X

Vous n'êtes pas connecté

Maroc Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 14/Jul 21:24

“بودكاست لمحات” مع الوزير السابق الزياني عبر “البلاد”: اتخذت عدة قرارات ضد التجار وبعضهم وصفوني بالخيانة

أول‭ ‬ما‭ ‬قمت‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬الوزارة‭ ‬“التحول‭ ‬الإلكتروني”‭ ‬وطلبت‭ ‬من‭ ‬الموظفين‭ ‬مخاطبتي‭ ‬مباشرة‭ ‬ تعلمت‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬الصبر‭.. ‬ولا‭ ‬مشكلة‭ ‬شخصية‭ ‬مع‭ ‬النواب أرى‭ ‬مركز‭ ‬المعارض‭ ‬وكأنه‭ ‬“أحد‭ ‬أبنائي”‭  ‬ لا‭ ‬نرى‭ ‬أي‭ ‬شركة‭ ‬عائلية‭ ‬لها‭ ‬مشاريع‭ ‬كبيرة‭ ‬بالخارج‭ ‬ حماس‭ ‬النواب‭ ‬داخل‭ ‬الجلسة‭ ‬يختلف‭ ‬عما‭ ‬يحدث‭ ‬خارجها لم‭ ‬آخذ‭ ‬الدكتوراه‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬ولكن‭ ‬أخذتها‭ ‬في‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬“الفورمولا‭ ‬وان”‭ ‬بالبحرين كان‭ ‬علي‭ ‬ضغط‭ ‬كبير‭ ‬بأن‭ ‬أغلق‭ ‬البحرين‭ ‬تجارياً‭ ‬ولا‭ ‬أفتحها‭ ‬للأجانب‭ ‬ولكن‭ ‬كنت‭ ‬عكس‭ ‬هذه‭ ‬النظرية‭ ‬   تحدث وزير الصناعة والتجارة والسياحة سابقاً، ورئيس مجلس إدارة مجموعة طيران الخليج، ورئيس مجلس إدارة استثمارات الزياني، زايد الزياني عبر بودكاست “لمحات” عن حياته العملية، بدءاً بشركة العائلة، وصولاً إلى توليه مسؤولية وزارة الصناعة والتجارة والتي تم إلحاق السياحة بها لاحقاً.  الزياني، أشار إلى أن منذ توليه الوزارة وضع هدفين رئيسين، أولهما تحسين وضع الأراضي الصناعية في البحرين، بالإضافة إلى إنشاء السجلات التجارية، وهما هدفان حققهما قبل تركه للمنصب.  وبيّن أيضا أن علاقته مع مجلس النواب اعتيادية، ولا توجد أمور شخصية، وأن ما يحدث في الجلسة من حماس، يختلف عن ما يحدث خارجها، مشيراً أيضاً إلى أن الوزارة بها كفاءات كبيرة وهو على عكس ما كان يتوقع سابقاً.  وأكد أن الاقتصاد في علامات فارقة، فهناك من يشتكي من ضعف الاقتصاد في حين أن الصرف في ازدياد، مشيراً أيضاً إلى أنه اتخذ خلال فترة عمله في الوزارة قرارات ضد التجار، وبعضهم وصفه بالخيانة.  ونشرت “البلاد “ اللقاء كاملاً على قناتها في “اليوتيوب”، بالإضافة إلى بعض المقتطفات عبر منصاتها المختلفة في وسائل التواصل الاجتماعي. وفيما يلي الجزء الثاني والأخير من اللقاء:  متى بدأ التغيير في شركة استثمارات الزياني؟ عام 1993 وضعت مع الأشقاء خطة إستراتيجية، لمجموعة استثمارات الزياني، وهي النواة التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم، حيث كانت الشركة كالأخطبوط داخلة في جميع المجالات، ولكن ليست متميزة في أي مجال. ولذا، اتخذنا قرارا استراتيجيا بالتركيز على بعض القطاعات، والتخلص من القطاعات الأخرى، فركزنا على قطاعات السيارات والصناعة والعقار، واتخذنا قراراً بأن أي قطاع ندخله نكون ضمن الثلاثة الأوائل، وهو ما نسير عليه إلى اليوم.  