غدير عبدالعزيز حكواتية بارعة، تعيد قراءة قصص الأطفال، فتستنطق الحروف الجامدة،...
Vous n'êtes pas connecté
عفاف البلوشي، إحدى المتعافيات من سرطان الثدي، محاربة لا يوجد في قاموسها معنى لليأس والانكفاء، هزمت المرض بسلاحي الحالة النفسية المرنة والتفكير الإيجابي، اللذين تراهما أقوى العلاجات، فدهست مشاعر الخوف والقلق، ومضت في طريقها تلاحق بقع الضوء المتناثرة في زحمة الظلام، ولم توقفها سياط المرض التي لا ترحم، ولا بشاعة آلامه ولا ظروف العلاج الكيميائي القاتلة، التي تصفها بأنها كانت من أقسى أنواع التجارب؛ ولكن تجاوزتها بنجاح، حتى تعافت وعادت إلى الحياة بنظرة جديدة للحياة، إذ تغيرت نظرتها للحياة كثيرا وبشكل إيجابي أكثر، فلا تهتم لصغائر الأمور، وأصبحت أقوى من السابق، وفي رصيدها مخزون هائل من الصبر والثقة بالذات، يجعلها تستصغر كل الصعاب والعقبات. تصالحت مع التغييرات الجسدية، ومازالت ترى نفسها جميلة، وتؤكد أنها فقدت جزءا من جسدها، لكنها لم تفقد حياتها ولا الجمال، فالجمال الحقيقي هو الروح المرحة، المتفائلة، والمحبة للحياة، وهذا هو الجمال الدائم. وترى أن وجودها على قيد الحياة أهم من شكل الجسد. كانت عفاف قبل الإصابة تحب الرياضة، ولديها شهادة في إحدى الرياضات، وكانت تدرب في أحد النوادي، وبعد التعافي عادت لنشاطها الرياضي وأكملت مسيرة التدريب، وتمارس هواياتها في التصوير، وهي عضو في جمعية التجديف، وتستمتع بكل لحظة من حياتها، تاركة تجربتها مع السرطان وراءها وكأنها لم تكن يوما مصابة به، وهاجس عودته لا يخيفها، وإن عاد ستهزمه مجددا. الجمال الحقيقي في الروح المرحة المتفائلة المحبة للحياة صدمة متوقعة تلقت عفاف الخبر حين سمعت الممرضات يتهامسن، وعرفت أن هناك أمرا خطيرا قد أصابها. وكانت قد بحثت عن المرض وهي في طريقها إلى المستشفى، ومضت على استعداد لسماع ذلك. كانت قد انتبهت للتغير الحاصل في الثدي، وحين سمعت لأول مرة كلمة زسرطانس لم تكن منصدمة، فقد رأت حالات كثيرة قد شفيت ولله الحمد، فلم يتبادر في ذهنها، كما يعتقد الناس، أن السرطان يعنـي نهاية الحياة. تقول عفاف: زأول ما تبادر في ذهنـي أن الله يحبنـي، فإذا أحب الله عبدا ابتلاه، لذا سلمت أمري إلى الله، وقلت إن ربي رحيم بعباده، وغير ذلك فالعلم قد تطور كثيرا، وهناك علاج لهذا المرض، فقد شاهدت الكثير من الناس شفوا منه ولله الحمدس. وتضيف: زكانت كلمات الدكتورة نوف الشيبانـي مثل البلسم والمهدئ لاضطرابي الداخلي، كانت تقوينـي وتقول دائما "نصف العلاج عليك، والباقي علينا". لا يوجد شيء أهم من الصحة لقد غير التشخيص نظرتها للجسد، والوقت، والحياة. فقد منحها تنبيها بأن لبدنها عليها حقا، وأنه ينبغي أن ننتبه له، وأن الحياة أكبر من أن ننغمس في صغائر الأمور ونعظمها. كما رأت أن المشكلات التي ليس لها حل ينبغي أن نتعايش معها. ولا يوجد شيء أهم من الصحة