التجربة لا تستوعبها الكلمات في معظم حالات سرطان الثدي التي وثقتها...
Vous n'êtes pas connecté
اليقــين يمــنح المريــض الراحة والطمأنيـنة شهر أكتوبر الوردي هو الشهر العالمي المخصص للتوعية بسرطان الثدي. وإن كل ما يرتبط به، من شعاره الذي اتخذ اللون الوردي بوصفه لونا أنثويا، إلى الوجوه النسائية في الحملات الإعلانـية، والخدمات الطبية الموجهة للنساء، أعطى انطباعا راسخا بأن هذا المرض يخص المرأة وحدها. لكن ما لا يعرفه كثيرون هو أن سرطان الثدي قد يصيب الرجال أيضا، بنسبة نادرة لا تتجاوز 1 % من الحالات. ومع ذلك، يختبئ كثير من الرجال خلف جدار الخجل والخوف من نظرات المجتمع ووصمة العار التي تحيط بهذا المرض. غير أن عبدالله الجميري تمرد على هذه الوصمة، وقرر أن يكسر حاجز الصمت، متحدثا بشجاعة لـ”البلاد” عن تجربته، متحديا نظرة المجتمع، ومشاركا في حملات التوعية بجرأة ووعي. تشخيص رجل! انتابه الذهول والدهشة عندما أخبروه بالتشخيص؛ فكيف يمكن لرجل أن يصاب بسرطان الثدي؟! سأل الطبيبة مباشرة: “هل هناك أدوية تعالج هذه المشكلة؟” إذ كان يعتقد أن العلاج سيقتصر على الكيميائي، لكن ردها كان صادما حين قالت إن الأمر يتطلب استئصال الثدي بالكامل. وبالرغم من هول الخبر، حافظ على هدوئه وتقبل الأمر بإيمان وتسليم، وتغلب على الخوف وواجهه بشجاعة، ما أثار دهشة الطبيبة التي هنأته على إيجابيته، بعدما توقعت رد فعل انفعاليا أقوى. أما الأهل والمحيطون به، فلم يستوعبوا الأمر بسهولة، وظل بعضهم غير مصدق للتشخيص. العلاج الكيميائي وما أدراك وعن أكثر الصعوبات التي واجهها، قال من دون تردد: “الكيميائي… وما أدراك ما الكيميائي!”، إذ اعتبره أصعب مرحلة في رحلته مع العلاج. فكل جلسة تبدأ بإعطائه محاليل عبر الوريد، ثم أدوية لتنظيف الجسم بالكامل، وبعدها أدوية لتخفيف الغثيان، وأخيرا جرعة الكيميائي نفسها. وأضاف أن البداية خلال الأسبوع الأول أو الثانـي لم تشهد تغييرات كبيرة، لكن بعدها بدأت المعاناة الحقيقية: تساقط الشعر، الاضطرابات المعوية، الغثيان المستمر، والعصبية الدائمة. وأكد أن هذه التجربة القاسية ما زالت عالقة في ذاكرته كأصعب ما مر به. بعدها خاض مرحلة العلاج الإشعاعي، التي كانت مرهقة أيضا، ثم بدأ العلاج الدوائي. ومع مرور الوقت، استعادت حالته الصحية توازنها، وعاد شعره للنمو، وتجاوز الأعراض المؤقتة التي صاحبت مراحل العلاج السابقة. لن يصيبنا إلا ما كتب الله شدد على أن الإيمان بالله والقوة الداخلية كانا عاملا حاسما في رحلته مع التعافي. وأشار إلى أن المشكلة الحقيقية التي يواجهها كثيرون ليست في المرض ذاته، بل في الخوف. ويقول دائما: “أنتم مسلمون بالاسم، لكن كثيرا منكم لا يؤمنون حقا بقضاء الله وقدره. طالما قلبك متعلق بالله ستشعر بالطمأنـينة”. ويقول بخلاصة موجزة: “قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا”. الفحص المبكر لا أكثر وجه الجميري رسالة واضحة للجميع قائلا: “حتى لو لم تكن هناك أي مشكلة، على كل شخص أن يبادر بالفحص المبكر؛ لأن اكتشاف المرض في مراحله الأولى يعنـي أن علاجه ممكن وسهل، وهذا ينطبق على الرجال تماما كما ينطبق على النساء. وأضاف: “نحن على أبواب شهر أكتوبر الوردي، شهر التوعية بسرطان الثدي. أتمنى من كل رجل وامرأة، بل وحتى من هم في سن صغير، أن يدركوا أهمية الكشف المبكر. صحيح أن التوصيات الطبية تبدأ من سن الأربعين، لكننا رأينا حالات أصيبت في عمر 16 أو 20 عاما. لذلك يبقى الفحص المبكر هو خط الدفاع الأول والعلاج الأنجع”. وعي أكثر بعد التشخيص أوضح أنه بعد التشخيص أصبح أكثر وعيا ودراية بجسده، فكل تغير يشعر به اليوم يدفعه مباشرة للتفكير بالفحص المبكر، ويكرر دائما أن الكشف المبكر هو المنقذ الحقيقي. وأشار إلى أن معظم الناس من حوله، حتى من أفراد عائلته، عندما ينصحهم بالفحص المبكر يجيبون: “دع الموضوع مخفيا، ما دام لا يظهر فلن نفكر فيه، وإذا ظهر نتصرف”. لكنه كان يرد عليهم: “في المرحلة الأولى أو الثانـية يكون العلاج ممكنا وفعالا، أما إذا وصل المرض إلى الثالثة أو الرابعة يصبح متأخرا وصعب العلاج”. كما ذكر أنه يعرف أشخاصا سافروا إلى أميركا وأوروبا طلبا للعلاج، لكنهم عادوا بلا نتيجة؛ لأن حالاتهم كانت متقدمة جدا، وكل ذلك بسبب تأخير التشخيص. دعوة خاصة للرجال أشار إلى أن أكثر فكرة خاطئة شائعة هي أن سرطان الثدي يخص النساء فقط. وهو شخصيا كان يعتقد ذلك، حتى أخبرته الطبيبة أنه قد يصيب الرجال أيضا، فاستغرب كثيرا. صحيح أن النسبة قليلة، لا تتعدى 1 %، لكن المشكلة أن الناس لا يتقبلون هذا الواقع بسهولة. وللرجال الذين يظنون أن سرطان الثدي مرض خاص بالنساء، شدد على أن المفترض أن يكونوا أكثر وعيا من النساء في مسألة الفحص المبكر. وقال: “بادروا بالفحص المبكر، اذهبوا وافحصوا، فهذا لن يضركم أبدا. وإذا كانت النتيجة سليمة فستسعدكم، أما إذا اكتشف المرض في مرحلة مبكرة فالعلاج سيكون أبسط وتنتهي المسألة عند هذا الحد”. ومع أن نسبة الإصابة بين الرجال لا تتعدى 1 %، لكن يجدر بكل رجل أن يحتمل نفسه واحدا من هذه النسبة، فلا يتردد في الفحص المبكر. وأضاف: “الكشف المبكر مهم جدا، لأنه يمنحك راحة نفسية عندما تتأكد من عدم وجود مشكلة. وإذا كان هناك مرض، أيا كان، مثل تليف الكبد، فالاكتشاف المبكر يجعلك تبدأ العلاج في وقته وتكون نتائجه أفضل. والأمر نفسه ينطبق على سرطان الثدي”. غياب الوعي المجتمعي لفت إلى غياب الوعي الكافي بأن سرطان الثدي قد يصيب الرجال أيضا، إذ ما زال ينظر إليه وكأنه وصمة عار. وأوضح أن الناس يفتقرون إلى الثقافة الصحية، مبينا أن من أبرز التحديات التي يواجهها هي المفاهيم الخاطئة والجهل المجتمعي بشأن إمكانـ إصابة الرجال بسرطان الثدي. وأضاف أن كثيرين كانوا يضحكون ويسخرون منه بقولهم: “كيف يصيبك سرطان الثدي وأنت رجل؟ فهذا مرض للنساء فقط”. ورأى أن هذا الموقف يعكس تدنـي مستوى الوعي نتيجة غياب الثقافة العامة. المبالغة في التعاطف تعزز السلبية وأضاف أن بعض الناس، خصوصا العاطفيين، يبالغون في إظهار التعاطف بعبارات تحمل دلالات سلبية مثل: “مسكين”، “مريض”، “يا لحزننا عليه”، “تحملوا وجوده”، “اعتنوا به”، “ساعدوه”.. وهذه الكلمات لا تدعم المريض كما يظن أصحابها، بل تشعره بطاقة سلبية وتزيد من أعبائه النفسية. وأشار إلى أن المنزل كان يمتلئ بأجواء الحزن، حيث يردد الأهل الأدعية وعبارات التعاطف المغلفة بمشاعر كآبة شديدة، ما جعل الأمر مربكا وزاد منسوب القلق والتعاسة والاكتئاب. البعض لا يتقبل وأوضح أن علاقته بالآخرين لم تتغير كثيرا، لكن هناك من ابتعد عنه ظنا أنه لا يتحدث إلا عن السرطان، وكأن هذا هو موضوعه الدائم. وهو يرى أن من حقه أن يشارك تجربته ويشرح للناس عن المرض، فهناك من يتقبل ذلك ويدعمه، لكن في المقابل هناك من لا يتقبل. لا أحد يفهمنا ولفت إلى أنه لا أحد يفهم حقا معاناة مرضى السرطان، فالأصدقاء والعائلة لم يعيشوا التجربة. لذلك، عندما كان يشاركهم ما يمر به من ألم ومعاناة، كانوا يقللون من الأمر بعبارات مثل: “الله سيهونها عليك”، “الأمر بسيط”، بينما في الحقيقة لا يدركون حجم الألم الذي يعيشه المريض. ومع ذلك، وصفها بأنها كانت أزمة عابرة، والحمد لله أنها مرت على خير. نحو مجتمع أكثر انفتاحا ودعا المجتمع إلى أن يكون أكثر انفتاحا، وأن يطلع على النشرات الدورية والمصادر الموثوقة، وألا يصدق كل ما يقال لمجرد أن أحدهم قال أو سمع. وأوضح أنه في علم النفس هناك ثلاث حالات للذات: ذات البالغ، وذات الطفولة، وذات الوالدية. وكثير من الشباب يتعاملون أحيانا من ذات الطفولة أو الوالدية، فيتأثرون بالمقارنات والخوف، كأن يقول أحدهم: “صديقي أصيب، إذا سأصاب أنا أيضا”، أو “أحدهم مر بموقف صعب، إذن سيحدث لي مثله”. وهذا نوع من التفكير غير الواقعي؛ لأنهم لا يستحضرون ذات البالغ التي تحلل المواقف بعقلانـية وموضوعية. كتاب “عودتي إلى الحياة” ألهمنـي أوضح أنه خلال فترات العلاج الكيميائي والإشعاعي مر بنوبات اكتئاب حادة، وكان الفضل الكبير في تجاوزه لها يعود إلى دعم المتعافين من السرطان، وعلى رأسهم الأخ حمود جاسم وفرح علي، الناشطان في التوعية بالمرض. فقد تابع حساباتهما على منصة إنستغرام، واطلع على منشوراتهما وحواراتهما، كما قرأ كتاب حمود “عودتي إلى الحياة”، الذي وجد فيه كلمات ألهمته، مثل: “أجمل النفوس هي التي تجرعت الألم وأرادت أن تجنبه للآخرين”. وأشار إلى أن هذا الكتاب كان له أثر إيجابي كبير، إضافة إلى الاتصال والدعم المباشر الذي تلقاه