معروف عنك في الشركة الانضباط الشديد خصوصاً بالوقت، ما سر ذلك؟ هذا يعود لتأسيسي بالأرقام، حيث 1 + 1 لا يمكن إلا أن يساوي 2، وهذه هي مبادئي في جميع مجالات حياتي. عندما تعمل في منصب مطلوب منك الأداء، ولا تزعل حين المحاسبة وقت التقصير، كما أنني دقيق الملاحظة، والعديد ممن حولي يصفونني بالقسوة والجفاف، ولكن أنا لا آخذ الأمور على أشياء شخصية، فربما نختلف في العمل ونتناول القهوة خارجياً بشكل اعتيادي، وفي اليوم التالي أعود لمحاسبتك حال التقصير. أنا في مكان عملي لا أمثل شخصي، وإنما أمثل الوظيفة، وهذا الأمر تسبب بكره البعض لي، ولكن هناك العديد ممن يفتقدني كونني مازلت أسأل عنه رغم انقطاع علاقة العمل بيننا، وربما أكون أنا من اتخذ القرار بفصله، ولكن العمل عمل.  كما عرفت من المقربين أنك تحرص على حضور المناسبات الاجتماعية للموظفين.. حدثنا أكثر عن ذلك. أحضر أعراس الموظفين فعلاً إذا عزموني، هذه وصية جدي رحمه الله، قال لا تقاطعون الناس لا في العزاء ولا العرس، والعزاء أهم أيضاً.  أتذكر أيضاً كلمة أخرى له، حيث كان يقول “نحن نأخذ رزقنا من حلج الأسد”، ويقصد بها الصعوبة في الحصول على الرزق، والمكافحة أيضاً.  هل ترى أن الشركات العائلية ناجحة في البحرين، وما السر وراء ذلك؟ هناك البعض ممن نجح وآخرون لم ينجحوا، وهناك من تطور، وهناك من تراجع، ربما من أسباب النجاح صغر سوق البحرين، فلا نستطيع مقارنته بالأسواق الكبيرة، حيث كلما كبر حجم السوق أصبح أصعب.كما أن عوائلنا مرتبطة في البحرين، والتجارة هي معاملة. صحيح أن الشركات العائلية في المملكة محافظة على مكانتها ولكن ذلك على حساب التوسع والانتقال للعالمية، فنحن أسسنا التجارة قبل العديد من دول الخليج، والبحرين كانت مركزاً للتجارة، ولكن اليوم لا نرى أي شركة عائلية لها مشاريع كبيرة في الخارج. لا يوجد “براند بحريني”.. اليوم نذهب إلى جميع الدول ونرى “السيتي سنتر” التابع لماجد الفطيم، وقبل 30 عاماً لم يكن السيتي سنتر موجودا في دبي أساساً، ولكنه تطور وانتقل للعالمية. الأمر ذاته ينطبق على كل الأمور الأخرى، سواء شركات الاتصالات أو البنوك أو غيرها، فنحن لا نرى شركات بحرينية موجودة في أوروبا أو غيرها من الدول كما هو الحال للشركات الخليجية المنافسة.  هل كانت لديهم الفرصة ولم يتم استغلالها؟ لا أعلم حقيقة، ولكن ربما كون البحريني قنوعا وأقل مغامرة من غيره، ورضينا بمنطقة الراحة. طبعا التوسع يعني المخاطرة، وأنا أتمنى لو أرى أسماء بحرينية في الخارج، وليس شرطا من العوائل التجارية بل من أي شركات أخرى. ماكدونالدز وغيرها بدأت بشخص وتوسعت وأصبحت شركات عالمية وميزانياتها أكبر من ميزانيات دول، وهذا ما نريده للشركات البحرينية. عندما كنت وزيراً للتجارة، حاولت تحفيز الناس على ذلك، كان علي ضغط كبير بأن أغلق البحرين تجارياً، ولا أفتحها للأجانب، ولكن كنت عكس هذه النظرية. كنت أسعى لأن ينافس البحريني في كل دول العالم، فالسنغافوري لن يترك السوق الأميركي الكبير، ويأتي للاستثمار في البحرين، والأميركي كذلك، ولكن يمكننا نحن المنافسة هناك والاستفادة من هذه الأسواق الكبيرة على سبيل المثال.  