والعافية. نظرات الشفقة مؤذية تلقى المقربون منها الخبر في أيام الكورونا، ولم يتسن لهم الحضور لمؤازرتها؛ كي لا تصاب بالكورونا، وكانت مناعتها منعدمة، ومع ذلك أصيبت بالكورونا، لكن دعواتهم كانت دائما معها، وهذا ما كانت تحتاجه. لقد أصاب الخبر البعض بالذعر، ولم تستطع أعينهم إخفاء ذلك الخوف مع حالات من البكاء؛ فكانوا يخشون أن يفقدوها، ولكنها كانت تطمئنهم، وتهدئ من روعهم، وتؤكد لهم أنها ستهزم هذا المرض بإذن الله. كان الجميع حزينا، ويحاولون إخفاء هذا الحزن عنها، لكنها كانت تطلب دائما من الأشخاص الذين يصلهم خبر إصابة أحد المقربين لهم ألا ينظروا إليهم بنظرة شفقة، ولا يعتقدوا أن المرض سيقضي عليهم، بل أن يستجمعوا قواهم، ويقولوا للمريض إننا نعلم مدى قوتك، ونعلم أن الله اختارك لأنك تستطيع تجاوز ذلك. وترى عفاف أنه لابد من إشعار المريض أن الله ميزه فعلا عن غيره؛ ليرى مدى إيمانه وصبره. تلك الكلمات وهذا التشجيع يجعل المريض يقوى أكثر، ويتفاءل، ويتغلب على ما هو فيه. هاجس عودته لا يرعبنـي تحدثت بكل أنفة وعنفوان عن شعورها تجاه احتمال عودة المرض، قائلة: زنادرا ما أقلق، ولكن إن عاد، لا سمح الله، فكما حاربته مرة، سأقف وأحاربه مرارا وتكرارا بإذن اللهس. وتؤكد أنها لا تخشى عودة المرض مجددا، ولا تعيش في قبضة القلق والتوتر الدائم، فهاجس المرض وعودته لم يعد مفزعا أو مربكا لمسيرة حياتها. هي تختار ألا تفكر فيه كثيرا لكي لا تتأثر، بل أحيانا تنساه وكأنه لم يكن ولم تصب به، متسلحة دائما بالتفاؤل والتفكير الإيجابي. دروس التجربة بعد هذه التجربة، أدركت أنه مهما حدث، لا يجب أن تفقد الأمل، وأن الشكل هو آخر همها. تعلمت عفاف قيمة الحياة، وأن الصحة لا تعوض بثمن، وأن النفسية تلعب دورا كبيرا في علاج معظم الأمراض، إن لم يكن جميعها. فأدركت قيمة نفسها، ومدى قوتها وتحملها. كما أن رب العالمين وهبها حياة جديدة. فقدت جزءا من جسدي ولم أفقد الحياة تصالحت عفاف مع التغييرات الجسدية، وما زالت ترى نفسها جميلة. فقد حلقت شعر رأسها بنفسها مرتين، من دون خوف أو تردد، وكانت تحدث نفسها قائلة: زهو شعر وسيعود مرة أخرىس. وتضيف: زهناك من تذهب لإجراء عمليات تجميل، أما أنا فكنت أقول لنفسي: فقدت جزءا من جسدي، ولكن لم أفقد حياتي ولا الجمال، فالجمال الحقيقي هو الروح المرحة، المتفائلة، والمحبة للحياة، وهذا هو الجمال الدائمس. وأوضحت أن الأنوثة ليست بالشكل فقط، فالأنثى بالأمل تكون أجمل، وبالابتسامة تكون أزهى، وليست بمقاييس الجمال السطحي وصفاء البشرة وخلوها من الشوائب، أو المعايير التي ستزول مع تقدم العمر، بل الأنوثة في الإحساس والتعاطف، وفي إشراقة الوجه التي تنبع من البهجة. سرطان الثدي يمكن علاجه وتؤكد أن السرطان ليس نهاية الحياة، بل هو كأي مرض يمكن علاجه، وهناك طرق عدة لذلك، وقد تطور العلم كثيرا في هذا المجال. فلا داعي للقلق أو الخوف