخصائصه العلاجية، وفي القرن العشرين، ومع بروز علم التحليل النفسي، سلّط مفكرون كبار الضوء على الفن بوصفه تجلياً للّاوعي وأداة لسبر أغوار النفس البشرية. لغة إنسانيةوتذكر العزوزي أن العلاج بالفن، يُعَد اليوم حقلاً قائماً يعتمد على تقاطع الفن مع علم النفس، مندرجاً ضمن تراث ثقافي وتحليلي عميق، ويقوم على قناعة راسخة بقدرة العملية الإبداعية على التحول والتغيير. فمن خلال إنتاج عمل فني، ينفتح الإنسان على ذاته، يستبطن جراحه، ويبدأ مساراً لإعادة بناء داخلي شامل، موضحة أن الفن ليس مجرد وسيلة للتعبير الجمالي، بل هو لغة إنسانية عميقة تتجاوز الكلمات، وتصل إلى عمق النفس البشرية، وتداوي الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات، مثل التوحد أو القلق أو الاكتئاب. والفن يمكن أن يشكل نافذة للتواصل مع الذات ومع الآخرين، ويوفر فضاءً آمناً يسمح بتفريغ المشاعر، وبناء الجسور مع الآخرين من دون الحاجة إلى التعبير اللفظي. وفي حالات التوحد، يكون الفن وسيلة فعالة للتواصل غير الكلامي، إذ يتيح للمصابين التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بشكل حر، كما يعزز مهاراتهم الاجتماعية من خلال الأنشطة الجماعية التي تتطلب التفاعل والتواصل المثمر، كما يسهم في تنظيم الحواس والانفعالات، عبر تحفيز آمن ومدروس.توازن نفسيوتقول العزوزي: على مستوى الصحة النفسية العامة، فإن للفن دوراً عميقاً في التنفيس الانفعالي، إذ يسمح بتصريف الشحنات العاطفية المكبوتة بطريقة خلاقة، مما يقلل من التوتر ويعيد التوازن النفسي، حيث إن، الإنجاز الفني يعزز الإحساس بالهوية والثقة بالنفس، خصوصاً لدى الأفراد الذين يعانون من فقدان التقدير الذاتي. كما يساعد على إعادة بناء العلاقات الاجتماعية، ودمج الأفراد في بيئات حاضنة وداعمة، وتظهر فعالية الفن في عدد من التطبيقات العلاجية، مثل العلاج بالموسيقى لتحسين التواصل العصبي، والرسم التعبيري الذي يتيح إخراج الألم النفسي بطريقة غير مباشرة، والمسرح العلاجي الذي يمنح مساحة للتعبير وتجربة أدوار مختلفة تسهم في بناء تصور جديد للذات. ويتجلى الفن كقوة شافية، تُضيء الداخل الإنساني، وتعيد بناء التوازن المفقود، وتشكل دعامة أساسية ضمن المنظومة العلاجية الشاملة، إلى جانب المقاربات الطبية والنفسية والسلوكية.تواصل عفويأشارت فاطمة العزوزي إلى أن العلاج بالفن، يجمع بين التعبير الإبداعي والعملية العلاجية، ويتيح للفرد أن يُجسِّد مشاعره، وهواجسه، وتجربته الداخلية من خلال فعل الإبداع، والفن، باعتباره فعلاً إنسانياً، يستنفر العاطفة والحس والحدس، بعيداً عن الغايات النفعية، وتعريفه يتباين باختلاف السياقات الثقافية والتاريخية والمعرفية، فقد يُنظر إليه أحياناً بوصفه تعبيراً عفوياً، وأحياناً أخرى كمعرفة راقية متحررة من الاستخدام العملي، أما العلاج فهو جملة من الممارسات الطبية أو النفسية تهدف إلى التخفيف من الآلام أو مداواة العلل، سواء كانت بدنية أو نفسية، ويتخذ أشكالاً متنوعة: كالعلاج بالكلام أو العلاج الجسدي أو الأساليب النظامية، وغيرها.. ملامسة الروحمن جانبها، قالت الفنانة التشكيلية هاجر البلوشي، التي تستخدم الفن في علاج بعض الحالات ضمن ورشات فنية، إن الفن يعتبر شكلاً من أشكال العلاج الإبداعي، لاسيما أنه يتطلب هدوءاً وتركيزاً وتناغماً بين العقل واليد، وأن الكثير من المشاركين في الورش التي تقدمها عبّروا عن شعورهم بالاسترخاء والانفصال عن ضغوط الحياة أثناء التلوين والتفريغ الفني. كما أنه يساعد على تعزيز الثقة بالنفس، وتقوية المهارات الحركية الدقيقة، وتخفيف التوتر والقلق، ولهذا السبب، تحرص على تقديمه كفن يلامس الروح، وليس فقط وسيلة للزينة.رحلتي مع ابنتيالفن وسيلة فعّالة لفك العزلة عن أصحاب الهمم ولغة إنسانية تربطهم بالمجتمع، هذا ما أكدته الفنانة أمل محمد السيد بركات والدة الشابة سلمى عصام عزت من أصحاب الهمم، قائلة، إنها مارست أسلوب العلاج بالفن مع ابنتها بعدما درسته وتعلمته، وكانت النتيجة رائعة، مؤكدة أنه ساعد على خروج ابنتها من عزلتها، وحرر إبداعاتها وربطها بالمجتمع. وتقول: الفن ليس ترفيهاً، بل مساحة علاجية آمنة تمكّن الطفل من التعبير عن ذاته والتنفيس عن مشاعره وإعادة بناء توازنه الداخلي، فالعلاج بالفن يُستخدم كأداة نفسية وعصبية تعمل على تحفيز الدماغ وتنشيط المسارات العصبية الخاصة بالتواصل والانتباه لدى الأطفال، حيث يحررهم من سجن العجز اللغوي ويمنحهم وسيلة صادقة للتفاعل مع العالم من حولهم.وتقول: بدأت رحلتي مع ابنتي سلمى باستخدام الرسم والتلوين، وبعد جهد وصبر تغلبت على التحديات وأصبحت فنانة لها معارضها الخاصة، كما أن مشاركتها في مسابقات فنية عدة منحتها فرحة الإنجاز والثقة بالنفس. ومع تطبيق هذا النوع من العلاج مع الأطفال، رأيت في عيونهم نفس شعلة الحماس التي رأيتها في عيون ابنتي. باب للحوار اعتبرت الفنانة هناء عمار، التي تقدم ورشاً فنية لمختلف فئات المجتمع، أن العلاج بالفن وسيلة تُسهم بشكل كبير في تحقيق الراحة النفسية والتعبير عن المشاعر بطريقة آمنة، كما يعمل على تعزيز الوعي الذاتي وتحسين الحالة المزاجية، ويزيد من التركيز والشعور بالهدوء، ويساعد على التعبير عن المشاعر المكبوتة الداخلية بطريقة غير لفظية. كما أن استخدام الألوان المبهجة يمكن أن يحفز الشعور بالبهجة والسعادة، والانتهاء من عمل فني يمنح شعوراً بالرضا والثقة بالنفس. والرسم الجماعي يعزز التفاعل الاجتماعي، مما يقلل الشعور بالعزلة ويفتح باباً للحوار. 