بالحديث عن الوزارة، حدثنا عن توليك منصب وزير الصناعة والتجارة. كانت وصية الوالد رحمه الله “هالله هالله في أمكم، وهالله هالله في البحرين”، وهذه كانت آخر كلماته، ولذا الوالد زرع فينا حب البحرين، وخدمة المملكة من أي مكان ودون مقابل، سواء من منصب رسمي أو خارجه. وعندما طُلِب مني دخول الحكومة، كان شرف كبير، ولم أتردد، ولكن طلبت التفاهم مع أخواني في الشركة، ومعرفة كيفية تسليم المهام كوني كنت متولياً مجلس إدارة حلبة البحرين الدولية، وكنا للتو قد خرجنا من أزمة 2011 والحملة التي تعرضت لها المملكة بسحب السباق، وهي كانت من أكبر الدروس العملية في حياتي. وأتذكر أنني قلت لسمو ولي العهد، “لم آخذ الدكتوراه في الجامعة، ولكن أخذتها في هذه المشكلة”، وكيف أتعامل مع الصحافة والضغط الإعلامي وغيرها.. والحمد لله واجهتها وانتصرنا وأعدنا السباق للبحرين في 2012. طبعاً طلب مني الاستمرار بمنصب رئاسة مجلس إدارة حلبة البحرين الدولية، بالإضافة إلى منصبي في وزارة الصناعة والتجارة، وبقيت في المنصبين منذ ديسمبر 2014 وحتى مايو 2016، حيث انتقلت رئاسة مجلس إدارة حلبة البحرين إلى شخص آخر. في الشركة، وضعنا نظاماً أساسياً، يفصل بين الملكية والإدارة، فنحن لا دور لنا في الإدارة اليومية، وإنما على مستوى مجالس الإدارات فقط. طبعا “الحلال حلالنا، ونقدر نسوي اللي نبيه”، ولكن لا نتدخل في القرارات اليومية، ويكون المدير من خارج الشركة، وهو أمر منصوص عليه، وأيضاً وضعنا سنا تقاعديا إلزاميا عند الـ 65، ولذلك كنت أنا حينها رئيساً لمجلس الإدارة كون الأخوان خالد وحامد، وصلوا إلى سن التقاعد. ووضعنا أيضاً في اللائحة الداخلية أن أي شخص يطلب في منصب رسمي يعود بعد انتهائه من المنصب لمنصب لا يقل عن منصبه ومميزاته التي كان يحصل عليها سابقاً، أو يعود لسابق وضعه، ولذلك كان سهلا علي الخروج من الشركة نظراً لوجود آلية متبعة، ولا يوجد خلل في الرئاسة. حسابياً، كانت فترتي في رئاسة استثمارات الزياني ستكون الأطول، ولكنني فعلياً توليت مسؤولية الشركة لـ 8 أشهر فقط، منذ أبريل 2014 إلى ديسمبر من ذات العام، ثم انتقلت الرئاسة إلى نواف نجل أخي خالد، والذي قاد الشركة مع البقية في فترة صعبة بما فيها فترة الكورونا. كنت قد وضعت هدفاً بأن انضمامي للحكومة يكون لدورتين فقط، ولذا عام 2022 طلبت الإذن بالعودة لعملي، و”ما قصر سمو ولي العهد لبى رغبتي”.  قبل دخولك إلى الوزارة ما هي الأهداف التي وضعتها للتنفيذ؟ أتذكر ليلة القسم الأول أمام جلالة الملك المعظم، وعند إعلان التشكيل الوزاري، كنت أتحدث مع زوجتي وأخبرتها أنني وضعت هدفين رئيسين لتحقيقهما، الأول هو تنظيف المناطق الصناعية، والثاني تسهيل عمليات السجل التجاري. فمن واقع الخبرة لم أكن أحصل على أرض صناعية، وأرى سوء استغلال للأراضي الموجودة، ولا يمكن بناء مشروع صناعي دون أرض بكل تأكيد. وبشأن السجل التجاري كانت هناك صعوبات في تغيير عقد التأسيس أو تسجيل الشركة وغيرها من إجراءات السجل التجاري التي كانت طويلة ومعقدة، وهناك رفض يأتي دون أسباب، وكان الوضع غير جاذب للمستثمر وإلى حد ما منفر. وبعدما تم إلحاق السياحة، وضعت هدفاً ببناء مركز المعارض الذي نراه الآن، حيث بداية المشروع كانت في 2008 وتم تأسيس شركة له بين ممتلكات وحلبة البحرين، وكنت أمثل الحلبة بحكم المنصب، ومنذ تأسيس الشركة وحتى عام 2012 جرت اجتماعات ولم يحدث أي شيء، ومن ثم تم تصفية الشركة ونسي المشروع. وقلت حينها، ما دمت توليت هذا المنصب سأنفذ المشروع، وأتذكر عندما وضعنا حجر الأساس في 6 يناير 2020 قبل جائحة كورونا بأسابيع، قال لي سمو ولي العهد حينها: “هل هاي يصير.. ولا بس حجي؟”، فقلت له “بيصير طال عمرك ببركاتكم”، قال لي “كم سنة صار لنا؟”، فأجبته 12، فسألني كم سنة نحتاج، فقلت له سنتين، وبالفعل أنجزته.  ما شعورك بعد إنجازه؟ في كل مرة أمر بالقرب منه أرى أنه أحد “أبنائي” والحمد لله أصبح صرحا للبحرين، وهو مكان ممتاز لاستقطاب الفعاليات العالمية المتميزة. والحمد لله تركت الوزارة وأنا حققت هذه الأهداف الثلاثة.   ما الفرق بين إدارتك للشركة، وإدارتك للوزارة؟ تعلمت من الحكومة الصبر، في شركتي كانت هي شركتي وأستطيع اتخاذ القرار الآن، سواء أكان خطأ أم صوابا أنا من أتحمل مسؤوليته وعواقبه، أما في الحكومة فأنا أتخذ القرارات باسم بلدي. من الأمور التي لم أعتد عليها في الشركة، هو العمل من خلال اللجان، فكنا في الشركة نتخذ القرارات بعد الاجتماع مع المعنيين فقط، أما في الوزارة فهناك لجان ونجتمع بصورة يومية وغيرها، فتعلمت كيفية العمل من خلال اللجان، وكل شخص له رأي وفي نهاية المطاف القرار بالإجماع. دخلت الحكومة وكان لدي تصور خاطئ بأن الجهاز ضعيف، ولكن للأمانة انبهرت كون الوزارة فيها كفاءات ممتازة، ولكن ربما لم يحصلوا على فرصة البدء، وما زلت أعتقد بأن هناك كفاءات خصوصاً في الوزارة التي توليتها والحال في جميع الوزارات، نفس النظام والجودة والنوعية.  كيف كنت تحفز الموظفين في الوزارة؟ أكبر حافز بالنسبة لهم هو أنهم يرون انعكاس أدائهم واستقباله إيجابياً في الشارع والإشادة التي يحصلون عليها. وأول ما قمت به في الوزارة هو تحويل كل شيء إلى إلكتروني، وأنشأت بريدا إلكترونيا لي، وأرسلت رسالة لكل الموظفين، أبلغهم فيها بأن هذا بريدي، من فضلكم خاطبوني مباشرة، ولكن بشرط وجود نسخة إلى رئيسهم، ليكون على علم، وهو لفتح الأبواب للأفكار وغيرها، وخلق ثقافة للرئيس أن هناك دوما أبوابا يمكن للموظف اللجوء إليها، ولا يوجد كواليس وإنما نعمل بفريق واحد. نحن نخطط مع بعضنا.. اليوم أنت في منصبك، وغداً لن تكون هناك.  هل كنت متحيزا للتجار أم المواطنين في وزارتك، خصوصاً وأن الناس تقسمهم إلى نصفين؟ المواطنون والتجار هم نفس الشخص، التاجر قبل أن يكون تاجرا هو مواطن، وسيخدم وطنه ويوفر خدمة أو سلعة للمواطن، والاثنان بحاجة لبعضهما البعض. حتى عندما اتخذت قرارات صعبة ضد الشركات، ومن بينها على سبيل المثال في حماية المستهلك، كان التصور أن دورهم الوقوف ضد التاجر فقط، ولكن صححت هذا المفهوم بأن وقوفهم يجب أن يكون مع الحق، فإذا قتلت التجار من سيوفر الخدمات للمستهلك، وإذا أضعفت المستهلك كيف سيعيش التاجر. إذا التاجر مخطئ نضغط عليه، واتخذت عدة قرارات ضد التجار، وبعضهم وصفوني بالخيانة. ومن بين هذه القرارات مثلاً غرامة 10 آلاف دينار لمن يقول بأن البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل، وهي غرامة كبيرة، ونجح هذا القانون. ولكن أيضاً حصلت أمور من بينها أشخاص يأخذون سلعة معينة كالملابس مثلاً، ويستخدمها ثم يريد إرجاعها، ونحن رفضنا الوقوف إلى جانب المستهلك بكل تأكيد، لأنه ليس من حقه، فكانت العملية متوازنة. وبحكم كوني تاجرا، كنت أعرف أيضاً ما يضر التجار وما هي الأساليب التي يتبعها البعض منهم، وأنا كمستهلك أيضاً أعرف ما يحتاجه المستهلك.  كيف كانت علاقتك مع النواب؟ علاقتي مع النواب، لا يوجد أمر شخصي أيضاً بيني وبينهم، فالنواب ما تراه في الجلسة يختلف عما يحدث في الخارج، ففي الجلسة ترى الحماس والإثارة، وفي الخارج ضحك “وسوالف” هم يقومون بواجبهم ونحن نقوم بواجبنا. بعضهم يسيء استخدام المهمة أو المسؤولية، ويخرج عن أعراف المجتمع، ليس علي فقط، وإنما على غيري أيضاً، ولكن في نهاية المطاف نحن نناقش موضوعا ليس شخصياً، فلا يجوز التعرض للإنسان ولا أهله ولا أسرته. حاسبني في أدائي فقط، أما شركاتي فلا علاقة لك بها.. البعض لا يستطيع الفصل بين المنصب والإنسان، وهي قلة خبرة وليست “قلة أدب”، وهناك فرق، فقليل الخبرة يظهر مما يحدث في الخارج بعد الجلسة وهم أشخاص محترمون، أما داخل القاعة فيصبح الهجوم شخصياً.  وهل حققت في قطاع السياحة ما كنت تسعى إليه؟ قطاع السياحة كان قطاعاً منسياً، ورؤية سمو ولي العهد رئيس الوزراء في تركيز وتسليط الضوء عليه، نجحت في تنفيذها، فنحن عام 2015 أطلقنا أول إستراتيجية في تاريخ مملكة البحرين للسياحة حيث وضعنا الأهداف وما نريده من القطاع السياحي. وأنا لكوني أحب الأرقام كونها لا تكذب، وضعنا عدة معايير من بينها زيادة عدد الليالي السياحية ومعدل الصرف في الليلة الواحدة، وزيادة السياح، وضاعفنا الدخل من السياحة في الناتج المحلي الإجمالي من 3 % إلى 7 %، والآن الأرقام تزداد. وبعدها وضعنا إستراتيجية عام 2021، ولكن هناك عدة تغيرات في المنطقة منها انفتاح السوق السعودي وتوجههم للسياحة أيضاً، والأمر في المنطقة كله.  بعد الوزارة عدت إلى الشركة، كيف كانت عودتك؟ أخذت إجازة وسافرت إلى إسبانيا، وأتذكر أن صحيفة “البلاد” نشرت صورتي. واستمتعت بإجازتي لأول مرة، ففي السابق كنت أخطط لسفرتي وأضع جدولا لها باليوم وبالساعة، أما هذه الإجازة فكانت مختلفة وجهزت حقيبتي وسافرت مباشرة. أتذكر أول يوم صباحاً كان في بداية الشتاء، والشمس تشرق متأخرة في إسبانيا.. استيقظت صباحاً، وجهزت كوب قهوة، وجلست أتأمل شروق الشمس، وكانت أول مرة أتناول القهوة فيها لمدة ساعتين، في العادة خلال دقائق معدودة. استمرت الإجازة لأسبوعين وعدت بعدها إلى العمل.  هل استنزفت الوزارة طاقتك؟ بكل تأكيد طاقتي ليست كالسابق، ولكن الوزارة لم تستنزف طاقتي، وإنما العمر.. بالعكس الوزارة أعطتني دفعة، كونني لم أكن قبلها أداوم في المكتب الساعة الـ 7 صباحاً، ولكن في الوزارة كنت أداوم الساعة الـ 7 ولا أخرج قبل الـ 3 مساء. في الحكومة، تستطيع أن تعمل، وتستطيع أن لا تعمل.. تستطيع أن تجد لك عملاً واليوم لا يكفيك، وتستطيع أن لا تعمل، سواء كموظف أو غيرها.. وبالنسبة لقيادتي المنصب، فمن هو في أعلى الهرم يوزع المهام والعمل على الجميع، وإذا “رخى.. يرخون”. عندما استلمت الوزارة، كان لديهم عجز، وقبل توجه الحكومة للتوازن المالي، جلست مع فريق العمل لمعرفة المداخيل والمصاريف، وقمنا بأشياء حولت العجز إلى فائض، من بينها أن الوزارة كانت موزعة على 7 مقرات، ووحدتها في مقر واحد في المرفأ المالي، فوفرنا 35 % من قيمة الإيجار، وخفضنا عدد السيارات في الوزارة من 28 إلى 6، وألغينا عقد شركة الأمن كون المبنى مؤمنا.  كيف ترى الاقتصاد قبل وبعد كورونا؟ اقتصادنا في علامات متفارقة، الناس تشتكي من الوضع الاقتصادي، ولكن الصرف أكثر مما كان عليه، فإذا كان الوضع سيئا، فمن أين لك أن تصرف؟  الآن نحن مقبلون على فصل الصيف، والجميع سيسافرون، ومن وضعه ليس جيدا لن يسافر. بكل تأكيد هناك قطاعات متأثرة أكثر من غيرها، وهو يعتمد على القطاع الذي فيه، كما أن ارتفاع سعر الفائدة الذي عشناه لمدة عامين شكل ضغطاً كبيراً على الشركات التي لم يكن لديها توازن في الاقتراض. وهذا على سبيل المثال حافظنا عليه في شركتنا، لم نكن نقترض إلا لشيء معين وندفع من خلاله هذا القرض لكي لا نكون في أزمة. البعض يدخل السوق ويقول بأن الاقتصاد “تعبان” والسوق صغير.. السوق ليس صغيراً، أنت شركة صغيرة ابدأ في هذا السوق وانجح فيه ثم توسع.  ما هي أسباب فشل الشركات من وجهة نظرك؟ أهم الأسباب هي أن الناس لا تستعد للأسوأ، يدخل بحماس كبير وغير مدروس، وإيجابية أكثر من اللازم، فنحن في شركتنا مثلاً نقوم بعمل 3 سيناريوهات، ونختار القرار بناء على الأكثر سوءاً.  كما أن الإبداع جزء من هذا الأمر، فنحن نرى تكرارا في المشاريع، وهو من الأمور التي يجب أن تتغير. فما الذي يدفعني لشراء من محل جديد وهو يقدم نفس البضاعة التي آخذها من المحل الذي أتعامل معه منذ سنوات.   ما هي خطواتك القادمة؟ أستمتع بالحياة، أنا الآن شبه متقاعد، صحيح أنه تبقى 10 سنوات كتقاعد رسمي من الشركة، ولكن أريد التفرغ لنفسي، فما حققته في حياتي العملية كان له ثمن كبير على أسرتي وزوجتي وأولادي، وعلي أنا شخصياً. وخصوصاً زوجتي التي دعمتي معنوياً ونفسياً وعصبياً، فلها الحق بكل تأكيد.  