الذي يصيب الناس عند معرفة الإصابة بالمرض، ظنا منهم أنه لا يوجد علاج شاف، في حين أن معظم أنواع السرطان تعالج بإذن الله، وسرطان الثدي يمكن علاجه والوقاية منه مثل أي مرض آخر. السرطان باب لحياة جديدة وفي رسالتها لمحاربات سرطان الثدي قالت: زلا تفقدن الأمل، فلن يصيبنا إلا ما كتبه الله. استمتعن بكل لحظة تمر عليكن، ولا تملأن رؤوسكن بالأفكار السلبية، وتفاءلن، فالسرطان ليس نهاية الحياة، بل هو باب لحياة جديدة. اعتنـين بصحتكن، فهي تاج على رؤوس الأصحاء. لا تيأسن من رحمة الله، فالله قد وضعنا في هذه المحنة ليختبر مدى صبرنا على البلاء، ويمنحنا فرصة لإبراز قوتنا ومدى إيماننا به، فلا تيأسن، فأنتم أبطال ومحاربون، وسوف تنتصرون بإذن الله، فالطب تطور كثيرا، وتوجد حاليا علاجات كثيرة وسبل عديدة للشفاء من هذا المرضس. وشددت على ضرورة إجراء الفحوصات وعدم الخوف من الألم البسيط الناتج عن جهاز الماموغرام، فهو لا يستغرق سوى دقائق ويزول، لكنه قد يجنب سنوات من المعاناة في حال الإصابة بالمرض وتلقي العلاج. كما دعت المجتمع إلى الأخذ بنصائح الناجيات، وتكريمهن، وتقدير جهودهن في محاربة المرض. وأكدت ضرورة الفحص الدوري، فكلما اكتشف المرض مبكرا زادت نسبة الشفاء. أحاسيس غريبة كانت المشاعر مختلطة أثناء فترة العلاج الكيميائي، فلم تكن تستطيع تحديد ما يؤلمها وما يضايقها في جسدها، فكانت تشعر بمشاعر وأحاسيس غريبة لا تستطيع وصفها. وتصف تجربة العلاج الكيميائي بأنها كانت من أقسى أنواع التجارب، ولكن تجاوزتها بنجاح. تواجه الألم بالتجاهل والتحدي لم تشعر بلحظات ضعف واضحة، وكانت دائما تتجاهل كونها مريضة وتخضع للعلاج. كانت تبتسم دوما وتخبر نفسها أن الله اختارها؛ لأنها تستطيع تجاوز المرض، وأنها ستتغلب عليه وعلى الظروف القاهرة. وتؤكد أن المرض أخذ جزءا بسيطا من جسدها، لكنه أضاف إلى شخصيتها قوة، وتفاؤلا، ومرحا، وجرأة أكبر. ومع ذلك، اعترتها لحظات من الضعف حين تسرب الألم المتوحش إلى جسدها الضعيف، ألم لا يمكنها التعبير عن مداه وبشاعة سياطه التي لا ترحم. لكنها كانت تحاول دائما أن تنسى أنها مصابة بذلك المرض، وتشعر بأنها بكامل صحتها ولا تعانـي من أي مشكلة. لم يكن هذا هروبا من المشكلة، بل كان عنوانا للتحدي، وكمية هائلة من العنفوان في وجه جبروت هذا المرض. فالحالة النفسية المرنة والتفكير الإيجابي كانا من أقوى العلاجات. الإيجابية محور حياتها تتخذ عفاف من الإيجابية والتفاؤل والأمل محورا لحياتها، وتتمنى من الجميع أن يتخذوا هذا نهجا لهم. فتقول: زكل صباح نفيق فيه على قيد الحياة، يكون الله قد وهبنا يوما جديدا لنعيشه ونقدر قيمته. الحياة جميلة، وهي نعمة أنعم الله علينا بها، والصحة والعافية هدية من الله، فلنحافظ عليها كما لو كان شخص عزيز لدينا قد أهدانا إياها. كم نكون ممتنـين حين نحافظ عليها! فلتكن نظرتنا إلى صحتنا كهدية باهظة