X

Vous n'êtes pas connecté

Maroc Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 30/Sep 19:16

ديانا الشيخ.. ابتسامة متمردة على فلسفة السرطان

السرطان كلمة مخيفة ومرعبة.. مرض يوصف بالخبيث لبشاعته ومكره وشراسته، ونطق اسمه وحده قد يهز الإنسان ويزعزع توازنه. ولكن كيف لو واجهت امرأة السرطان أربع مرات وفي أماكن مختلفة؟ هذا ما واجهته ديانا الشيخ، محاربة السرطان الملهمة، التي هزمته أربع مرات، حيث بدأ بسرطان الثدي ثم انتقل للعظام وتبعه المخ وعاد مرة أخرى للثدي. بريشتها كرسامة أعادت رسم اللوحة، ومنحت الألوان للصورة الرمادية وشكلتها كما تشاء. وبعدسة كاميراتها، تدير الزوايا وتلتقط الصور من منظورات مختلفة، منتقية الأجمل في المشهد. هكذا تصالحت مع السرطان، وعقدت صلحا معه أن تمنحه المكان ويمنحها الأمان. وهزمته بابتسامة متمردة تعيد تفسير فلسفة السرطان من عدو إلى صديق، واعتبرت كل تجربة هي وسام تفتخر فيها، لذلك أطلقت على كتابها اسم "الأوسمة الثلاثة". الفحوصات الدورية مهمة لاكتشاف المرض في بداياته والحماية منه ابتسامة متمردة كان هناك شعور يجتاحها بأنها مصابة بالسرطان، شعور يلاحقها في كل اللحظات والأوقات دون انقطاع، وصداه يتردد في داخلها، لكنها كانت تتمنى أن تكون مخطئة. وحين أكد الطبيب إصابتها لم تتفاجأ، إذ إن نظراته وارتباكه أثناء الفحص خففا من وقع الخبر عليها. كان خبرا مؤلما وحزينا جدا، لكنها لم تملك إلا أن تواجهه برباطة جأش وقوة عزيمة، فالمرض يتمكن منك عند أول لحظة انهزام داخلي، ولذلك لم تسمح لهذا الشعور أن يتسلل إلى داخلها. وأبقت على ابتسامتها متمردة، منتصرة على فلسفة السرطان في الحزن والكآبة والألم. العلاج جل تفكيرها عند تلقي خبر الإصابة بالمرض، لم تفكر أبدا في جرعات الألم أو طبيعة الأعراض، بل كان جل تفكيرها في كيفية العلاج والخلاص منه، وفي الخطوات المقبلة وفترة العلاج اللازمة للتعافي. غير أن الهاجس الأكبر كان كيفية إيصال الخبر إلى الأهل. لا مجال لليأس التشخيص غير مجرى حياتها تماما، فأصبحت تهتم بنوعية الأكل وتنتبه لأي أمر غريب يطرأ على جسدها.  وأصبح معظم وقتها يمضي في الفحوصات وزيارة الأطباء، لكن الحياة لابد أن تستمر، فلا مجال لليأس أو التراجع. مجتمع لا يفهم المرض لم تكن حاضرة في معظم المناسبات الأسرية والاجتماعية؛ لانشغالها بالسفر من أجل العلاج، أو بسبب التعب ونقص المناعة الناتج عن تلقي العلاج الكيميائي.  وبقدر ما عاينت، وجدت أن الناس لا يعرفون بالضبط ما الذي يمر به مريض السرطان إذا لم تكن آثار المرض ظاهرة عليه. لذلك تعاملت معهم بكل مرح ومحبة. حياة بأربع بدايات تجربة السرطان علمتها الصبر في كل شيء، إذ كانت رحلة العلاج طويلة ومؤلمة، ولولا مخزون الصبر لديها وإيمانها بأقدار الله لما تجاوزت كثيرا من التحديات في هذه الرحلة. وقد أتقنت تحويل الألم إلى أمل، فعادت إلى الحياة كولادة جديدة، وأصبح كل يوم بالنسبة لها ميلادا جديدا. فقد ولدت في الحياة أربع مرات بعد أربع إصابات بالمرض. وتؤكد أنها لا تشعر أبدا بالخوف من عودة المرض، فهي مستعدة دائما لمحاربته.  وهكذا تعلمت من تجاربها مع المرض، إذ أصيبت بالسرطان أربع مرات في أماكن مختلفة. التصالح مع الذات تصالحت مع النفس والذات، فواجهت التغييرات التي حدثت بسبب المرض بكل رضا، مقتنعة بأن الجمال الحقيقي هو الجمال الداخلي وجمال الروح. وأشارت إلى أن المرض أثر على ملامحها وشكلها، لكنها كانت راضية بشكلها كما هو، وكان اهتمامها الأول هو أن تتعافى من المرض. سرطان الثدي لا يعنـي الموت وفندت فكرة خاطئة متداولة عن سرطان الثدي، وهي أن الإصابة بهذا المرض تعنـي لكثيرات أنها نهاية الحياة، وأن النهاية الحتمية هي الموت.  