من حمود جاسم وفرح علي. وقال: “يمكن القول إن الاطلاع على تجارب المتعافين يمنح جرعات معنوية هائلة وأملا كبيرا، ويعطيك خريطة طريق لتجاوز المرض.. فقد تغيرت حياتي 180 درجة”. المشاركة في التوعية واجب وأكد أن الفعاليات التي تقام في شهر أكتوبر، الشهر الوردي للتوعية بسرطان الثدي، كان لها أثر كبير في نفسه، حيث جرى تكريمه ضمن أبرز الرجال المؤثرين في هذا المجال، ومنح شهادات ودروعا تقديرية تقديرا لجهوده في نشر الوعي. وقال: “المشاركة في التوعية والفعاليات شرف لي، وأعتبرها واجبا قبل أن تكون خيارا. صحيح أن هناك من ينتقد ظهوري وكثرة حديثي عن المرض، لكننـي أرى أن من واجبي توعية الناس ونشر الوعي”. نسبة الإصابة بسرطان الثدي بين الرجال لا تتجاوز 1 %، لكن يجدر بكل رجل أن يتعامل مع نفسه وكأنه قد يكون واحدا من هذه النسبة، فلا يتردد في إجراء الفحص المبكر. الفحص لا يضر أبدا، بل هو طوق نجاة. فحتى لو لم تظهر أي مشكلة، فإن الاطمئنان نعمة كبيرة. أما إذا اكتشف المرض في مراحله الأولى، فإن العلاج يكون ممكنا وفعالا وسهلا نسبيا، وهذا ينطبق على الرجال تماما كما ينطبق على النساء. صحيح أن التوصيات الطبية تدعو إلى بدء الفحص من سن الأربعين، لكن الواقع أثبت أن المرض قد يصيب حتى الشباب في عمر 16 أو 20 عاما. لذلك يبقى الفحص المبكر خط الدفاع الأول، والعلاج الأنجع. إن المشكلة الحقيقية التي يواجهها كثير من الناس ليست في المرض نفسه، بل في الخوف منه، وفي الوصمة الاجتماعية التي تحيط به. لكن الحقيقة أن الخوف لا يغير القدر، بل يسرق من الإنسان طمأنـينته. وهنا يبرز دور الإيمان بالله والقوة الداخلية؛ فهما السند الحقيقي في رحلة العلاج والتعافي. اليقين بأنه “لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا” يمنح المريض راحة وطمأنـينة، ويقوي عزيمته لمواجهة المرض.
التجربة لا تستوعبها الكلمات في معظم حالات سرطان الثدي التي وثقتها...
السرطان كلمة مخيفة ومرعبة.. مرض يوصف بالخبيث لبشاعته ومكره وشراسته، ونطق اسمه وحده...
فضيلة المدنـي إحدى المتعافيات من سرطان الثدي. امرأة مكافحة وعصامية، تتقن مواجهة...
الندبات التي خلفها المرض وسام لقوتي لا عيب أخفيه سرطان الثدي أحد أشرس أنواع...
ثقـوا بأنـكم أقــوى مما تتـصورون نوف القطان محاربة سرطان الثدي، والممرضة...
زهرة أحمد، مديرة قسم في أحد البنوك، امرأة تعشق الحياة، وكانت تعيشها طبيعية...
إ.م ، ممرضة اعتادت مسامعها على سماع أنـين الألم في أروقة المستشفى، وكانت يداها...
لم يخطر ببال نورة عبدالله يومًا، وهي تجلس في محاضرة للتوعية بسرطان الثدي، أنها...
ابتسامتها لا تفارق شفتيها أبدا.. ابتسامة تجبرك على الابتسام وسط ركام الدنـيا وما...
أتقنت فلسفة الجسد والاستماع إلى صوتي الداخلي محاربات سرطان الثدي هن مستودع...