Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 08/Mar 01:41

دول الخليج تدفع نمو التمويل الإسلامي في آسيا الوسطى

تسهم دول مجلس التعاون الخليجي بشكل متزايد في دعم نمو التمويل الإسلامي في آسيا الوسطى، حيث تسعى حكومات المنطقة إلى تعزيز شراكاتها المالية مع المؤسسات الخليجية لجذب الاستثمارات وتنويع القطاع المالي. وتأتي هذه الجهود في ظل تزايد اهتمام البنوك الإسلامية والمستثمرين الخليجيين بالأسواق الناشئة في آسيا الوسطى، مما يعزّز انتشار التمويل الإسلامي في المنطقة.    في عام 2024، استحوذ “بنك ليشا” القطري على “بنك بيريك” في كازاخستان، في خطوة تعكس توسع المصارف الإسلامية الخليجية في المنطقة. كما يلعب “بنك أبوظبي التجاري الإسلامي”، التابع لمجموعة “بنك أبوظبي التجاري”، دورًا في سوق التمويل الإسلامي الكازاخستاني، رغم خططه لتقليص أنشطته في قطاع التجزئة.    إلى جانب الاستثمارات المباشرة، يواصل البنك الإسلامي للتنمية، الذي يتخذ من السعودية مقرًّا له، تقديم دعم مالي كبير لدول آسيا الوسطى، حيث بلغ إجمالي تمويله لدول رابطة الدول المستقلة 9.1 مليار دولار بنهاية 2023. واستحوذت أوزبكستان على الحصة الأكبر من هذه التمويلات بنسبة 41 %، تليها كازاخستان بنسبة 18 %، ما يعكس دور التمويل الخليجي في تعزيز النمو الاقتصادي ودعم المشاريع الإسلامية في المنطقة، بحسب تقرير لوكالة “فتيش” وعلى صعيد أسواق رأس المال، يشهد قطاع الصكوك في آسيا الوسطى تطورًا تدريجيًّا بفضل التعاون مع المؤسسات المالية الخليجية. ففي 2023، أصدرت “المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص” أول صكوك مقوّمة بالتنغي، بينما شهدت بورصة أستانا الدولية في 2024 إصدار أول صكوك محلية من قبل “Gamma-T SPC Limited”، إلى جانب إدراج صكوك أصدرها “بنك قطر الدولي الإسلامي” والبنك الإسلامي للتنمية في سنوات سابقة.    وتسعى كازاخستان إلى تعزيز انتشار التمويل الإسلامي عبر مبادرات جديدة، حيث وضعت هدفًا لزيادة حصته في السوق إلى ما بين 3 % و5 % بحلول 2025. كما أعلن “بنك أوتباسي”، رابع أكبر بنك في البلاد، عن خطط لتقديم منتجات الرهن العقاري الإسلامي، فيما يدرس المنظمون الماليون السماح للبنوك التقليدية بإنشاء نوافذ إسلامية، في خطوة من شأنها توسيع نطاق المنتجات الإسلامية المتاحة.    مع استمرار تدفق الاستثمارات الخليجية ودعم المؤسسات المالية الإسلامية، تبدو آفاق نمو التمويل الإسلامي في آسيا الوسطى واعدة، رغم التحديات التنظيمية وضعف الوعي بالقطاع. ويُتوقع أن تلعب دول الخليج دورًا محوريًّا في دفع عجلة هذا النمو وتعزيز مكانة التمويل الإسلامي في المنطقة.