لا تقدر بثمن، ولنحافظ عليهاس. حياة بعد التعافي بعد التعافي، أصبحت حياتها أكثر صحة ونشاطا، وصارت تنتبه لما تتغذى به لتعطي جسدها ما يحتاجه. كما عادت إلى نشاطها الرياضي، وطورت مهاراتها في الرياضة حتى أصبحت مدربة في أحد النوادي الرياضية، حيث تشجع العضوات على الاهتمام بصحتهن وجعل الرياضة أسلوب حياة للحفاظ على الصحة الجسمية والنفسية. تغيرت حياة عفاف كثيرا، وأصبحت تعتمد على نفسها أكثر، وتستمتع بكل يوم جديد. أصبحت ترى كثيرا من الأمور سطحية وبسيطة مقارنة بتجربة المرض، التي جعلتها أقوى وأكثر ثقة في ذاتها. تغيرت نظرتها للحياة بشكل إيجابي، فلا تهتم لصغائر الأمور؛ لأنها أدركت أن الصحة النفسية هي مرآة للصحة الجسدية، وأن زالصحة تاج على رؤوس الأصحاءس. كما ازداد وعيها بأهمية الغذاء الصحي، وأصبحت الحياة أجمل، فتستمتع بكل لحظة وتشكر الله على منحها يوما جديدا تعيشه. كما أصبحت تفتخر بنفسها أكثر، وتقدرها، وزادت ثقتها بنفسها، وشعرت بأنها أقوى من السابق وأكثر إقبالا على الحياة. السرطان ليس نهاية الحياة، بل هو باب لحياة جديدة. فالله يمتحن صبرنا على البلاء، ويمنحنا فرصة لإبراز قوتنا ومدى إيماننا به. وكل صباح نفيق فيه على قيد الحياة، هو يوم جديد وهبنا الله إياه لنعيشه ونقدر قيمته. السرطان يمنحنا تنبيها بأن لبدننا علينا حقا، وأن علينا أن ننتبه له. والحياة أكبر من أن نغرق في صغائر الأمور. والفحص الدوري بوابة النجاة، فكلما كشف المرض مبكرا زادت نسبة الشفاء. مهما حدث، يجب ألا نفقد الأمل، والشكل هو آخر ما يجب أن نقلق بشأنه. لنتصالح مع التغيرات الجسدية، صحيح أننا فقدنا جزءا من جسدنا، لكننا لم نفقد حياتنا، ولا جمالنا، فالجمال الحقيقي هو في الروح المرحة، المتفائلة، المحبة للحياة. وهذا هو الجمال الدائم. الحالة النفسية تلعب دورا كبيرا في علاج معظم الأمراض؛ فالنفسية المرنة، والتفكير الإيجابي، من أقوى العلاجات.
غدير عبدالعزيز حكواتية بارعة، تعيد قراءة قصص الأطفال، فتستنطق الحروف الجامدة،...
ثقـوا بأنـكم أقــوى مما تتـصورون نوف القطان محاربة سرطان الثدي، والممرضة...
السرطان كلمة مخيفة ومرعبة.. مرض يوصف بالخبيث لبشاعته ومكره وشراسته، ونطق اسمه وحده...
إ.م ، ممرضة اعتادت مسامعها على سماع أنـين الألم في أروقة المستشفى، وكانت يداها...
التجربة لا تستوعبها الكلمات في معظم حالات سرطان الثدي التي وثقتها...
الندبات التي خلفها المرض وسام لقوتي لا عيب أخفيه سرطان الثدي أحد أشرس أنواع...
ابتسامتها لا تفارق شفتيها أبدا.. ابتسامة تجبرك على الابتسام وسط ركام الدنـيا وما...
فضيلة المدنـي إحدى المتعافيات من سرطان الثدي. امرأة مكافحة وعصامية، تتقن مواجهة...
أتقنت فلسفة الجسد والاستماع إلى صوتي الداخلي محاربات سرطان الثدي هن مستودع...
لابـد أن أكــون قـويـة ولا خيار آخــر زينب العلوانـي، امرأة عصامية ومحاربة...