Articles similaires

«الإمارات الصحية» تطلق «شهر الصحة النفسية» أكتوبر الجاري

alittihad.ae - 30/Sep 21:14

سامي عبد الرؤوف (دبي) كشفت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية عن برنامج فعاليات «شهر...

Sorry! Image not available at this time

7 نصائح تُمكنك من دعم زوجتك المُصابة بسرطان الثدي

albiladpress.com - 01/Oct 21:15

فهرس الصفحة الدعم العاطفي لزوجتك العناية الجسدية لزوجتك حافظ على صحتك التواصل...

ملك المغرب يطلق مشروعا لبناء مركب جهوي لإعادة تأهيل المرضى العقليين

almaghribtoday.net - 01/Oct 18:50

أشرف الملك محمد السادس، اليوم الأربعاء بجماعة سيدي حجاج واد حصار بإقليم مديونة...

«المجمع الثقافي».. منارة للفنون في أبوظبي

alittihad.ae - 11/Oct 21:20

فاطمة عطفةيشكل المجمَّع الثقافي في تاريخه وحاضره ومستقبله، مركزاً ثقافياً حاضناً...

Sorry! Image not available at this time

عفاف البلوشي: الحالة النفسية المرنة والتفكير الإيجابي من أقوى العلاجات

albiladpress.com - 30/Sep 19:24

عفاف البلوشي، إحدى المتعافيات من سرطان الثدي، محاربة لا يوجد في قاموسها معنى...

Sorry! Image not available at this time

الملك محمد السادس يطلق مركبا جهويا ضخما لإعادة التأهيل النفسي بالدار البيضاء

20minutes.ma - 01/Oct 17:12

أشرف الملك محمد السادس، اليوم الأربعاء بجماعة سيدي حجاج واد حصار بإقليم مديونة...

Sorry! Image not available at this time

أفضل 5 أحجار كريمة للتعافى بعد الصدمات.. تعزز التوازن والثقة بالنفس

youm7 - 29/Sep 20:37

اضطراب ما بعد الصدمة من الحالات النفسية التي تترك أثرا عميقا في حياة الإنسان، فهو...

Sorry! Image not available at this time

فضيلة العلواني: دموعنا أمام السرطان قوة ونجاتنا منه بطولة

albiladpress.com - 30/Sep 19:25

التجربة لا تستوعبها الكلمات في معظم حالات سرطان الثدي التي وثقتها...

Sorry! Image not available at this time

الكشف المبكر يعني علاجا أبسط وأقصر وفرصة أكبر للشفاء من سرطان الثدي

albiladpress.com - 11/Oct 18:44

اختصاصيو الأشعة هم الحاجز الأول في رحلة سرطان الثدي، والمرحلة الأولى التي يخطوها...

Les derniers communiqués