وعلى الرغم من أن سرطان الثدي هو من أكثر أنواع السرطانات انتشارا، إلا أنه أسهلها إذا تم علاج المصابة في الوقت المناسب، كما أن الفحوصات الدورية مهمة لاكتشاف المرض في بداياته والحماية منه. رسالة صادقة ووجهت رسالة صادقة لكل امرأة وقالت: “رجاء داومن على الفحوصات الدورية من مرض سرطان الثدي. هذه الساعات التي تقضيها المرأة لفحص الثدي الدوري سوف تحميها من الإصابة ورحلة العلاج الطويلة والمؤلمة التي تمتد أحيانا لسنوات”. كما طالبتهن بعدم إهدار الوقت أو تضييعه بحجة عدم وجود فرصة مناسبة أو عدم القدرة على ترك الأطفال الصغار، وقالت: “يجب أن تعرف كل امرأة أنها لو أمضت بعض الوقت في الفحوصات فسوف يغنـيها ذلك عن أن تترك أطفالها في رحلة العلاج الطويلة”. وشددت على أن المجتمع يحتاج أن ينشر التوعية بين النساء وكل أسرة عن طرق عقد جلسات للنقاش والحوار وفتح مجال لتبادل التجارب بين المريضات.  ولفتت إلى أن أكثر فئة تحتاج لتوعية من مرض السرطان هم الأهل والأسرة بشكل عام، خصوصًا إذا كان عندهم فرد في العائلة مريض بالسرطان. لا مجال للاستسلام تجاربها المتعددة مع السرطان، ومعركتها الطويلة مع المرض، جعلت منها امرأة قوية، قادرة على مواجهة المرض بكل رحابة صدر. تعايشت مع المرض، وتحاول أن تكون مصدر إلهام لباقي النساء من خلال نفسيتها المرحة، وحبها للحياة، على الرغم من تعب المرض وطول فترة العلاج، وتقول: “لا مكان عندي للاستسلام لهذا المرض”. الصدمة الأبرز وبينت أن حياتها كانت مزدحمة بالمواقف المؤلمة، لكن أصعبها كان في العام 2017، عندما تم تشخيصها بورم في المخ. كانت الصدمة كبيرة في البداية، حين أخبرها الطبيب بالتشخيص، وشعرت أنها نهايتها. لم تتوقع أن يزحف المرض إلى هذه المنطقة الحساسة، فهي كانت دائما ملتزمة بالعلاج والفحوصات الشهرية. لكن إيمانها القوي بالله جعلها تتقبل الصدمة سريعا، وفي دقائق معدودة. داخل كل إنسان جوهرة تؤكد ديانا أن مريض السرطان، مهما كان قويا، إلا أنه لابد أن يعتريه شعور بالضعف والانكسار؛ بسبب التعب، والأوقات التي يقضيها بين جدران المستشفيات، ومواعيد الأطباء، والفحوصات الدورية. وتقول: “داخل كل إنسان جوهرة، تنبع منها القوة التي يحتاجها لمقاومة لحظات اليأس. وأنا أستمد قوتي من جوهرتي التي بداخلي”. “الأوسمة الثلاثة”... رسالتها للعالم وثقت تجربتها مع المرض عبر صفحات كتابها (الأوسمة الثلاثة)؛ ليكون رسالتها إلى العالم وجرعات أمل لمحاربات سرطان الثدي، وقد تضمن الكتاب صورا التقطت بعدستها أثناء رحلة العلاج، ويروي حكايتها مع مقاومة مرض السرطان في ثلاث هجمات استهفت جسدها في أكثر من مكان. كما أقامت معرضا فنـيا خيريا بعنوان “حروف الأمل”، عرضت فيه لوحات تحمل كلمات تحفيزية لبث الإيجابية في نفس كل شخص، وخصصت دخل المعرض بالكامل لصالح جمعية خيرية تعنى بأطفال مرضى السرطان. وتفكر حاليا في إقامة معرض فنـي جديد، يحتوي على لوحات تتضمن عبارات تعزز الأمل في نفس كل مريض، سواء كان مصابا بالسرطان أو بأي مرض آخر. متابعة العلاج بعزيمة لم تتعاف ديانا تماما من المرض، فهي ما تزال تتلقى جرعات العلاج الكيميائي، لكنها تعايشت مع المرض، واستطاعت أن تخصص القدر المتاح لأوقات الرسم، والعودة إلى الإنتاج والتصوير، وممارسة بعض الأنشطة الرياضية، وقضاء الأوقات مع الصديقات، وزيارة الأهل.  وهي واثقة تماما بأنها ستتجاوز رحلة العلاج، بعد أن هزمت المرض لأربعة أيام. وتقول: “المرض أخذ منـي وقتي مع الأسرة والصديقات وممارسة هواياتي، ولكن تعايشي مع المرض جعلنـي قادرة على استرجاع هذا الوقت الثمين مع الأهل والصديقات، وممارسة الرسم والتصوير”.   الإصابة بسرطان الثدي تعنـي لكثيرات أنها نهاية الحياة، وأن النهاية الحتمية هي الموت. ولكن على الرغم من أن سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطانات انتشارا، إلا أنه من أسهلها علاجا إذا تم اكتشافه في الوقت المناسب. والفحوصات الدورية مهمة لاكتشاف المرض في بداياته والحماية منه. أما مريض السرطان، فمهما كان قويا، إلا أنه لابد أن يعتريه شعور بالضعف والانكسار؛ بسبب التعب، والأوقات التي يقضيها بين جدران المستشفيات، ومواعيد الأطباء، والفحوصات الدورية. ولكن داخل كل إنسان جوهرة، تنبع منها القوة التي يحتاجها لمقاومة لحظات اليأس. يجب أن تعرف كل امرأة أن تخصيص بعض الوقت للفحوصات قد يجنبها أن تضطر لاحقا لترك أطفالها أثناء رحلة علاج طويلة وشاقة. فالساعات القليلة التي تقضيها المرأة في الفحص الدوري قد تحميها من الإصابة، وتجنبها رحلة العلاج الطويلة والمؤلمة التي قد تمتد أحيانا لسنوات.

