Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 14/Jul 21:11

رغما عن الأنوف والمخاطر الصحية... “العطور المركبة” تبخ روائحها

شراء العطور العربية أو الفرنسية وهوس اقتنائها أمر مشترك بين الرجال والنساء، فاختيار أنواع العطور يعطي انطباعا عن شخصية المستهلك، كما أنها تشكل جزءاً مهماً في الحياة اليومية، كما أصبحت العطور لدى البعض من أساسيات الحياة اليومية التي يحرص الفرد على اقتنائها والإنفاق عليها بشكل شهري، ولكن الفرق ما بين العطور الأصلية أو “التعبئة” أو “عطور التركيب” كما تسمى. يتردد محبو العطورات لشراء كل ما يريدونه ولكن ليس كل مرة سيذهبون إلى المحلات المعروفة لشرائها، بل أيضاً لعطور التركيب حصة لا يستهان بها، حيث الإقبال عليها شديد بسبب رخص ثمنها. وقال “حسين العصفور” وهو أحد العاملين ببيع العطور المركبة في منطقة عالي إن الزبون هو من يفرض ذوقه على السوق، واختياراته هي التي تحدد اتجاهات التجار في جلب المطلوب، علماً بأن الطلب على شراء العطور لا يتوقف أبداً، وأن تجار عطور التركيب يستوردون الزيوت العطرية من العديد من الدول الآسيوية أو العربية والأوروبية، إلى جانب الأسواق الخليجية. روائح متشابهة وعامل آخر في أحد المحال لبيع عطور التعبئة بسوق واقف وهو “رياض اليوسف” يقول إن روائح عطور التركيب تعتبر تقريباً متشابهة من بعض العطور الأصلية، ولكنها ليست مثل الأصلي 100 %، مع سعر منخفض التكلفة، حيث تبدأ أسعار زجاجة بحجم 30 ملم من دينارين على حسب الجودة التي تتحدد وفقاً لنسبة تركيز الزيت العطري في العبوة، إلى جانب الكحول الذي يستخدم لتخفيف الزيت، كما من الممكن استخدام “الصندل” لتثبيت الرائحة بشكل يبقيها في الملابس لفترة طويلة. خطر التركيب إلى ذلك، قال رضا العود تكمن خطورة عطور التركيب على صحة الإنسان في استخدام نوع رديء من الكحول، وبالتالي يتعرض الزبون إلى خطورة الإصابة بأمراض جلدية أو في الجهاز التنفسي، كالإصابة بربو أو التهاب الجيوب الأنفية وحساسية الصدر، لذا يجب التأكد من نوع الكحول المستخدم في حال كان العطر “مركبا” غير أصلي، ففي بعض الأحيان تتم الاستعانة بمواد غير معروفة قد تتسبب في الإصابة بأمراض جلدية مختلفة، وقد تتطور إلى الاكزيما المزمنة التي يصعب علاجها، لذلك من الأفضل تجنب استخدام العطور المركبة. الأسعار والنسب وتحدد الأسعار للزيوت العطرية بحسب نسبة التركيز في الزجاجة، إذ إن الأكثر شيوعاً في السوق تركيز بنسبة 40 % للزيت العطري، ونسبة 60 % للكحول، وهي الأرخص سعراً، أما في حال كان معدل بنسبة 50 % زيت، و50 % كحول، سيكون سعر العطر أعلى. ويؤكد عبد الرحيم حسن مالك متجر لبيع العطور المركبة، أن البحرينيين تستهويهم العطور الفرنسية أكثر من العطور الشرقية المخلوطة بروائح البخور والصندل والعنبر والزعفران والعود والورد، في حين معظم الخليجيين يقبلون على شراء العطور العربية، موضحاً عملية تعبئة العطور المركبة، حيث تتم عملية التعبئة من خلال 3 أحجام وهم 30 او 50 أو 100 ملم، منوهاً إلى أن المحلات تقوم بشراء الزيت العطر بأسعار تتراوح ما بين 30 إلى 80 ديناراً لعبوة وزنها 1000 غرام، وبعض الأحيان أكثر من ذلك على حسب نوع الزيت العطري. ولفت حسن إلى أن المكسب المحدد من القنينة الواحدة يتراوح ما بين 60 % إلى 70 %، مقارنة مع تكاليف البيع الشاملة لعمليات شراء السلع وتكاليف الاستيراد والشحن، فيما يتراوح الربح الصافي للبعض المحلات شهرياً ما بين 500 إلى 800 دينار. وأوضح الفرق بين العطور الأصلية والمركبة، حيث العطور الأصلية تصدر عن بيوت أزياء أو محال مستحضرات تجميل معروفة ومشهورة عالمياً، بينما العطور المركبة، يتم إنتاجها في ورش تبيع الزيوت العطرية على التاجر مباشرة لتعبية الزجاجات العطرية، أما الكحول المستخدم في العطور الأصلية فغالي الثمن، ويحوي كحول مادة “الايزوبروبيلي”، كما أن عملية تعتيق العطر تستغرق وقتاً طويلاً، أما الكحول الذي يستخدم في محال تركيب وتعبئة العطور، فهو كحول الايثيلي الطبي بنسب تركيز معينة. سرقة فكرية  ومن ناحية أخرى، قال المحامي تقي حسين إن بيع العطور المركبة “المقلدة” يعتبر تعديا على الملكية الفكرة الأصلية للعطور المبتكرة التي أنتجتها الشركات الأم وخضعت لدراسات علمية وصحية قبل طرحها في الأسواق العالمية، وبيع عطور مستنسخة بأسماء تحمل شعارات العطور الأصلية يعتبر سرقة وتعديا على الملكية الفكرية وحقوق التاجر والوكلاء والموزعين، كما تخضع العطور إلى الحقوق الذهنية إلى جانب حقوق الملكية الصناعية والتجارية، التي ترد على المبتكرات الذهنية في المجال الصناعي والتجاري، وتكفل للصانع أو التاجر حماية العناصر الاساسية في منشأته الصناعية والتجارية، ويمكن اعتبار العلامة الخاصة بالصوت أو الرائحة علامة تجارية. ناقوس خطر أما يونس التيتون فحذر من اللجوء إلى استخدام العطور المركبة، معتبراً أنها تشكل ناقوس خطر بسبب تأثير العطور المقلدة على صحة الإنسان مما تؤدي إلى الأمراض الجلدية والتناسلية، فضلاً عن الإصابة بعدة مشاكل صحة جمة بسبب وجود بعض المواد المعدنية السامة في بعض العطور المغشوشة التي تتلف حاسة الشم لدى الإنسان، منوهاً إلى أن استخدام العطور الأصلية المبتكرة أكثر أمان وضمان لصحة المستهلك، بغض النظر عن مسالة الأسعار، حيث تتوافر في الأسواق عطور أصلية مبتكرة لشركات معروفة بنفس أسعار العطور المركبة.