Maroc - DINPRESSE.NET - A La Une - 27/Jan 12:38

قضايا الاستشراق والإسلام: من يفهم وائل حلّاق؟

سوسن العتيبي ـ باحثة سعودية في جل ما قرأت لوائل حلّاق (قراءة متمعنة تحليلية) لا تخطئ العين الكلمات المتعالية منه، ويكفيك الكتاب الذي بين يدي، ومقدمته العربية فيها: – فرض قراءة كتابه لأنه ضرورة، لا مجرد إشباع فضول، بل “مطلب حتمي”! – “يوجد فرض عين على القارئ العربي للتفكير والتفكر بصورة أكثر عمقاً” (يفرض، ويشخص حالتنا باللاعمق!) – في تعريضه بقراء كتابه “الدولة المستحيلة”: “شوشت على ردود أفعالهم طموحاتهم السياسية وقصر نظرهم الأيدلوجي”، “لا ينظرون إلى القضية كما يجدر بالمفكرين ذوي الأصالة حقاً أن يفعلوا” – في وصفه لواقع المسلمين الحداثي، وعدم اعتقادهم اعتقاد وائل: “لا يعتقد غير ذلك سوى شخص لا يفهم الواقع، بل ويتسرع -بلا مسؤولية- في إصدار الأحكام من دون القدر الأدنى المطلوب من الأمانة العلمية”. ويكفي من بعض الأقوال إبانة لحس التعالي عند وائل، والحقيقة صرت لا أتعجب ممن يعارض ويهاجم، ويستخدم نفس طريقته. فالمشاكلة هنا ظاهرة. الكتاب “قصور الاستشراق”. أول ما نظرت إليه، وخمّنت العنوان، ضحكت في نفسي وقلت: أما لو وائل يقصد “قصور الاستشراق” لا الموضوع، بل كتاب إدوارد سعيد “قصور الاستشراق”؛ فحينها وائل فعلا ناوي من البداية الإقصاء للاكتساح! وتركته حتى أمس، ولما بدأت اليوم بـ “قصور الاستشراق” علمت أن تخميني التهكمي الذي ظننته مغالاة مني، أقرب للصواب منه للحيدة عنه! فكتبت أمس تعليقا لإشارة أحد الكرام: وائل يريد إزاحة أهم شخصيتين في الحقل الاستشراقي: – إزاحة شاخت من الاستشراق تجاه الفقه وله مشروع “الشريعة”. – إزاحة سعيد عن نقد الاستشراق الاستعماري وله مشروع “قصور الاستشراق”. وبعد ركلهما بعيدا بكلماته المؤذية، يوسع الساحة لنفسه، ليكتسح. وطبعاً لن يرد على أي نقد، لأن الكل “لا يفهم وائل حلاق”. منذ...