Articles similaires

Sorry! Image not available at this time

سونيا جناحي: أسعار الشوكولاتة سترتفع بالبحرين بسبب أزمة عالمية

albiladpress.com - 10/Aug 22:36

الطلب على الشوكولاتة الداكنة في البحرين يصل إلى 85 % أسعار الشوكولاتة ...

Sorry! Image not available at this time

عصام خلف: شارع الفاتح.. أول وآخر مشروع عملت عليه في الوزارة

albiladpress.com - 15/Aug 22:52

إنشاء الفورمولا 1 كان تحديا كبيرا درست في العراق 9 أعوام وكنا من أوائل سكنة مدينة...

Sorry! Image not available at this time

عصام خلف: نخطط الشوارع لتبقى 20 عاما.. و “الفاتح” استوعب الحركة المرورية لـ 40 عاما

albiladpress.com - 17/Aug 22:30

قبل المجالس البلدية كنا نأخذ رأي الناس في المشروعات من الصناديق الخيرية...

Sorry! Image not available at this time

Alien يحتل السينمات حول العالم

albiladpress.com - 16/Aug 19:05

عود أفلام الخيال العلمي “Alien” التي أطلقها ريدلي سكوت عام 1979 إلى جذورها من...

Sorry! Image not available at this time

بالفيديو: عصام خلف: توسعة الطرق تمثل 25 % من حل الازدحامات المرورية

albiladpress.com - 19/Aug 22:52

تأخر المشروعات أحيانا من “الكيابل” أو الآثار أو الغاز.. وليس دائما بسبب...

Sorry! Image not available at this time

تجربة: لميس بوحسين.. ملاك وأيقونة متلازمة الداون

albiladpress.com - 17/Aug 22:41

“بلا رحمة” مسلسل خليجي عرض في العام 2006، من بطولة الفنانة زينب العسكري،...

Sorry! Image not available at this time

الرئيس التنفيذي لـ “المعلومات”: تطوير الخدمات الإلكترونية طال جميع قطاعات البحرين

albiladpress.com - 20/Aug 22:39

قال الرئيس التنفيذي لهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية محمد القائد إن 47 % من...

Sorry! Image not available at this time

“تسلا” تقرر تأجيل إطلاق سيارة الأجرة ذاتية القيادة

albiladpress.com - 20/Aug 21:00

تعتزم “تسلا” تأجيل الكشف عن سيارة الأجرة ذاتية القيادة “روبوتاكسي”...

Sorry! Image not available at this time

الصيف يخفض مبيعات عربات الطعام 30 %... والحل بـ “الديلفري”

albiladpress.com - 16/Aug 21:28

في السنوات الأخيرة أصحبت عربات الطعام هي الوجهة المناسبة لكل من يريد استثمار...

Sorry! Image not available at this time

زيادة واردات السيارات الصينية للبحرين 31.2 %

albiladpress.com - 16/Aug 21:28

ارتفاع قيمة الواردات إلى 182 مليون دينار الهند تزيد صادراتها بنسبة 70 % في ستة...

Les derniers communiqués

  • Aucun élément