Articles similaires

Sorry! Image not available at this time

عبدالله الجميري.. الرجل الذي كسر وصمة سرطان الثدي

albiladpress.com - 30/Sep 19:20

اليقــين يمــنح المريــض الراحة والطمأنيـنة شهر أكتوبر الوردي هو الشهر...

Sorry! Image not available at this time

نوف القطان.. ابتسامة شجاعة في وجه جبروت “الخبيث”

albiladpress.com - 30/Sep 19:33

ثقـوا بأنـكم أقــوى مما تتـصورون نوف القطان محاربة سرطان الثدي، والممرضة...

Sorry! Image not available at this time

فضيلة المدني: الفحص المبكر أعظم قرار اتخذته في حياتي

albiladpress.com - 30/Sep 19:20

فضيلة المدنـي إحدى المتعافيات من سرطان الثدي. امرأة مكافحة وعصامية، تتقن مواجهة...

Sorry! Image not available at this time

فضيلة العلواني: دموعنا أمام السرطان قوة ونجاتنا منه بطولة

albiladpress.com - 30/Sep 19:25

التجربة لا تستوعبها الكلمات في معظم حالات سرطان الثدي التي وثقتها...

Sorry! Image not available at this time

إ.م: المرض لا يعني النهاية.. والكشف المبكر ينقذ الحياة

albiladpress.com - 30/Sep 19:12

إ.م ، ممرضة اعتادت مسامعها على سماع أنـين الألم في أروقة المستشفى، وكانت يداها...

Sorry! Image not available at this time

ألطاف محمد: سرطان الثدي نداء للحياة لا حكم بالموت

albiladpress.com - 30/Sep 19:11

الندبات التي خلفها المرض وسام لقوتي لا عيب أخفيه سرطان الثدي أحد أشرس أنواع...

Sorry! Image not available at this time

مريم جعفر تفك شفرات المرض وتنتصر

albiladpress.com - 30/Sep 19:29

أتقنت فلسفة الجسد والاستماع إلى صوتي الداخلي محاربات سرطان الثدي هن مستودع...

Sorry! Image not available at this time

غدير عبدالعزيز.. وجه مضيء لكل محاربات سرطان الثدي

albiladpress.com - 30/Sep 18:33

غدير عبدالعزيز حكواتية بارعة، تعيد قراءة قصص الأطفال، فتستنطق الحروف الجامدة،...

Sorry! Image not available at this time

فجر المنصوري: سقوط الشعر نعمة وأبسط الأعراض

albiladpress.com - 30/Sep 19:01

ابتسامتها لا تفارق شفتيها أبدا.. ابتسامة تجبرك على الابتسام وسط ركام الدنـيا وما...

Sorry! Image not available at this time

زينب العلوانـي.. هزمت السرطان بالطاقة الإيجابية وروح التفاؤل

albiladpress.com - 30/Sep 19:15

لابـد أن أكــون قـويـة ولا خيار آخــر زينب العلوانـي، امرأة عصامية ومحاربة...